الإخوان وسنوات العبث في ليبيا.. تشارك بالحكومة وتدفع بحركات مسلحة في الشارع.. تدعم تنظيمات تابعة لداعش والقاعدة.. التنظيم الدولي المحرك الأساسي لقرارات الجماعة.. باحث: تنفذ مخططا دوليا لتخريب المنطقة
7 سنوات من العبث، وإعاقة كل محاولة لإيجاد حلول عقلانية على الأرض، تخرج لييبا من محنتها؛ هكذا تفعل إخوان ليبيا، التي تناور سياسيا على الأرض، وتشارك في المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وتدشن من ناحية أخرى، حركات مسلحة تابعة لها، وتدعم أخرى تابعة لتنظيمات متطرفة على رأسها القاعدة وداعش، لتحاكي بذلك قيادات الجماعة في مصر، الذين يحرضون شبابهم على مواجهة مؤسسات الدولة، بينما هم يأمنون على أنفسهم في الخارج.
نفوذ عسكري
تمتلك الجماعة نفوذا عسكريا، عبر أتباع ومناصرين في كافة التنظيمات المسلحة، على رأسها سرايا رأف الله السحاتي، صاحبة النشاط الأكبر في مدينة بنغازي، لذا كانت أول من دخل في صدام مسلح، مع اللواء خليفة حفتر قائد الجيش، خلال بداية عملية كرامة ليبيا والتي قادها الجيش الوطني.
كما تمتلك أذرع عسكرية في ثلاث أولويات رئيسية، من بينها لواء درع المنطقة الوسطى، والشرقية في بنغازي، ولواء المنطقة الغربية في الخمس وطرابلس، وتحاول هذه التنظيمات المسلحة الإيحاء بأنها أنها تتبع وزارة الدفاع الليبية، إلا أن قادتها لا ينتمون للمؤسسة العسكرية الرسمية
كما تمتلك الجماعة أصولا بشرية ومادية في كتيبة 17 فبراير، وهي أكبر الكتائب المحسوبة على الإخوان، خصوصا انها كانت تضم عددا كبيرا من المقاتلين؛ وتجهيزات عسكرية متقدمة، قبل أن يطاردها الجيش الليبي ويسحقها، وكذلك غرفة عمليات ثوار ليبيا التي كانت تستخدم للتلويح بالقوة، حال عدم تصفية الصراعات السياسية وديا، وسبق لها القيام بعمليات خطف لساسة ومسئولين، أبرزهم رئيس الوزراء الأسبق، على زيدان، الذي خطف من منزله في أكتوبر 2013، بعد خلافات عنيفة مع الجماعة داخل البرلمان.
كما تصدت غرفة عمليات ثوار ليبية، لاختطاف دبلوماسيين في السفارة المصرية بطرابلس، وهما الملحقان الثقافي والتجاري في السفارة إضافة لثلاثة موظفين آخرين، فضلًا عن خطف الملحق الإداري، وذلك ردًا على توقيف القاهرة لشعبان هدية، رئيس الغرفة الليبية المتطرفة، والقبض عليه في الإسكندرية، من قبل السلطات المصرية في يناير من عام 2014.
تنسيق عسكري مع القاعدة وداعش
رغم اختلاف الإخوان مع المنطق الجهادي، ومعادة جماعاته في فترات طويلة، إلا أنها شاركت في تدشين، جماعة أنصار الشريعة، وهي كبرى الجماعات المسلحة ذات التوجه الجهادي في ليبيا، وتضم مجموعة من المرتزقة الأجانب، وتبنت العديد من عمليات التصفية والاغتيالات، كما شاركت في الحرب ضد الجيش الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، وهي الأسباب التي دفعت أمريكا لإدراجها على لائحة الإرهاب، خصوصا أنها كانت وراء قتل السفير الأمريكي في بنغازي سبتمبر2012.
لعبة الدين والسياسة
يقول سامح عيد، القيادي السابق بجماعة الإخوان الإرهابية، إن المليشيات المسلحة في ليبيا، تستند كعادة كل أطياف الإسلام السياسي على فتاوى دينية، لتبرير تصرفاتها السياسية والعسكرية في ليبيا، موضحا أنها في النهاية تنفذ تعليمات التنظيم الدولي، الذي يعيش حالة من الهلع بسبب عزل الجماعة في مصر، لذا يحاول بكل قوة المحافظة على مكاسبه بأي شكل.
وأوضح عيد، أن المليشات الليبية، تنطلق بدعم إقليمي ودولي، حسب مصالح كل دولة، وهو ما يعقد الأزمة في ليبيا، مشيرا إلى أن ما يؤكد هذه الفرضية، أن أمريكا ترفض تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، في الوقت الذي تصنف جماعات تابعة لها في ليبيا، وكذلك الحال في مصر، وهو ما يؤكد أن الإخوان جزء من لعبة دولية تهدف لهدم استقرار المنطقة.