مصر جابت سوبر هاتريك!
(1)
الحكاية ليست الكَف المُعتبر الذي لا يزال يدوي على قفا التُركي (أردوغان) وصدى صوته جاي من القطب الشمالي بعدما سحبت مصر من فوقه الغطا وسابته عريان في عِز البرد، لكنها القُدرة على التخطيط والاستكشاف والتكتكة والرسم لبعيد بهدوء، وتخطي المؤامرات والعراقيل من أعداء الخارج، وكذلك أذيالهم الأوفياء في الداخل والتي يستحيل أن تنعدل ولو علَّقنا فيها قالبًا!
فالقصة ليست قصة شوية غاز وانتهى الأمر، فتحويل مصر لمركز إقليمي لتصدير الطاقة في حوض البحر المتوسط وأوروبا يعني ببساطة أن قواتنا البحرية والجوية المُستعدة لردع أي خَبَل يُفكِّر فيه مخبول إسطنبول أو غيره لن تكون ـ تلك القوات ـ وحدها، ولكن أيضًا سيكون على الأوروبيين من أصحاب المصالح في الغاز أن يتصدوا كذلك بكُل قوة ـ ديبلوماسية أو حتى عسكرية ـ للعثمانلي للدفاع عن مصر، لا من أجل سواد عيون المصريين طبعًا لكن علشان مصالحهم، وهُنا تكمُن روعة الجول!
ويُقال من بعض المصادر المُطلعة في أنقرة أن (أردوغان) من ساعة الجول وهو لسَّه نايم على وشُّه في منطقة الجزاء، لدرجة أن صحيفة تُركية نشرت الصورة وكتبت في المانشيت "(أردوغان) زعيم الإخوانلية.. وشَّك للحيط وقفاك ليَّا"!
(2)
والأجوال كثيرة هذا الأسبوع، وإن كُنت لا أعتقد أن القبض على الإرهابي (عبد المنعم أبو الفتوح) هدفًا في حَد ذاته بسبب كونه إرهابيًا، فالرجُل إرهابي برُخصة درجة أولى من زمان، وهذا لا يخفى على أحد رغم محاولات التمويه الخائبة بادعاءه الانفصال عن الجماعة بتاعته وأنهم خلاص اتطلَّقوا علشان مش طايقين بعض، وهي أكاذيب لا يصدقها إلا طفل أردوغاني قطري إخواني قطبي أبله!
وإنما الجول الحقيقي وجماله كان في ترك (أبو الفتوح) ليصول ويجول براحته داخل مصر وخارجها، وعلى شاشات القنوات المُعادية، ليهلفط بكلام فاضي فاردًا جناحاته وهو فاكر أن أحدًا لن يمسَّه ـ بسبب ظروفه مع الجناحات ـ لدرجة أنه أعلن بسفور تبعيته لـ(أردوغان) ـ عدو مصر الأول حاليًا ـ وهو يطالبنا نحن أصحاب الحق بالتفاوض مع سيده التُركي لنحصل على حقوقنا في الغاز المصري، وهو انحطاط سياسي وأخلاقي يتميَّز به أقطاب الإخوان الخونة على مدى الزمان!
المُهم تُرِك الإرهابي ليعيث فسادًا في الأرض والعقول، ويلتقي مع قيادات الإرهاب زمايله وحبايبه وكفاءة، ليتم تسجيل كُل هذا قبل إلقاء القبض عليه وتفتيش بيته واستخراج مُستندات التآمُر إشاعة الفوضى التي تدينه من عُقر داره، فلم يكُن الأمر عصبيًا أو مُتعجلًا بسربعة رغم وضوح الحقائق لكُل ذي عينين، وإنما كان يا واش يا واش يا مرجيحة، واتدلع واجري يا رمان وتعال على حجري يا رُمان، وأهو جه!
* وعلى الهامش فقد تم مُنذ ساعات إلقاء القبض على ستة إرهابيين في مزرعة (أبو الفتوح)، وسيقول البعض إنهم أكيد مش إرهابيين زي ما قال على (فتوح) وجماعته، وهُما فعلًا مش إرهابيين، دول طلبة في إعدادي كانوا بيذاكروا هناك تحت التوتة علشان يجيبوا مجموع كويس ويدخلوا كُلية الطب قسم الرقص على السلالم شعبة الخيانة زي صاحب المزرعة بالضبط، فبلاش نظلمهم!
