إسلام صلاح .. مبدع يرسم على حبوب الأرز والمكرونة (فيديو وصور)

غرفة صغيرة تعلق على جدرانها عدد من اللوحات التي تأخذك في عالم من الخيال منذ الوهلة الأولى، عندما تخطو بقدمك من بابها، تجد أمامك لوحات صغيرة مصنوعة ببراعة ودقة عالية، تكاد تصل إلى الشكل الحقيقي، تظهر مدى الرشاقة في فرشاة رسمها، بألوان ومجموعة من الأوراق، وأنامل توجهها موهبة تنسج من خلالها أفضل اللوحات الفنية والبورتريهات.

وهَبه الله منذ الصغر بهذه الموهبة ليكون فنانًا ومبدعًا في الرسم، ولم يتعلمها من الآخرين بل بعزيمته وإصرار طور نفسه بنفسه، فحُب "إسلام" منذ نعومة أظافره للرسم على أي شيء جعله يتقن كافة أنواع البورتريهات، بل وجعله يطور من نفسه ليصنع أشكالا تكاد تكون مستحيلة على الآخرين؛ لأنه انتهج صناعة الرسم على الأشياء الدقيقة وبدقة متناهية، حتى مع سنه الصغيرة، الذي عشق فيه الرسم، لم يقف عائق أمامه في تحقيق حلمه الذي رسمه على لوحاته قبل عقله، مما اضطره إلى تطوير نفسه وإثبات ذاته، ليمشي على طريق تحقيق حلمه ويصبح أحد الأسماء البارزة في فن البورتريهات.

«أعشق الرسم منذ صغري.. والشغل البدائي أفضل طرق الرسم» كلمات تلخص حياة إسلام محمد صلاح، الملقب بـ"إسلام راجي"، الذي كان عنده إصرار على الإبداع والكفاح، منذ أن كان في الثامنة من عمره، وهى الفترة التي اكتشف فيها موهبته في الرسم، مما جعله يطور من نفسه في هذا المجال، بلوحات ومصغرات تحاكي خيالا بلا حدود.

إسلام صلاح، ذلكم الشاب صاحب الست وعشرين عامًا، والذي يقطن بمنطقة شبرا، استطاع أن يسطر تاريخه في مجال الرسم منذ أن كان في الثامنة من عمره، كما يرسم لوحاته بدقة وبراعة متناهية، "كنت بحب أرسم أشخاص كرتونية في بداية اكتشافي لموهبتي، والشغل لم يكن عائقا في تطوير ذاتي"، يعمل صلاح، محاسبًا في إحدى الشركات صباحًا ثم يأتي بعد ذلك إلى إغلاق غرفته على نفسه؛ ويبدأ في الاختلاء بمعشوقاته ويسرح في جو من الخيال؛ ليشرع في رسم أي شيء جاء أمامه في خياله غير المحدود، جعله يضرب كلمة "مستحيل" عرض الحائط في جو رومانسي مع فرشاته وألوانه، لم يجد شيئا أمامه إلا ورسم عليه.

كان إسلام يحلم في مرحلة الثانوية العامة أن يدخل كلية الفنون الجميلة، إلا أن القدر كان له رأي آخر، مما اضطره لدخول كلية التجارة بسبب المجموع، ولكن مع ذلك لم يكن أمامه سوى أن يكمل ما بدأه منذ طفولته، ويلقي خلفه مشاعر الإحباط التي أثرت عليه بسبب دخوله كلية على غير هواه، وذلك مع مساعدة أسرته له من خلال التشجيع وتوفير سبل مناسبة لتطوير أدائه.

وعن طرق الرسم التي يعمل بها قال إسلام، إنه يعمل بجميع الطرق المستخدمة في الرسم وبكل الأساليب والأدوات المتاحة، بدءا من الفحم، والرصاص، وألوان المياه، مرورا بـ"المصغرات"، وذلك لأنها تحتاج إلى دقة عالية في الرسم عليها باستخدام عدسة مكبرة، مثل الرسم على القواقع والصدف واللبان وقشر البيض، إلى أن وصلت به الدقة للرسم على حبات الفول والأرز، بجانب اللوحات النيجاتيف التي تحتاج إلى تنظيم دقيق للألوان لئلا تخسر بريقها وجمالها، موضحا أن أكثر رسمة أثرت فيه وما زالت، هي لوحة للفنان أحمد حلمي رسمها بالشاي والعسل، وواحدة أخرى للكابتن محمد صلاح استخدم فيها الفحم، والشعر الطبيعي لتكون مجسدة له.

يتراوح سعر البورتريه من 100 حتى 250 جنيها، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة فيه، ويكون على حسب طلب العميل أيضا، البرواز المستخدم في البورتريه، وتختلف أشكال الرسم فتوجد لوحات الفحم، والباستيل والأكواريل أو الألوان المائية، ويتم اختيار شكل اللوحة وفقًا لرؤية الشخص صاحب اللوحة، ويمكن مزج أكثر من خامة في الرسمة الواحدة.