رئيس التحرير
عصام كامل

شارع المشتل.. حلم أهالي عزبة حرب يتحول لحقيقة (فيديو وصور)

فيتو

«يوضع سره في أضعف خلقه».. لو جاء أحد قبل سنة واحدة فقط، وقال إن شارع المشتل الكائن أسفل محور صفط اللبن ببولاق الدكرور، سيصبح «كلمة السر» في إنقاذ أكثر من 200 شخص من الهلاك، لاتهمه الكثيرون بأنه فقد عقله.


دائما كان شارع المشتل ببولاق الدكرور يعاني من الكوارث والمشكلات، وطالما كان القاطنون به يحتاجون إلى من ينتشلهم من الأزمات التي تلحق بهم بين الحين والآخر، تارة بسبب غرقه في مياه الصرف الصحي، وتارة أخرى بسبب تراكم القمامة، فكيف أصبح «شارع المشتل» بين يوم وليلة حُلما يتشبث به الأهالي؟

تبدأ القصة بمنحة إماراتية من حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي، عام 2016، بشأن تمويل وتنفيذ مشروع لإعادة تسكين سكان عزبة حرب الشرقية والغربية المقيمين في المناطق غير الآمنة، والبالغ إجمالي عددهم 190 أسرة، ووقع اختيار محافظة الجيزة على شارع المشتل؛ للبدء في إنشاء عمارتين سكنيتين على أرض جراج بولاق الدكرور، على مساحة 1190 م2؛ لإعادة تسكين البعض منهم.

بدأت بعد ذلك أعمال التطوير والإصلاح بالشارع بعدما توجهت كافة الأنظار إليه، وتم تخصيص نحو 16 مليون جنيه لرصفه، بالإضافة إلى إصلاحات في الصرف الصحي، وإزالة الإشغالات، وتجمعات القمامة، وغيرها من المشكلات، حتى بات شارع المشتل أحد الشوارع الرئيسية بالحي، وانتهت محافظة الجيزة من إنشاء عمارتين سكنيتين بشارع المشتل الشهر الماضي؛ ليبدأ سكان عزبة حرب عام 2018 في مساكنهم الجديدة، بعد أن كانوا يصارعون الموت يوميا في منازلهم التي أهلكتها مياه الصرف الصحي، وحاوطتها الشقوق والجدران الآيلة للسقوط.

وفي منتصف الشهر الماضي، تم تسكين 30 أسرة من سكان عزبة حرب، في منازلهم بشارع المشتل، ومنذ نحو أسبوع تم تسكين 20 أسرة أخرى، ليعطي شارع المشتل «قبلة الحياة» إلى 50 أسرة، بمتوسط 200 فرد، بعد أن كان الخطر يحاوطهم من كل اتجاه، وتبدل الحال 180 درجة بالنسبة لأهالي عزبة حرب، من انعدام المرافق من مياه وصرف صحي وغيره، إلى منازل كاملة المرافق، ومن بيوت بسيطة آيلة للسقوط، إلى عمائر حديثة مثل الموجودة بأفخم المناطق السكنية، ومن منزل مساحته نحو 35م2 إلى شقق تشطيب سوبر لوكس 65م2، فكان شارع المشتل هو «المنقذ» لسكان عزبة حرب من الحياة غير الآدمية.
الجريدة الرسمية