رئيس التحرير
عصام كامل

نجوى حسين عبد العزيز تكتب: الوحدة بين مصر وسوريا

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر

كان الحب يجمع بين الشعبين الشقيقين على مدى العصور وكانتا مصر وسوريا تكملان بعض والتاريخ شاهد على التحامهما في حب لم تعرفه المنطقة العربية في غيرهما أبدا وبدا حلم الوحدة يلوح ويرفرف في القلوب، وانطلقت أقلام المفكرين السوريين والمصريين تتحدث عن انسلاخ دول المنطقة من جسد المريض العثمانلى وبلورت الارتباط في وحدة واتحاد، كانت الوحدة فكرة وحلما وكانت الفكرة ترتقب بيئة وقائدا وانطلقت حركات التحرر الوطني من الاستعمار تزيح الركام عن قائد جسور حطم أوثان الرجعية والرأسمالية والتبعية وحارب الظلم والفقر والجهل والفرقة والانهزام، وانطلق بعصاه السحرية يخضر الأرض ويشيد البناء ويعيد صياغة الإنسان بكرامة وعزة وكان خروج جمال عبد الناصر إلى العرب زعيما شعبيا آسرا للقلوب والعقول. توج هذا الحب بتحقيق حلم الوحدة في عهد الزعيم الخالد ناصر في ٢٢ فبراير ١٩٥٨ بتوقيع جمال عبدالناصر وشكرى القوتلى. وظلت سوريا في عيون مصر ومصر في قلب سوريا امتزاج وتآلف ومحبة لم يفت في عضدها كيد، رغم الانفصال في 28 سبتمبر 1962 وظلت مصر محتفظة باسمها الجمهورية العربية المتحدة سنوات طويلة.


ثم جاء مرسي فقطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد، في سابقة مزعجة وخطيرة بما تضمنه من قطع علاقات وإعلان الجهاد. وقامت ثورة 30 يونيو وعاد موقف الدولة المصرية إلى سابق عهده مكللا بالخوف على وحدة الأراضي السورية وعلى حرمة الدم السوري. وكانت تصريحات الرئيس السيسي: "مصر تدعم الجيوش الوطنية في المنطقة العربية لحل الأزمات ولحفظ الأمن والاستقرار"، في رسالة مسددة بشأن دعم الجيش العربي السوري، ومن خلفه الرئيس بشار الأسد في الحرب ضد الجماعات الإسلامية المسلحة؛ ضمانًا لوحدة الأراضي السورية.

ونحتفل اليوم بذكرى عزيزة غالية وإن كان في القلب غصة على (الإقليم الشمالي) سوريا الحبيبة، ومن المفارقات المبكيات أن الانفصال بين سوريا ومصر حدث في 28 سبتمبر 1962 وكان رحيل ناصر عن الحياة في 28 سبتمبر 1970.

ولكن يظل الحب والوئام بين الشعبين المصري والسوري يناطح السحاب يقول السوريون: نحن في مصر أفضل حالا ولا نسكن في مخيمات ونعيش مع المصريين كشعب واحد ولا نشعر بأية تفرقة.

تحية للزعيم الخالد ناصر في ذكرى عزيزة وأمان تحتضنها دعوات أن تسلم سوريا وتعود لمجدها وعزها.

حفظ الله مصر وجيشها الجسور وقائدها.
الجريدة الرسمية