لماذا استعان الغنوشي بـ«يهودي» على قوائم النهضة في انتخابات تونس؟
ما الذي يجعل الشيخ رائد الغنوشي يستعين باليهودي التونسي سيمون سلامة، على قوائم حركة النهضة الإسلامية في انتخابات محليات تونس؟ سؤال إجابته تكمن في رغبة التحدي الكاملة لدى الثعلب العجوز، الذي يرى ضرورة في مصارعة القوى الليبرالية والعلمانية، التي تناصبه العداء على أرضها، وفي نفس مساحتها الأيديولوجية من الملعب السياسي.
على مدار السنوات الماضية، و"النهضة" تحاول مسابقة الجميع؛ لإثبات مدنيتها، وابتعادها عن خط التيار الديني، سواء داخل أو خارج تونس؛ لذا أقدمت على هذه الخطوة، بعدما خاضت صراعا مؤخرا مع الإعلام والصحافة؛ إثر تصريح غاضب للحركة، أعلنت فيها عزمها، عمل ملاحقات قضائية لمنتقديها دون أدلة؛ وهو ما أثار حالة شديدة من الغضب ضدها، وتصاعدت حرب البيانات بينها وبين كافة طوائف التيار الليبرالي، ومنظمات المجتمع المدني، ونقابة الصحفيين التونسية.
ترى الحركة، وتروج بشدة، منذ صباح أمس، أن ترشيحها لتونسي يهودي، على رأس أو ضمن إحدى قوائمها، هو دليل إضافي على انفتاح النهضة، وتجسيدها لمعاني المواطنة، التي لا تضع اعتبارات للهوية الدينية، بل ووضعت قدما أخرى في السباق، بإعلانها ترشيح يهود آخرين، في المحطات الانتخابية المقبلة.
يقول سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن حركة النهضة التونسية تسعى للاندماج مع المجتمع، وهذه الخطوة تعزز اتجاهها نحو تنفيذ خطتها.
وأكد عيد في تصريح خاص لـ"فيتو"، أن تخلي النهضة عن مشروعها في الأممية والخلافة الإسلامية، يجذبها أكثر تجاه الدولة المدنية، خصوصا في ظل صراعها مع بعض قطاعات المجتمع المدني، على خلفية الأزمة الأخيرة مع نقابة الصحفيين التونسيين، مرجحا أن تكون الخطوة بداية لسلسلة من التنازلات الأخرى، لامتصاص غضب المجتمع، ولاستكمال مسيرتها التي بدأتها قبل سنوات، للتعايش في إطار سياسي سلمي، إلى جانب مكونات المجتمع التونسي.
يذكر أن الانتخابات البلدية الأولى في تونس، سيتم إجراؤها في مايو المقبل؛ لاختيار ممثلين بـ 350 دائرة بلدية في مختلف البلاد.