رئيس التحرير
عصام كامل

لعنة داخلية تصيب وحدة 684 المدربة على اغتيال زعيم كوريا (صور)

فيتو

خطوة تبدو غريبة من نوعها أدرجت كوريا الجنوبية في ديسمبر الماضي ميزانية خاصة ضمن ميزانية الدفاع للعام الجاري لتدريب فرقة متخصصة على اغتيال زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، في حال اندلاع حرب في شبه الجزيرة الكورية، وتشكلت الفرقة من نحو ألف جندي من خيرة قوات كوريا الجنوبية.


تلك الخطوة تشير إلى ملف فرقة اغتيال سابقة دربتها كوريا الجنوبية لذات الغرض، ولكنها لاقت مصيرا أسود، وانقض أفرادها على مدربيها قتلا في سيناريو غريب.

الوحدة 684

شكلت كوريا الجنوبية فرقة_الاغتيالات المذكورة وأطلق عليها اسم "الوحدة 684" وكان ذلك عام 1968 في أعقاب هجوم قاس من كوريا الشمالية على مجمع سيول الرئاسي.

وكان المقر الرئيسي لتدريب الفرقة هو جزيرة سيليمدو المعزولة عن الحياة، ذات الطبيعة القاسية.

نهاية سوداء

التجربة انتهت نهاية بشعة بالتمرد والقتل، ولم يشارك أي من أفراد الفرقة، بعد سنوات من التدريب القاسي الذي لا يرحم، في أي مهمة من المهام التي تأسست الفرقة من أجلها.

وتشير التحقيقات، التي أجرتها لجنة متخصصة من وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية عام 2006 في وقائع هذه المأساة، إلى أن 7 أفراد من الفرقة قضوا بالإعدام من جراء الإرهاق الهائل من التدريب وفقر التغذية.

أما باقي الأعضاء الـ 24 للفرقة، التي كانت مؤلفة من 31 شخصا، فقد هاجموا مدربيهم في محاولة لقتلهم والتخلص منهم.

وقام أعضاء الفرقة بتمرد دموي يوم 23 أغسطس 1971 وقتلوا 18 من مدربيهم، وواصلوا حركة التمرد إلى العاصمة سيول حيث اختطفوا حافلة وانتهى الأمر على نحو مأساوي بتفجير الحافلة على أيدي قوات الأمن في كوريا الجنوبية.

هذا السيناريو الدموي الانقلابي بحسب تقرير نشرته العربية " نت" لا يزال لغزا حتى الآن، وكان محورا لتحقيقات مطولة أجرتها وزارة الدفاع في سيول.

فرقة الموت

في البداية كانت وكالة المخابرات الكورية الجنوبية تخطط لتجنيد السجناء المدانين والمحكوم عليهم بالإعدام.، ولكن استقر الأمر على اختيار أفراد مدنيين عاديين ممن يتمتعون بلياقة بدنية قوية.

واختيرت جزيرة معزولة للتدريب، وهي غير مأهولة بالسكان حتى الآن، ولا يمكن الوصول إليها برا إلا عند انحسار المياه.

وقال يانج دونج سو، أحد المدربين الذين شاركوا في إعداد الفرقة، ممن ظلوا على قيد الحياة بعد إصابة كادت أن تكون مميتة في رقبته: "كنت أعلمهم مهارة البقاء على قيد الحياة، وكان الدرس الأكثر أهمية هو: لكي تظل حيا يجب أن تقتل".

اغتيال الزعيم

وأثناء التدريب على الجزيرة، مُنع كل من المجندين والمدربين من التواصل مع العالم الخارجي. وكان التدريب وحشيا لا هوادة فيه ولا رحمة أخذا في الاعتبار طبيعة المهمة المعقدة التي كانت موكلة للفرقة: اغتيال زعيم كوريا الشمالية إذا تطلبت الحاجة.

وحسب تقرير وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، خلال الفترة من 1968 إلى 1971، فقد 7 من أفراد الوحدة حياتهم، فقد أعدم رجلان بسبب الفرار، وثالث عقب قيامه بتهديد مدرب عسكري بالقتل، وقضى 3 آخرون إعداما بعد هروبهم من الجزيرة وتورطهم في اغتصاب امرأة من السكان المحليين.

وخلصت لجنة تقصي الحقائق عام 2006 إلى أنه بعد الأشهر الثلاثة الأولى من بدء التدريب، توقف القادة عن دفع رواتب المتدربين والمدربين على السواء وبات الغذاء رديئا وغير كاف.

