رئيس التحرير
عصام كامل

لا هو أول رئيس مدنى.. ولا أول رئيس منتخب لمصر!!


هل كُتب علينا أن نستمر فى "دولة الجهل بالمعروف علماً"، لمجرد أننا نكره أو نحقد أو قلوبنا مغلولة، لا تريد الحق أبداً لمصر، فنستمر فى التشويه والتعدى على العلم، انتقاماً، ليحرق ذاك قلب الوطن، ولا يتقدم إلى الأمام أبداً؟!.


إن من يريدون أن يُخدِموا على من يتلمسون منهم "الحظية أو الشهرة أو المال"، ويبيعون علمهم مقابل شهواتهم فى سبيل ذلك، لا يمتون للعلم أو الأمانة والإخلاص بصلات تُذكر، حتى لو حملوا لقب "دكتور علوم سياسية" ضمن ألقابهم،  وفى ذلك، وبالعلم والمعرفة والتاريخ، مرسى ليس أول رئيس مدنى أو أول رئيس منتخب لمصر!!.

فمن حيث المدنية: "مصر كانت دوماً جمهورية مدنية"، ويجب ألا ننسى يوماً أن مبارك يُحاكم أمام "محكمة مدنية"، وليس عسكرية، كما أننى هنا ومن منطلق كونى قارئا قبل أن أحمل درجة الدكتوراة فى العلوم السياسية، أعرف تماماً أن الولايات المتحدة الأمريكية، وهى دولة مدنية، حكمها 33 رجلا من أصول عسكرية، أشهرهم لنا الرئيس "أيزنهاور"، ولم يحولها هذا إلى دولة عسكرية، وبالطبع لا أنسى أن الجنرال "وسلى كلارك"، القائد السابق لحلف الناتو، ترشح للرئاسة الأمريكية فى العام 2004 عن الحزب الديمقراطى!!.

ولم يقف ضد ترشيح "وسلى كلارك" لرئاسة الولايات المتحدة، أى مواطن أمريكى، كون الرجل عسكريا سابقا، لأن المواطنين الأمريكيين، "ليسوا أغبياء"، ليقولوا إن ترشُح العسكرى "السابق"، يحول الدولة إلى دولة عسكرية!!، وقد حكم الرئيس الجنرال شارل ديجول فرنسا، وكان عسكرياً سابقاً، ولم تتحول فرنسا بذلك إلى دولة عسكرية، والأمثلة على ذلك كثيرة، تملأ الدنيا شرقاً وغرباً، ويعرفها حتى من يُكذبها الآن، نفاقاً لثورة أو مرشحا سابقا على هواه، أو لمُعاداة من يكره، على حساب العلم وفى النهاية يتكلم عن دولة العلم والتقدم!!.

إن مصر دولة مدنية، وستظل، (بعد زوال حكم الإخوان، الساقط دون محالة)، ولكن المشكلة هى فى "درجة تلك المدنية"، وليس فيما إذا كانت مدنية أم لا؟!، وبالتالى، فإن الرؤساء فى مصر، ومنذ إعلان الجمهورية، فى 18 يونيو 1953، وحتى زوال حكم مبارك، فى 11 فبراير 2011، جميعم من المدنيين، ولن يُغير تلك الحقيقة، كائن من كان، سواءً بالتزوير أو بلحس أرجل الحاكم أو الثورة المزعومة!!.

ولقد شهد العالم أجمع، فى العام 2005، أن مصر أجرت أول انتخابات رئاسية تعددية، وكان مبارك قد تم انتخابه كرئيس للبلاد، بشهادة مراكز الأبحاث السياسية الكُبرى، وقتها، وتلك تشهد بالعلم، وليس من طبعها التزلف، وهنا ليس الحديث حول نسبة نزاهة تلك الانتخابات، ولكن حول وقوعها وحدوثها، وقد شهد العالم بذلك والمراجع متوفرة!!.

وبذا، لا يمكن القول إن مرسى أول رئيس مصرى منتخب، خاصةً أن هناك تشكيكا فى نزاهة الانتخابات الرئاسية الأخيرة فى 2012 أيضاً، وهو ما كرره الكثيرون ذوو الحيثية فى الساحة السياسية المصرية، كما أن هناك قضية ماثلة أمام المحاكم فى هذا الصدد!!.

وبالتالى، فإن من يكذب على الناس، ويتقول على العلم والمعرفة، طمعاً فى أن يُحمل على الأكتاف، إنما هو مزور للتاريخ، ومنتمٍ إلى عصور الفساد التى يزعُم أنه يحاربها، بينما يحارب الحقيقة والمواطن المصرى، ويساهم فى الحط من شأنه.

مرسى لا هو أول رئيس مدنى، ولا هو أول رئيس منتخب لمصر، ومن يقول هذا؟!، بينما يحمل ألقاباً علمية تتصل بالعلوم السياسية بالذات، إنسان يريد ممالأة السلطة أينما كانت، ويبيع علمه لمن يشترى بثمن بخس ولا يبتغى الحق فى الله!.
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية..
الجريدة الرسمية