رئيس التحرير
عصام كامل

عمى سياسي!


لست مفاجَئًا بأن ينبري عدد من اليساريين والليبراليين للدفاع عن عبدالمنعم أبوالفتوح، بعد أن تم إلقاء القبض عليه.. فإن المصريين بشكل عام يتسمون بأنهم عاطفيون ويتعاطفون دومًا مع الغير، إذا مرض أو تعرض لضيق أو مر بمحنة أو حتى دخل السجن متهمًا في شىء..


وبالنسبة لأبو الفتوح تحديدًا فإنه تربطه علاقات شخصية ع بعض هؤلاء اليساريين والليبراليين.. فضلا عن أن السمة الغالبة لمن لا يقبلون بالسيسي رئيسًا يرفضون ويعارضون كل قرار أو إجراء يتم في ظل حكمه.. غير أن الأمر تجاوز التضامن من قبل هؤلاء اليساريين والليبراليين مع أبو الفتوح والدفاع عنه واستنكار إلقاء القبض عليه والتحقيق معه في بعض الاتهامات، ليصل إلى التعاطف مع ما يحمله أبو الفتوح من أفكار ورؤى، وما يمثله من تيار سياسي، هو تيار الإسلام السياسي الذي لا ينكر أبو الفتوح أنه أحد دعاته والمدافعين عنه.

هؤلاء اليساريون والليبراليون لا يدافعون الآن عن شخص وإنما يدافعون عن تيار سياسي هم يرفضونه ويعادونه.. وكل ذلك باسم الديمقراطية والدفاع عن حرية الرأي والتعبير، وغير ذلك من مبررات يغطون بها تورطهم في موقفهم هذا الذي يتناقض مع ما يتبنونه من أفكار سياسية.. ولا أجد تفسيرًا لذلك التخبط السياسي المثير سوى العمى السياسي الذي يعانى منه هؤلاء وجهلهم، ولا يدركون أنهم يرتكبون خطأ سياسيًا كبيرًا وفادحًا، سبق أن مكن الإخوان من قبل من الإمساك بالسلطة في البلاد وأخضعنا لحكم فاشٍ مستبد.
الجريدة الرسمية