رئيس التحرير
عصام كامل

الصحة تبدأ خطة القضاء على نواقص الأدوية بالتنبؤ.. حصر جميع خطوط إنتاج الشركات.. التأكد من توافر مخزون لكل صنف 3 أشهر على الأقل.. والصيادلة: السوق يشهد تحسنا ملحوظا

وزارة الصحة والسكان
وزارة الصحة والسكان

اتجهت وزارة الصحة مؤخرا إلى طريق جديد، وهو التنبؤ بنواقص الأدوية في السوق، من خلال الإدارة المركزية للشئون الصيدلية، وتصميم قاعدة بيانات لجميع شركات الدواء المسجلة في مصر، سواء المحلية أو الأجنبية، بجميع أصناف الأدوية التي تنتجها بعدد خطوط إنتاجها والعبوات التي تنتج منها، وكيف يتم توزيعها، بالإضافة إلى حجم المواد الخام لكل صنف ينتج داخل كل شركة، ومتابعة أي انخفاض في حجم الإنتاج، وتتبع أسبابه، والتأكد من وجود مخزون كاف لكل مستحضر، وقبل الانتهاء منه بــ3 أشهر، تضمن بقاء مخزون إضافي.


التنبؤ بنواقص الأدوية
ومن آليات منظومة التنبؤ بنواقص الأدوية، متابعة كل مستحضر وبدائله في السوق، والتأكد من إنتاج كل البدائل له بالسوق، تحسبا لأي نقص في أي منتج منهم.

ومع بدء تطبيق منظومة التنبؤ، شهد السوق توافر بعض الأدوية، ولكن ليس بكميات كبيرة، وانخفضت نواقص الأدوية إلى 9 مستحضرات فقط، بدأت الصحة في توفير جزء منهم، من خلال استيراد الشركة المصرية لتجارة الأدوية، منها أدوية للسرطانات والشلل الرعاش.

وقال الدكتور ثروت حجاج عضو مجلس نقابة الصيادلة، إن نواقص الأدوية بدأت تتحسن حاليا، مشيرا إلى ضخ كميات من الأدوية الناقصة بكميات قليلة، خفضت من حدة الأزمة؛ لتجعلها ليست كما كانت في السابق.

وأشار "حجاج" إلى أن الأدوية التي كانت تشهد نقصا- منها البنسلين طويل المفعول، والأنسولين لمرضى السكر- بدأت تتوفر، وكذلك المحاليل، ولكن ليس بالكمية التي يحتاج إليها السوق، وتصرف كميات محدودة للصيدليات، فضلا عن أدوية الهرمونات مازالت تواجه نقصا.

تحديد حجم إنتاج الشركات
وتابع عضو مجلس نقابة الصيادلة، أن التنبؤ بنقص الأدوية يتطلب الحاجة إلى تحديد حجم إنتاج كل شركة، وحجم توزيعها وحجم الاستهلاك في السوق، لافتا إلى أن شركات الدواء تحدد حجم مبيعات الأدوية في السوق، خاصة مع وجود بعض أنواع الأدوية الموسمية، تحددها الشركات وتعرف حجم بيعها سواء في الأدوية التي يزيد استهلاكها في الشتاء والأدوية، التي يزيد استهلاكها في الصيف، بخلاف الأدوية الثابتة على مدار السنة، مثل أدوية الأمراض المزمنة، منها الضغط والسكر والقلب وغيرهم.

تهريب العرب للأدوية المصرية
وأشار عضو مجلس نقابة الصيادلة، إلى أنه في الفترة الأخيرة تنامت ظاهرة تهريب العرب للأدوية المصرية، مع انخفاض ثمنها في السوق المصري ويشترون من الصيدليات بـالعشرين عبوة من كل صنف، وتهريبها للخارج، فمثلا العبوة التي تباع في مصر بـ 50 جنيها، تباع في الخارج بأضعاف الثمن.

أزمة الدوميت
من جانبه، أكد الصيدلي علي عبدالله مدير المركز المصري للدراسات الدوائية، أن نواقص الأدوية كما هي في السوق، والصيدليات تعاني نقصا منها، كاشفا عن أزمة جديدة لعقار يسمى "الدوميت"، بعد أزمة الشلل الرعاش لعلاج الضغط للسيدات الحوامل، الناقص منذ فترة، لافتا إلى أنه العقار الوحيد لعلاج الضغط لدى الحوامل، وفي حالة عدم الحصول عليه، يمكن أن تتعرض للإجهاض.

وأشار إلى نقص "إبيفاسي" من أنواع الهرمونات، وتباع على صفحات فيس بوك، متسائلا أين التنبؤ بنقص الأدوية من تلك الأزمات، مؤكدا أنه إذا كانت وزارة الصحة تعرف أين تباع كل عبوة، فهل تدرك بيع الأدوية بالعيادات وعلى صفحات فيس بوك.

وأكد أن أزمة البنسلين تم حلها بطرق تقليدية، دون وجود إنجاز من وزارة الصحة، لافتا إلى أن وزارة الصحة كان من باب أولى متابعة حجم إنتاج البنسلين في الشركات الحكومية، بدلا من محاسبة شركة خاصة على نقصه، مؤكدا أنه على أرض الواقع لا يوجد تنبؤ بنقص الأدوية.
الجريدة الرسمية