«الأورومتوسطية» تعتمد تقريرًا مصريًا عن التصدى للإرهاب
أكد اللواء محمد كمال الدالى محافظ الجيزة أن التصدى لظاهرة الإرهاب، يتطلب تضافر الجهود الدولية والمحلية معًا، كى تؤتى بثمار ملموسة من خلال ثلاث نقاط رئيسية تشمل:
احترام كافة الدول بما في ذلك الأقاليم والمحليات لإلتزاماتها بمقتضى المواثيق والقرارات الدولية وآخرها قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2354 لعام 2017 والذي طالب كافة الدول الأعضاء باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمكافحة التطرف المؤدى إلى الإرهاب.
لافتًا إلى أن التطرف بكافة أشكاله يؤدى إلى تبرير اللجوء للعنف والوقوع في إثم ارتكاب الأعمال الإرهابية، وبالتالى فيجب أن يكون واضحًا لنا جميعًا أنه لا يوجد تطرف جيد وتطرف سيىء، حيث إن التطرف هو في حد ذاته الخطوة الأولى نحو الإرهاب.
بالإضافة إلى أهمية مكافحة الفكر المتطرف في إطار جهودنا لمكافحة الإرهاب خاصة الأفكار والخطاب الذي يستهدف جذب الشباب إلى إرتكاب أفعال إرهابية.
جاء ذلك خلال التقرير الذي أعده محافظ الجيزة ورئيس الوفد المصرى المشارك في الجمعية الأورومتوسطية للأقاليم والمحليات والتي استضافتها الجيزة على مدار يومين للمرة الأولى عن دور السلطات دون الوطنية في منطقة البحر المتوسط في التعامل مع التشدد والتطرف، حيث أوصى التقرير بتعزيز دور السلطات المحلية، بمنح الفرصة للأشخاص المحليين وقيام البلديات بدور أساسى في الاستجابة الفعلية لاحتياجات الشباب وتطوير برامج التوعية والتنمية المجتمعية والمشاركة في المبادرات الشبابية.
كما أوصى التقرير الذي تم اعتماده في الجلسة العامة التاسعة، والتي اختتمت أمس بتعزيز دور المرأة وإدماجها على جميع المستويات وتدريبهم على التعامل مع تدابير مكافحة التطرف.
وقال محافظ الجيزة في تصريحات له: إنه طالب بضرورة الاستثمار الإجتماعى والإقتصادى والثقافى والرياضى وتمكين منظمات المجتمع المدنى في فتح مجالات عديدة وشغل أوقات الشباب ودعم الحوار وتبادل المعارف إضافة إلى مواجهة الفقر واحتواء أطفال الشوارع ودمجهم اجتماعيًا وسياسيًا وإقتصاديًا وتعظيم قيم الانتماء وحب الوطن وتشجيع الطلبة ورعايتهم.
أضاف الدالى أن ظاهرة الإرهاب من أخطر الظواهر التي يواجهها عالمنا المعاصر وأكثرها تعقيدًا وتشعبًا، فقد انتشرت بشكل غير مسبوق لتشمل كل بقاع العالم تقريبًا أي اتسع النطاق الجغرافى الذي تتحرك فيه، بحيث يصعب حصرها في منطقة أو دولة بعينها، وهو بُعد جديد يضاعف من خطورتها، فنجدها في الشرق الأوسط وفى أفريقيا وفى أوروبا وأمريكا متجاوزة لكل الحدود والقوميات، بل وباتت تضم بين صفوفها أعضاء من مختلف الجنسيات الشرقية والغربية معًا مما يؤكد استمرار قدرتها على التشعب والامتداد ومن ثم يفرض هذا التحدى دور ومسئولية أساسية على السلطات المحلية في مكافحة التشدد والتطرف لدى الشباب.
وقال إن هناك عوامل أساسية تعطى للإرهاب القدرة على النمو والانتشار السريع ربما لم تتوافر بهذه الكثافة في العقود الماضية، وفى مقدمتها الأفكار المتطرفة العابرة لحدود الدول وكذا المنابر الإعلامية والتي تستخدمها التنظيمات الإرهابية للتحريض على الأفكار المتطرفة لتحقيق أهدافها ونشرها على نطاق واسع خاصة بين الشباب معتمدة على أكثر الأدوات التكنولوجية المتطورة الحديثة للترويج لأشد الأفكار الرجعية والمختلفة، حيث تتعذر الرقابة الفعلية عليها
وأوضح أن التحديات الاقتصادية التي يعانى منها الشباب تجعلهم أكثر عرضه للوقوع في براثن الإرهاب مما زاد من تأثير تلك الأفكار المتطرفة وما يواكبها من زيادة استخدام الإعلام ووسائل التواصل الحديثة والتي بدورها تزيد من الصراعات الدولية والإقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والمتوسط