رئيس التحرير
عصام كامل

مصر وسوريا وذكرى يوم مجيد!


في دمشق وبأعلى صوته استدعى والد صديقي السوري ابنتيه الطفلتين.. كانتا في المرحلة الابتدائية أي أنهما ولدا بعد سنوات طويلة جدًا من ذكرى الوحدة مع سوريا -ذكرى إعلانها وذكرى الانفصال على السواء، وقال: هذه ابنتي "أسوان".. سميتها على اسم مدينة عندكم بمصر غالية على كل سوري.. وتلك ابنتي "شدوان".. سميتها على اسم أشهر معارك حرب الاستنزاف!!


كان الرجل يتحدث بتأثر بالغ رغم أن ذكرى "شدوان" كانت حدثت ومرت قبل إنجابه ابنته بسنوات طويلة جدا إلا أن مصر في قلبه وعقله لا يرتبط ولم يرتبط الأمر عنده بسنوات تجيء وسنوات تمر!

نتذكر المشهد السابق الذي شهد عليه الصديق الدكتور محمد عبد الغني، النائب الحالي بالبرلمان المصري، والكاتب الصحفي الزميل رامي إبراهيم، وقد شهدا معي كيف كان دمشق -وقد ذهبنا إليها في مغامرة شبابية عبر الأردن بعد انتهاء مخيم الشباب العربي- تحتضننا في كل مكان نذهب إليه.. هنا دمشق.. يخرجون من محالهم بعد أن عرفوا أننا مصريون للاحتفاء بنا.. ودعوات لا تتوقف بتناول الطعام والمشروبات، بل المبيت والإقامة.. كلمة السر في سوريا كلها أنك مصريٌ.. قلها ثم انتظر النتيجة!

في مصر حالة من الود مع الأشقاء السوريين غير مسبوقة.. صحيح المصريون يحبون كل العرب واستقبلوا أي زائر منهم بترحاب يشهد به الجميع، إلا أن للسوريين عليهم درجة هذه كيمياء إلهية لا نعرف سرها موجودة من قبل إعلان الوحدة مع سوريا وممتدة إلى ما شاء الله!

في سوريا وفي كل شارع فيها ستصل إلى أذنيك ألحان عبد الوهاب وأصوات أم كلثوم وعبد الحليم ومحرم فؤاد ومنير والحجار وهاني شاكر وهنا في مصر تمتد الأصوات، وتتصل من صباح فخري وفريد الأطرش، وفايزة أحمد إلى فهد بلان، وموفق بهجت، وميادة الحناوي، وسهام إبراهيم، إلى نجوم الدراما دريد لحام، ورغدة، وهاني الروماني، ثم باسم ياخور.. وغيرهم وغيرهم بينما تطل أشعار نزار قباني كموسيقى تصويرية للمشهد كله!

اليوم ذكرى الوحدة مع سوريا الحبيبة.. ستمر سحب الصيف كلها.. وتبقى الروابط أو قل يبقى النسيج الواحد يهزم ألف انفصال.. وينتصر على ألف تآمر قام به أعداء كل خير وكل حق وكل وحدة!

سلام على من صنع أول وحدة في التاريخ الحديث ببراءة سياسية خالصة ونقاء قومية خالص وسلام ينتظر من يعيدها ويحقهها في يوم من الأيام!
الجريدة الرسمية