رئيس التحرير
عصام كامل

المقابر تزحف على الأراضي الزراعية بالشرقية.. والرقابة غائبة

فيتو

تشهد محافظة الشرقية حاليا عشوائية في بناء المقابر على الأراضي الزراعية، خاصة بقرى "مراكز منيا القمح والحسينية وبلبيس وأولاد صقر وكفر صقر وههيا" وغيرها في ظل غياب الرقابة بالوحدات المحلية القروية ومجالس المدن وعجزهم عن اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحد من هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد مستقبل الزراعة.


"فيتو" رصدت تلك الظاهرة بإحدى قرى المحافظة التي تمتاز أراضيها أنها تنتج أجود أنواع الخضراوات هي قرية "الخرس".

يقول "هاني عبد الرحمن" من أهالي القرية: "قريتنا التابعة لمركز منيا القمح تعد من أعرق القرى بالمحافظة وسميت بهذا الاسم نسبه إلى أراضيها الزراعية التي كان يطلق عليها منذ مئات السنين بـ"الأرض الخرساء" أي الأرض غير الصالحة للزراعة إلا أنه أقيم بها بعد ذلك عدة اسطبلات للخيل وأصبحت تشتهر بإنتاج أجود أنواع الخضراوات.

وأضاف: "بلدتنا يقطنها نحو 10 آلاف نسمة كانوا يدفنون موتاهم بمقابر تتوسط المنازل السكنية على مساحة 2000 متر إلا أن اتفق أجدادنا مع المسئولين على نقلها لمدخل القرية المواجه لطريق "الزقازيق - منيا القمح" وعلى مساحة أقل حفاظا على صحة المواطنين ولمخالفتها الشروط المنصوص عليها الخاصة بإنشاء الجبانات".

وتابع: نظرًا لزيادة السكان المستمرة أصبحت المقابر لا تلبي احتياجات معظم الأهالي لعدم وجود أماكن بها، كما لا يوجد أية أراضي فضاء قريبة يمكن استغلالها في إنشاء مقابر جديدة، مشيرا إلى أن الأهالي يلجأون لاقتطاع أجزاء من أراضيهم للتغلب على تلك الأزمة التي تواجههم فيما لجأ بعضهم إلى بناء عدة طوابق فوق المقابر بسبب ارتفاع أسعار الأراضي.

وقاطعه في الحديث "أحمد علي" موظف قائلا: "سعر القيراط وصل في القرية إلى 350 ألف جنيه كحد أدنى حيث يبلغ سعر المتر ما بين "2-3" آلاف جنيه فيما يتعدى تكلفة المدفن العائلي نحو 50 ألف جنيه، مشيرا إلى أن القرية شهدت خلال الخمس سنوات الأخيرة قيام العشرات من المواطنين ببناء العديد من الجبانات على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية‏ التي تعد من أفضل أنواع التربة للزراعة ولنمو النباتات حيث إنها ذات خصوبة ملحوظة فهي غنية بالمادة العضوية.

وأشار محسن عبد الرازق، طالب جامعي، إلى أن الأهالي لهم العذر تماما فيما يفعلوه نظرا لعدم وجود مساحات كافية داخل المقابر لدفن موتاهم ولا أحد من المسئولين يسأل أو يهتم حتى النواب لا نراهم إلا بموسم الانتخابات وكل وعودهم زائفة، قائلا بسخرية: "يعني هي جت على المقابر.. القرية كلها أموات لا فيه مجاري ولا مركز شباب ولا وحدة صحية ولا أي خدمات خالص".

ومن جانبه أكد مصدر مسئول بديوان عام محافظة الشرقية أن اللواء خالد سعيد محافظ الإقليم أعطى تعليمات سابقة لكافة المسئولين بالتصدي لهذه الظاهرة التي تهدد الرقعة الزراعية واعتبارها مبانِ مخالفة وغير مرخصة وتحرير محاضر للمخالفين واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضدهم، كما أعطى تعليماته بضرورة توفير بديل للأهالي للتغلب على مشكلة نقص مساحة المقابر ودفن جثث موتاهم.
الجريدة الرسمية