إعداد فرقة الموت

في البداية كانت وكالة المخابرات الكورية الجنوبية تخطط لتجنيد السجناء المدانين والمحكوم عليهم بالإعدام. ولكن استقر الأمر على اختيار أفراد مدنيين عاديين ممن يتمتعون بلياقة بدنية قوية.

واختيرت جزيرة معزولة للتدريب، وهي غير مأهولة بالسكان حتى الآن، ولا يمكن الوصول إليها برا إلا عند انحسار المياه.

وقال يانج دونج سو، أحد المدربين الذين شاركوا في إعداد الفرقة، ممن ظلوا على قيد الحياة بعد إصابة كادت أن تكون مميتة في رقبته: "كنت أعلمهم مهارة البقاء على قيد الحياة، وكان الدرس الأكثر أهمية هو: لكي تظل حيا يجب أن تقتل".

وأثناء التدريب على الجزيرة، مُنع كل من المجندين والمدربين من التواصل مع العالم الخارجي. وكان التدريب وحشيا لا هوادة فيه ولا رحمة أخذا في الاعتبار طبيعة المهمة المعقدة التي كانت موكلة للفرقة: اغتيال زعيم كوريا الشمالية إذا تطلبت الحاجة.

وحسب تقرير وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، خلال الفترة من 1968 إلى 1971، فقد 7 من أفراد الوحدة حياتهم، فقد أعدم رجلان بسبب الفرار، وثالث عقب قيامه بتهديد مدرب عسكري بالقتل. وقضى 3 آخرون إعداما بعد هروبهم من الجزيرة وتورطهم في اغتصاب امرأة من السكان المحليين.

وخلصت لجنة تقصي الحقائق عام 2006 إلى أنه بعد الأشهر الثلاثة الأولى من بدء التدريب، توقف القادة عن دفع رواتب المتدربين والمدربين على السواء وبات الغذاء رديئا وغير كاف.
اغتيال المدربين
وفي صباح يوم 23 أغسطس 1971، سالت أنهار الدم، بعد أن تحول القتلة إلى قادتهم، وقال المدرب يانج إنه كان يستعد للذهاب إلى البر الرئيسي صباح ذلك اليوم للحصول على إمدادات شهرية عندما سمع إطلاق نار.

وأضاف المدرب: "في البداية اعتقدت أن القوات الخاصة الكورية الشمالية تهاجم الجزيرة".

وأطلق مجند في الفرقة النار على المدرب يانج، واخترقت الرصاصة الجانب الأيسر من عنقه مارة بجوار العمود الفقري.

والآن يبلغ المدرب يانغ من العمر 68 عاما، وتظهر على عنقه ندوب شاحبة تؤشر إلى موقع دخول الرصاصة وخروجها.

وقال يانج: "كانت الدماء تنزف من عنقي، فيما يطارد المجندون، المدربين، ويطلقون عليهم النار أكثر من مرة للتيقن من قتلهم".
واستطاع المدرب الجريح أن يزحف بعيدا ويختفي وراء صخرة، وكتبت له حياة جديدة.

اختطاف حافلة

فرقة الاغتيالات صفت 18 مدربا على الجزيرة، ثم توجهت إلى العاصمة سيول. وعلى الطريق السريع، اختطفوا حافلة، وشرعوا في قتل المدنيين وعناصر الشرطة والجيش على السواء، وقضى العشرات في إطلاق النار.

وفي النهاية، اضطرت قوات كوريا الجنوبية إلى تفجير الحافلة التي خطفتها فرقة الاغتيالات، وقضى من الأخيرة 20 عنصرا في التفجير، وحوكم من تبقى على قيد الحياة، وعددهم أربعة، وأعدموا جميعا في 10 مارس 1972.

وقالت وزارة الدفاع في تقريرها عام 2006 إن جثث العناصر الذين تم إعدامهم دفنت دون تسليمها إلى ذويهم.

وبعد أن وضعت الكارثة أوزارها، شرع قادة القوات الجوية الذين تولوا الإشراف على الوحدة في أعمال تستر بحرق كافة الوثائق والملفات التي تكشف خبايا ما حدث.

أما المدرب يانج، الوحيد الذي تبقى على قيد الحياة، فقد شفي من إصابته الدامية، وتحول إلى تعليم الفن في المدارس على مدى أكثر من 30 عاما، ونشر مذكراته عن فرقة الاغتيالات.

وكان أبرز ما كتبه، وجسد المأساة: "كلنا كنا ضحايا سواء من الجنود أو المدربين".
الجريدة الرسمية