رئيس التحرير
عصام كامل

مع دعوة الجزائر لإحيائه.. 3 معوقات تهدد عودة اتحاد المغرب العربي

شعار اتحاد المغرب
شعار اتحاد المغرب العربي

مع توجه الجزائر لإعادة إحياء اتحاد المغرب العربي في الذكرى الـ29 لتأسيسه، حيث حملت برقيات التهنئة التي بعثها الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، إلى قادة دول اتحاد المغرب العربي "دعوة صريحة"؛ لإعادة إحياء وتنشيط الاتحاد ومراجعة طريقة عمله، وتضمنت جميع البرقيات جملة واحدة، كررها بوتفليقة لنظرائه الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وملك المغرب محمد السادس، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، تصدم بعدة بمعوقات على أرض الواقع.. ترصد فيتو معوقات عودة اتحاد المغرب العربي إلى قوته.


أزمة الصحراء المغربية
تشكل أزمة إنهاء الصراع السياسي، في إقليم الصحراء المغربية المتنازع عليه بين المملكة المغربية، والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة باسم "البوليساريو"، إحدى معوقات عودة اتحاد المغرب العربي.

حيث تقف الجزائر إلى جانب "البوليساريو"، وتعترف رسميا بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، فيما ترفض المغرب الاعتراف بالجمهورية، وتؤكد على أن إقليم الصحراء المغربية هو جزء لا يتجزأ من الأراضي المغربية، وهو ما يشكل أهم عقبات عودة إحياء دور اتحاد المغرب العربي.

الصراع في ليبيا

يشكل عدم الاستقرار السياسي في ليبيا، أحد أهم معوقات عودة عمل اتحاد المغرب العربي، فليبيا غارقة في صراع أهلي منذ 2011، وسط حكومة مهتز وليس لديها صلاحية على أرض الواقع.

وامتد تأثير الفوضى وانعدام الأمن في ليبيا ليشمل دول الجوار، خاصة مصر وتونس والجزائر، لالتصاقهم بها حدوديا، مما سهل انتقال مقاتلي تنظيم "داعش" عبر الحدود، وتنفيذهم لعمليات انتحارية إرهابية، تسببت في خلق حالة من عدم الارتياح في منطقة شمال أفريقيا.

الخلافات البينية بين الأعضاء
تشكل الخلافات البينية والتنافس السياسي بين دول الأعضاء أهم معوقات عمل اتحاد المغربي العربي، حيث إن هناك تنافسا على النفوذ بين الجزائر والمغرب، وخلافات سياسية بين موريتانيا والمغرب، وكذلك الخلافات الداخلية في تونس تشكل معوقات عودة اتحاد المغرب العربي.

كما هناك مشكلات حدودية خطيرة، كادت أن تعصف بالسلم والأمن في دول “المغرب العربي”، حيث عرفت جميع دول الاتحاد نزاعات حدودية: بين كل من تونس- ليبيا، وتونس-الجزائر، وليبيا- الجزائر، والمغرب- موريتانيا، غير أن تلك النزاعات كانت تجد لها حلا دبلوماسيا وسلميا في غالب الأحيان.

ويبقى الصراع الحدودي بين المغرب والجزائر هو الأخطر بين النزاعات السابقة الذكر، والذي أدى إلى نشوب حرب بين البلدين سنة 1963.

أعلن رسميًا عن قيام اتحاد المغرب العربي، في 17 فبراير عام 1989، في مدينة مراكش المغربية، من قبل القادة الخمس لدول المغرب العربي، وهي: الجزائر (الشاذلي بن جديد)، المغرب (الحسن الثاني)، موريتانيا (معاوية ولد سيد أحمد الطايع)، تونس (زين العابدين بن علي)، وليبيا (معمر القذافي)، والذين وقعوا على "معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي".

غير أن الخلافات السياسية بين الجزائر والمغرب أدت إلى تجميد الاتحاد سنة 1994، وفشل إلى الآن في عقد قمة لقادة دوله، ويأمل المراقبون في أن تسهم التغيرات الحاصلة في السياسة الدولية والظروف الإقليمية والاقتصادية والأمنية في إعادة بعث اتحاد المغرب العربي.
الجريدة الرسمية