رئيس التحرير
عصام كامل

«بين عربات قطار الصعيد».. متسللون يكسرون عناء السفر بالغناء للنبي (فيديو)

فيتو

في قطار الصعيد.. تحديدًا قطار ٩٨٠ المتجه من القاهرة إلى مدينة أسوان، ترى صنوفا تتوافد على القطار طيلة مدة الرحلة التي تمتد إلى اثنتى عشرة ساعة، وقد تصل في بعض الأحيان إلى ١٤ ساعة.


جميع الركاب يتنقلون في سكون وهدوء، فالمدة الطويلة أعيتهم ولم تترك لهم من الجهد سوى القليل للاتكاء والاستسلام لساعات الانتظار.. وبين هذا السكون الذي خيم على عربات القطار، انطلق من العربة الأخيرة صوت رخيم يرنم في هدوء، ليس صوت أحادي وإنما مجموعة من الحناجر التي تتداخل أصواتها في خشوع وتجلٍ.

الصدفة لعبت دورها في أن تكون "عدسة فيتو" في أقرب النقاط من تلك الأصوات الخاشعة، وحين أردفنا السمع تبينا أربعة رجال في ثيابهم الصعيدية، يجلسون ضمن المتسللين إلى القطار بين عرباته، ويحاولون التغلب على الوقت بالإنشاد الديني، وذكر الله.

عيونهم مغمضة في خشوع وسكينة، وتخرج نغمات الإنشاد بتجلٍ من قلوبهم، حيث مديح النبي وذكر آل البيت، في محاولة روحية للتغلب على طول السفر وبعد المسافة.

وعلى الرغم من كونهم لا يحترفون الغناء والإنشاد الديني، إلا إنهم أطربوا ركاب القطار وأضفوا حالة من الروحانية التي سرت في أجساد الجميع، ورطبت قلوبهم.. نعم هم ليسوا منشدين، فقط مريدين ومحبين للصوفية وأهلها بحكم المجتمع الصعيدي خاصة أهالي مدينتي أسوان والأقصر.
الجريدة الرسمية