محمد العريان يكشف مستقبل التعامل الدولي بـ«البيتكوين»
قال دكتور محمد العريان، الخبير الاقتصادي العالمي، إن الاهتمام سيزيد بالعملات الرقمية من خلال تكنولوجيا "بلوك تشين" لكنها لن تتعدى ذلك.
وأتت تصريحات العريان خلال حوار أجراه على منصة مؤتمر "المنتدى المالي السنوي السابع لدول مجلس التعاون الخليجي"، الثلاثاء.
وأضاف العريان قوله: "هنالك فرق بين الشجاعة والغباء،" واصفًا من يدخل في مجال الاستثمار بالعملات الرقمية، والمخاطرة بسوق يتسم بتذبذب الأسعار، مشيرًا إلى أن هنالك أنواعا متعددة من هؤلاء المستخدمين منهم "المؤمنون فعليًا بإمكانات العملات" و"ذوو الرؤية" و"المترقبون" الذين ينتظرون فرصة للمشاركة و"اللحاق بالركب."
وذكر العريان بأن "بيتكوين" تتسم فعلًا بكونها تبادلًا متساويًا للمعاملات المالية، متوقعًا بأن الأسواق المالية ستقبل على الاستثمار في هذ العملة وغيرها بتقنية "بلوك تشين"، لكنه شدّد على أن "بيتكوين لن تتحول أبدًا إلى عملة عالمية"، مشيرًا إلى أنه ولكي يحصل ذلك سيتوجب على العملة الرقمية تبنيها من قبل نظام اقتصادي عالمي، مستبعدًا احتمالية حصول ذلك.
وهذا الرأي للعريان عكس ما كتبه في مقال لموقع "بلومبيرج" في نوفمبر عام 2017، إن السبب في عدم زوال التكنولوجيا من وراء العملات الرقمية عما قريب يكمن في "تحسينها لأنظمة دفع فعّالة من حيث التكلفة والتقليل من ضعفها الأمني،" متوقعًا بأن "تبنّي العملات الرقمية قد يتم بمعدلات أبطأ وأكثر تذبذبا مما توقعه المؤمنون بقوة بهذه العملة، والذين قد يعتبرون فئة ضئيلة، بالأخص عند مقارنتها بالمترقبين للمشاركة أو اللاعبين لمدى قصير."
وفي حديثه عن الأجواء الاقتصادية وسط "الظروف الجيوسياسية" في المنطقة والعالم، شدّد العريان على حقيقة ترابط الاقتصاد العالمي وتأثيره العام على كل الدول قائلًا: "إن تمكنت كل من الولايات المتحدة وأوروبا واليابان وإن تمكنت الصين من إدارة اقتصادها بشكل جيد، فإنها ستؤدي إلى تغيير جذري بتحسن بالوضع الاقتصادي العالمي، وسواء كنت في البحرين أو الكويت أو السعودية، أينما كنت حول العالم فإن الاقتصاد العالمي يهمّك لا يمكنك أن تجسّد منزلًا جيدًا في حيٍّ مكتظ بالتحديات."
وشدّد العريان على ضرورة التركيز على مواكبة الأسواق لما يحصل وعدم التباطؤ بالنمو الاقتصادي، بداعي تقليل الخسائر، مشيرًا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى "غضب سياسي" طارحًا قرار بريطانيا بمغادرة الاتحاد الأوروبي المعروف باسم "بركزيت" مثالًا على ذلك.
وأضاف قوله: "كلما تزاجع نمو الاقتصاد قلّت الفرص المتوفرة، وكلما قلت الفرص المتوفرة زاد قلق الناس على الجيل القادم، لأول مرة يشعر الناس بالقلق من أن أولادهم قد يعيشون حياة أقل جودة منهم، وهذا يؤدي إلى غضب سياسي، والغضب السياسي بدوره يؤدي إلى ظواهر مثل (بريكزت) وصعود النقمة على الهياكل المؤسسية القائمة،" ما قد يؤدي إلى "قدوم شخصيات، من خارج الهيكل السياسي، مثل دونالد ترامب في الولايات المتحدة وإيمانويل ماكرون في فرنسا، هم يؤدون إلى التشويش على النظام السياسي ما يزيد من الضغط على مؤسساتهم وقد يأتي ذلك لأنه يطلب منهم خلالها توفير جهد أكبر من البنوك المركزية أو لانعدام الثقة بالمؤسسات."