رئيس التحرير
عصام كامل

"فاينانشيال تايمز": ثوار سوريا يبحثون عن مصادر تمويل برعاية دولية

جانب من الحروب فى
جانب من الحروب فى سوريا

أكدت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية علي وجود اتجاه بين صفوف ثوار سوريا للبحث عن مصادر تمويل دولية جراء تراجع مصادر التمويل الفردية مع تصاعد وتيرة الصراع المسلح الدامى فى البلاد.

وقالت الصحيفة - فى مقال تحليلى أوردته اليوم "الجمعة" على موقعها الإلكترونى - إنه فى المراحل الأولى للثورة السورية التى قامت فى عام 2011 قرر أحد رجال الأعمال القيام بكل ما فى وسعه لدعم الثورة والتكاتف مع شخصيات ثرية أخرى من نفس مدينته لمساعدة المقاتلين المحليين فى شراء أسلحة خفيفة لاستكمال ثورتهم.
وبعد انفاق عشرات الآلاف من الدولارات من ثروته الخاصة، اضطر فى نهاية الأمر التخلى عن رعاية مجموعة الثوار بحلول نهاية العام الماضى ، حيث تزايدت احتياجات الثوار مع استنفاذ أمواله الخاصة .
وقد بدأ اتجاه الاعتماد على تمويل شبكات مكونة من أفراد ذوى ثروات فى التراجع مع تصاعد وتيرة الصراع الدامى الذى دفع للبحث عن شبكات تمويل برعاية دولية.
وشكلت مجموعات صغيرة بعض التحالفات والانتماءات - التى لم تدم طويلا - مع مصادر تمويل أكثر أمنا نتيجة زيادة مساعى البحث المتواصل عن الدعم المالى.
ومع بدء اتخاذ الثورة السورية بعدا مسلحا ضد نظام بشار الاسد فى النصف الثانى من 2011، كان الامر بمثابة شأن داخلي يتعلق بوحدات صغيرة تدافع عن مجتمعها بأسلحة خفيفة.
وقد أسفر توجه كل قائد طموح إلى شبكة من رجال أعمال مغتربين للحصول على مصادر تمويل عن انقسام الثوار إلى فصائل صغيرة.
ولكن بدأت احتياجات الثوار بالتغير فى نهاية العام الماضى ، حيث تطورت من شن عمليات صغيرة تتطلب أسلحة خفيفة إلى شن هجمات على قواعد المروحيات العسكرية وهو الوقت الذى بدأت فيه المملكة السعودية وقطر إمدادات الأسلحة لتصبح قضية إمداد ثوار سوريا مباراة مقصورة على كبار اللاعبين.
ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن أحد المتبرعين الفرديين قوله " أصبح الأمر مكلف للغاية مما اضطرنى لوقف دعم الثوار".
وكان وزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل قد صرح أمس "الخميس" بأن بلاده تبحث إمداد الثوار السوريين بالأسلحة فى قتالهم ضد نظام بشار الأسد ولكن لم يتوصل الرئيس الأمريكى باراك أوباما لقرار بعد فى هذا الصدد.
واستطرد الصحيفة قائلة " إن الاستنفاذ المالى لم يكن السبب الوحيد وراء توقف مساعدات المتبرعين الفرديين ، حيث أرجع أحد المقاتلين من محافظة مدينة إدلب الشمالية تراجع دعم المتبرعين الفرديين لجماعته المنتمين لمنطقة الخليج وغيرها لجماعته ، إلى اعتبار الولايات المتحدة حركة "جبهة النصرة" الجهادية منظمة إرهابية" .
وقالت الصحيفة قائلة - في حتام مقالها - إن المساعدات التي تقدم للثوار مازالت تقدم دون أسس منظمة. من ناحية أخرى، فإن إمكانية إيجاد مصدر جديد لتمويل الجماعات الأصغر للثوار في سوريا هى دائما مسألة متاحة ولكنها بمثابة تفكك قوة الثوار في مقابل الحصول على مسكنات مؤقتة.
الجريدة الرسمية