كتاب فرنسي يوثق سيطرة قطر على الرئيس الأسبق ساركوزي
اعتاد العالم في الآونة الأخيرة على اكتشاف حقائق مثيرة وفاضحة عن قطر، وتمويلها للإرهاب ودعم جماعة الإخوان، مستغلة في ذلك ثرواتها الباهظة؛ لتقويض النظام العالمي، وفرض سياستها المشبوهة على الدول المجاورة بدلًا من الإخاء.
ووفقًا لما نشره موقع "عين الإخباري" عن إصدار أحدث كتاب يوثق العلاقات بين أمراء الدوحة والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، والذي يسمى: "فرنسا تحت التأثير"، موضحًا كيف أصبحت تحت التأثير.
"فرنسا تحت التأثير.. عندما تتخذ قطر من بلدنا ملعبا"، كشف النقاب عن اختراق الأموال القطرية لدوائر صناع القرار في فرنسا، وفضح سياستها الهادفة لنشر الإرهاب والتطرف وهدم الدول المحيطة بها ومن بينها مصر، واتخاذ "الربيع العربي" غطاء لتمرير سياساتها بالسيطرة على المنطقة ككل.
الكتاب فضح سعي الدوحة لضرب الأزهر الشريف عبر تأسيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" بقيادة الإخواني المصري يوسف القرضاوي، حيث يوضح الكتاب دور القرضاوي المكلف به من الديوان الأميري، لا سيما نشر الأفكار "الراديكالية" الخاطئة، التي تخدم مخطط فرض سيطرة قطر على المنطقة، والتي استمرت لاحقًا بظهوره عبر قناة الجزيرة.
وثق الكتاب العلاقة بين أمراء الدوحة والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، التي بدأت باستنجاد ساركوزي بالأمير حمد بن خليفة، لتمويل قضية طلاقه من زوجته سيسيليا، حيث أورد الكتاب أنه "في صيف 2008 ونقلًا عن قصر الديوان في الدوحة- جاء ساركوزي باكيًا للشيخ القطري؛ بسبب طلب زوجته السابقة 3 ملايين يورو مقابل الطلاق، وكيف استجاب الأمير لمساعدة الرئيس الفرنسي ودفع متطلبات سيسيليا، التي تزوجت فيما بعد من ريتشارد أتياس رجل الأعمال اللبناني، المقيم في أمريكا".
وأبرز الكتاب دور قطر التخريبي لسياسات فرنسا في فترة رئاسة نيكولا ساركوزي، فقد أصبحت ثروة قطر بمثابة عنصر جاذب لفرنسا، غير مبالية بالقيم التي تحملها الجمهورية الفرنسية، والتي وصلت فيها الفوضى والتجاوزات والفساد حدًا بعيدًا، بسبب التعاون مع قطر.
وهذه الحالة شعر بها المواطن الفرنسي الذي كان يرى ويسمع كل يوم حزمة من الأزمات، وقضايا تضارب المصالح واستغلال السلطة من حكومته.
وكانت مؤلفة كتاب "جمهورية فرنسا القطرية" للكاتبة الفرنسية "برنجيير بونت"، قالت: "إن قطر اعتمدت على أموالها في إفساد السياسيين الفرنسيين، من أجل إيجاد نفوذ واسع لها في فرنسا".
ولفتت بونت، إلى أن تعامل العائلة الحاكمة في قطر مع عوائد النفط والغاز على أنها أموال خاصة بها، وليست ملكا للدولة، جعلها تتصرف فيها بحرية كاملة دون وازع لتأمين مصالحها.
فرنسا.. جنة أمراء الدم
رغم علاقة تنظيم الحمدين الوثيقة بساركوزي، إلا أن ذلك لم يمنعها، حسبما ذكر الكتاب، من التعاون مع أعداء فرنسا.
وفضح الكتاب علاقة الصداقة المشبوهة التي جمعت بين أمير قطر السابق والإرهابي "أنيس نقاش" المعروف بولائه لإيران وحزب الله، الذي اعتقلته فرنسا فيما بعد، وحكمت عليه بالسجن المؤبد، الأمر الذي لم يعجب الدوحة، فساومت عليه بالإفراج عنه أو افتعال حوادث إرهابية وعمليات اختطاف للرعايا الفرنسيين؛ لإثارة الرأي العام في فرنسا.
ويتحدث الكتاب أيضًا عن شراء قطر لذمم المسؤولين الفرنسيين، في وزارات عدة وداخل قصر الإليزيه، وذلك بالأموال وإقامة الحفلات الصاخبة، وكان على رأس هذه القائمة الرئيس الأسبق ساركوزي، وهو ما ساعد في توظيف فرنسا لخدمة مخطط قطر الهادف للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط.
رحيل ساركوزي
يكشف الكتاب عن حقيقة مخاوف الدوحة من رحيل ساركوزي، وتولي إدارة جديدة للحكم في فرنسا؛ إذ استشعرت قطر خطورته على نفوذها في باريس.
وبدت مخاوف الدوحة بعد تولي فرانسو هولاند الرئاسة في عام 2012، واضحة لا سيما بعد أن أعلن الإليزيه العودة إلى علاقة أكثر عقلانية ودبلوماسية وتوازنًا في الشرق الأوسط.
وظهرت نتيجة هذه السياسة بعد عامين من رئاسة هولاند، والتي تجسدت في صورة تعزيز الروابط مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر.