3 أسباب لتعطيل بناء سد النهضة بعد استقالة «ديسالين».. مطالب «الأورموا» عائق أمام الحزب الحاكم في أديس أبابا.. الأزمة الاقتصادية تؤثر على تمويل المشروع العملاق.. وضعف الجبهة الداخلي
لم تكن استقالة رئيس الوزراء الأثيوبي «ديسالين» أمرا مفاجئا، فالاحتجاجات التي تقودها طائفة الأورموا مستمرة منذ عام ونصف لأسباب كثيرة أهمها اعتقال الكثير من المعارضين السياسيين، وتهجير عدد من مواطني الأورموا بسبب سد النهضة، ما دفع قادة تلك الطائفة إلى الإعلان عن أن السد هو خراب لهم ولن يحقق أي فوائد وأن بناءه مؤامرة على مصر.
ويوم الخميس الماضي أعلنت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية،، أن خطوة تقديم رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلماريام ديسالين، استقالته في إعلان عبر التليفزيون، جاءت وسط الاضطرابات السياسية في إثيوبيا، التي تعد أسرع اقتصادات أفريقيا نموا.
وذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية أن «ديسالين» استقال من منصبه كرئيس للوزراء ورئيس الحزب الحاكم «ليكون جزءا من الجهود الرامية إلى إيجاد حل دائم للوضع الحالي». وأضاف أنه سيبقى في منصبه حتى يتم اختيار خليفة له.
وبالنسبة للمصريين كان السؤال الأبرز هل يؤثر ما حدث على سير العمل في سد النهضة، وهو ما اختلف حوله مراقبون في الشأن المائي وإن كان السيناريو الأرجح هو تعطيل البناء لفترة ليست بالقليلة.
الحزب الحاكم
عداء طائفة الأورموا مع الحزب الحاكم الأثيوبي وليس مع «ديسالين» الذي أعلن عن استمراره في المنصب لحين اختيار خلفًا له من نفس الحزب، وهو ما يعني بحسب مراقبون للشأن المائي استمرار الغضب الشعبي ضد هذا الحزب، ومشروعاته العملاقة التي أدت لتهجير كثير من المواطنين كما هو الحال مع طائفة الأورموا التي تم تهجيرها من أماكنها لبناء سد النهضة.
وفي ظل قيادة طائفة الأورموا الكبيرة العدد للواء المعارضة الإثيوبية ورأيها في عدم ضرورة بناء سد النهضة، يبقى إكمال بناء السد هو أمر مشكوك فيه على الأقل خلال العام الحالي.
الأزمة الاقتصادية
ثاني أسباب تعطل بناء سد النهضة خلال الفترة المقبلة هي اضطرار الحكومة الإثيوبية الحالية أو المقبلة على تيسير الحياة على المواطنين وتوسيع مجال الحريات وتخفيف الأعباء الاقتصادية، ما سيؤثر على المصروفات المخصصة لبناء السد في ظل امتناع عدد من الدول عن تمويل هذا المشروع حتى تنتهي المفاوضات التي تجريها أديس ابابا مع القاهرة والخرطوم.
الجبهة الداخلية
في علوم السياسة فإن مقدار قوتك الخارجية يقاس بمدى تماسك جبهتك الداخلية، من هذا المنطلق استغلت أديس أبابا تشتت الجبهة الداخلية بعد ثورة يناير ووضعت حجر أساس السد في أبريل 2011، ويرى مراقبون أن ضعف موقف الجبهة الداخلية الإثيوبية سيجعلهم على الأقل في مرونة مع الجانب المصري فيما يخص مفاوضات سد النهضة بما يحقق مصلحة القاهرة.