(3)
أما الناشط المُتحرِّش الذي فشل في توفير الحَد الأدنى من مُتطلبات التحرُش في حزبه، بعدما فشل في توفير الحَد الأدنى من أي حاجة في الحياة، فلا هو مُحامي مشهور في المُحاماة، ولا مُرشح رئاسي عارف يجيب أصوات سابقًا، ولا مُرشح مُحتمل عارف يلِم عدد كافٍ من التوكيلات لاحقًا، ولا حتى مُتحرِّش قادر يكمِّل مشوار التحرُّش لنهايته، وإنما جه في رُبع الطريق وفيَّص!
المُهم أن حضرته فشل في كُل حاجة، اللهم إلا كشف حقيقة نشطاء الغبرة وتُجار الثورات الذين سرقوا ثورة يناير من الشعب ونسبوها لأنفسهم، ومدى انحطاطهم الأخلاقي ـ فاكر الصوابع؟ ـ رغم أنهم معملوش حاجة غير شوية جعجعة على السلالم والفضائيات، قبل ما يناموا في الخيام والشقق، ويعملوا أحزاب وجمعيات، ويقبضوا الملايين من الخارج، وياكلوا ويشربوا ويصاحبوا، وياريت بنتيجة، إنما جه ساعة الجَد وقَلَب بطة بلدي مبتعملش حاجة غير البطبطة، إنما فعل مافيش.. يا خسارة الرجالة!
* هامش آخر.. أومال فين المُناضل إياه؟ محدش سمع له صوت من فترة، ما تتكلِّم يا عم خايف ليه، إيشحال لو مكُنتش (بلسانين)، أومال بتقول على نفسك مُناضل إزاي؟ عمومًا شكله آثر السلامة بعدما كلبش في مبدأ "اضرب المربوط يخاف السايب" وطبعًا المربوط هو المقصود بالفقرة رقم (3) هذه، طب بلاش تتكلّم يا مُناضل، بس ياريت تشوف لصاحبك حَد يفُك ربطته والأجر والثواب من عند الله!
(4)
في سيناء العزيزة استمر طحن الإرهابيين وحرق قلوب من خلفهم بالمدد أو بالتعاطُف، وللعلم بعضهم يعيش بيننا ويشمشم على الأخبار بأنف كلابي حزين، ويحاول صنع أية دسيسة للتأكيد أن الجيش فاشل، أو مُعتدٍ، طبعًا طالما من ضمن أفكارهم أن صاحب الحق لازم يتفاوض مع الحرامي كما طلب (أبو الفتوح)، وأكيد عندهم فتاوى بكده أصدرها عدد من شيوخ المنصر!
المُهم أن اتفاقية (كامب ديفيد) تم تعطيلها عنوة طالما تعارضت مع أمن مصر، وانتشر جيشنا البطل في كُل شبر في سيناء يحكُمها ويضرب الصراصير بالقديمة، وهذا دليل على أنه لا إسرائيل ولا أتخن تخين يقدر يقف ضد إرادة مصر، مش تلاقي واحد عبيط طالع يقول لَك بيكنسوا سينا علشان يسلموها في صفقة القرن، فأرجوك لما تسمع الكلمة دي من حضرته تبقى تطبطب له على قرونه وتقول له معلش تعيش وتاخد غيرها لو كنت هتقدر تستحمل تاخد أكتر من اللي أخدته من بعد 30 يونيو!
* وعلى الهامش فقد أكد مُحامي الإخواني الجنينة أنه يحتاج لمسامير وصواميل ونفخ وضبط زوايا وحاجات كتير علشان ينتقل من عنبر الخطرين في سجن طُرة لعنبر الخطرين في العباسية، وهي حيلة رديئة وإن كانت كويسة على أساس أن الاعتراف بالحق فضيلة!
توضيح: الهاتريك هو تسجيل ثلاثة أهداف، أما السوبر هاتريك فهو تسجيل أربعة أهداف.. وعمومًا نشكُر الله أن الحُكام وحاملي الراية في المُباراة مش من لجنة الحُكام إياها، وإلا كانوا بوَّظوا الماتش ولغوا الأجوال كُلها كالعادة!