أنيس منصور يكتب: حياتنا عربة يجرها حمار
في جريدة الأهرام وفى عمود "مواقف" عام 2003 كتب أنيس منصور مقالا قال فيه :
حياتنا عربات يجرها حصان أو حمار أو يجرها إنسان كعربات الريكشا في إندونيسيا والهند، أو هي كالسيارات لها موتور يدفعها إلى الخلف، أو أن حياتنا مثل عربات نملكها أو عربات مسروقة.
قد تكون العربة في قطار فلسنا وحدنا فيها، وإنما عشرات من الناس يضايقوننا يزاحموننا، وقد تكون عربة من الدرجة الأولى المكيفة، أو من الدرجة الثالثة التي يدخلها الهباب والذباب بالتناوب.
وحياتنا هي القطار، هذا يطلع وهذا ينزل، لكن يمضي القطار إلى هدفه دون أن يدري من ركب ومن نزل، وقد يكون الذي يقود عربتنا عربجي، ويكون جلادا لا يكف عن ضرب الحمار أو الحصان أو البقرة أو الإنسان الذي يجر عربتنا.
وأخطر العربات علينا هي أن يكون سائق العربة قد خطفها، فإذا سرقها فهو يفعل بنا ما يشاء، ونحن نرى أن الكثيرين يعيشون حياة مختطفة حياة لا سلطان لهم عليها، إنما السلطان والصولجان لآخرين.
فالزوجة من الممكن أن تكون هي التي خطفت حياتنا وتتصرف فيها كما تشاء، ومن الممكن أن يكون رئيسنا في العمل، ومن الممكن أن يكون الطاغية قد خطف حياة الشعوب.
العربات كثيرة ونحن لانعرف وجهة نظر سائق القطار الذي خطفه واستولى عليه وعلينا وعلى المحطات.أنه خاطف القطار وخاطف حياة الناس وأرزاقهم وأرواحهم.
قل لي أنت من هو الذي يجرجرك وراءه أو يدفعك أمامه، أو الذي يربطك في سلسلة أدبية أو نحاسية، أو من الذي يلعب بالكرات الحمراء والبيضاء في دمك ؟ قل لى من هو ؟ وأنا أقل لك من أنت.
يقال أن يوليوس قيصر عندما توجوه كان قد وضع أحد أطفاله على ركبتيه وتبول الطفل، فهرع الوزراء والقادة يحاولون إبعاد الطفل الذي لم يعرف ماذا فعل.
لكن القيصر ضحك عاليا وقال : اتركوه يفعل ما يشاء، فأنا أحكم، وأمة تحكمنى، وهو يحكم أمة.