«الصيد بالكهرباء» أزمة جديدة تواجه بحيرة المنزلة (صور)
يعانى أكثر من 150 ألف صياد ببحيرة المنزلة من عمليات الصيد بالكهرباء التي أصبحت وحشا كاسرا يهدد أرواحهم ويهدر رزقهم فضلا عما يمثله من خطر على صحة المواطنين في حالة تناول تلك الأسماك التي تعد مسممة، وأكدوا أن ذلك يدفعهم للعمل في المياه الإقليمية للدول المجاورة ويعرضهم لتهديدات الموت والسجن.
يخرج الصيادون مع أول ضوء للفجر يوميا للبحيرة للبحث عن لقمة العيش والرزق، محاطين بمجموعات من البلطجية المسلحين للصيد المخالف ودفع إتاوات تصل لنصف ما يحصلون عليه من البحيرة وربما أكثر من النصف، وتحولت البحيرة لمرتع للبلطجة واختباء المسجلين والهاربين من الأحكام القضائية.
ولم تقتصر أزمة الصيد بالكهرباء على الثروة السمكية وحدها بل هددت أرواح الصيادين ولقي محمد. ال 42 سنة، صياد مصرعه صعقا بالكهرباء واستقبله مستشفى المنزلة جثة هامدة، وبالفحص تبين أن المتوفى يقوم بالصيد عن طريق الغطس، وحال قيامه بالصيد تصادف قيام أحد الصيادين بالصيد بالكهرباء بالمخالفة، فصعقه التيار ولقي مصرعه في الحال.
وأكد الصيادين على أن الصيد بالكهرباء حرام شرعًا وأسوأ حرفة ظهرت في بحيرة المنزلة فهى تقضى على الأسماك الموجودة في المكان المكهرب غير الأمراض التي تصيب الأسماك من الصعق بالكهرباء، منددين بتفشى الظاهرة وأشاروا إلى أنها زادت جدا في هذه الأيام وسط صمت رهيب من المسئولين عن البحيرة والصيادين.
ومن جانبه أكد طه الشريدى رئيس النقابة المستقلة لصيادى المطرية في الدقهلية، على خطورة انتشار ظاهرة صيد الأسماك بـالكهرباء في بحيرة المنزلة، مشيرا إلى أن عددا من الصيادين معدومى الضمير مستغلين عدم وجود رقيب ويسعون في البحيرة فسادا عن طريق الصيد بالكهرباء لتطفوا الأسماك النافقة لتغطى مساحات كبيرة من السطح، ما يهدد الثروة السمكية في البحيرة.
وأعرب الشريدى عن استيائه من التعديات على البحيرة واحتلالها على يد البلطجية وتضرر صيادى البحيرة من تردى الأوضاع وسوء المعيشة بعد أن أصبحت البحيرة مأوى للبلطجية وأوكار المخدرات والمسجلين خطر وصائدى السمك بالكهرباء
وأشار الشريدى إلى أن مساحة البحيرة تقلصت وبعد أن كانت تبلغ مساحتها 750 ألف فدان "50 كيلو مترا طولا وما بين 30- 35 كيلومترا عرضا" حتى وصلت إلى 190 ألف فدان عام 1990 واستمرت في التضاؤل حتى بلغت مساحتها 125 ألف فدان وذلك نتيجة أعمال الردم والتجفيف والتجريف، وبعد التعديات على المسطح المائى بالتجفيف لم يتبق من مياه «المنزلة» سوى ١٥٪ من مساحتها.
وقال المتحدث باسم نقابة الصيادين في المطرية والدقهلية، طلعت الجعيدى، إن بحيرة المنزلة تعاني من كل أشكال المخالفات سواء بالتعدى عليها بالردم أو اتخاذها وكرا للخارجين عن القانون وجاءت ظاهرة الصعق الكهربائى لتسجل أزمة جديدة للبحيرة للقضاء على ما بها من أسماك وهى طريقة تعتمد على استخدام ماكينة كهربائية ووضع أسلاكها في مياه البحر لتجمع الأسماك بصورة كبيرة وبطريقة سريعة نحو الماء المكهرب.
وأكد الجعيدى أن الصيد بالكهرباء له أضرار جسيمة بالإنسان الذي يتناول هذه الأسماء وفقا للدراسات التي أجراها متخصصون، مطالبا المسئولين باتخاذ اللازم لمواجهة هذه الظاهرة السلبية، التي تنتشر بشكل سريع.