رئيس التحرير
عصام كامل

مسئولية الوزراء والأثر المهم


قرأت عن استقالة أحد الوزراء في إنجلترا نتيجة تأخره عن الحضور إلى اجتماع مهم، وهو اللورد "مايكل بيتس" من مجلس العموم؛ ذلك لأن المجلس قد ناقش سؤالا موجهًا له وعندما طلب الحديث قال: ‏أشعر بالعار لأنني لم أكن موجودًا لأجيب عن السؤال، ولهذا أعلن استقالتي الفورية وقام وغادر الجلسة.


عندما أقرأ مثل هذه الأخبار لا شك أنها تعطي للعالم كله مثالا كيف يدرك المسئولون حجم المسئولية الملقاة على عاتقهم وكيف يرون في أنفسهم القدوة للمجتمع، فلو تأخر الوزير عن الاجتماع، فبالتالي سيتأخر كل العاملين عن أعمالهم بالتبعية.

مثل هذه الأخبار تم تداولها من قبل لدى ما يسمونه كوكب اليابان حين نرى المسئولية على أشدها، فالوزير مسئول عن وزارته ومن فيها لدرجة أن أي شكوى من موظف تستدعي أن تكرس الوزارة كل جهودها ليس لكي تصلح ما حدث فقط إنما لمنع أي مجال للشكوى من الأساس في المستقبل.

إننا نتغير بما نراه فمن يرى إهمالا يهمل بالتبعية ومن يرى فسادًا يفسد هو الآخر ومن يرى انهيارًا للأخلاق تنهار أخلاقه، والعكس بالعكس، فإن من يرى التزامًا سيلتزم، وعندما يرى الأمانة سيكون أمينًا، وعندما يلاحظ رقي الخلق فإنه سيرتقي خلقه..

أي أن الشعب بصفة عامة قادر على تربية أبنائه بالفعل والمبادرة بالنفس قبل الآخرين، وهو ما يكون بالطبع في ميزان حسناته وله ثواب ذلك وثواب من عمل بذلك حتى يوم القيامة، حين يكون خير قدوة لمن حوله.

لدينا تاريخ لا يختلف عليه أحد، ولدينا إرادة كبيرة للتغيير للأفضل، ويشهد عليها التاريخ، أيضًا حين انتصرت مصر في أكتوبر ٧٣ لجيل يريد أن يرى مستقبلا أفضل لأبنائه.

نحن على يقين أنه حين يقرر الشعب أن يحقق انتصارًا على سلبياته فسينتصر، على يقين أننا لدينا من المقومات التي تجعل مصر في مصاف أولى الدول، ولسنا عاجزين أو ناقصي عقول إنما ينقصنا الإرادة والمبادرة وسنحقق الكثير، ولعل ازدياد معدلات النمو والاستقرار، هما الداعمان لتحقيق دولة متقدمة نتباهى بها أمام الأمم بنتائج أعمالنا كما نتباهى بتاريخنا.
الجريدة الرسمية