الإسلام المهجور وصرخة وزير البيئة!
دين لا تقبل صلاة المؤمنين به إلا بعد تطهرهم ووضوئهم ثم لا يقفون بين يديه سبحانه إلا وشرط العبادة الأولى تأتي مدوية: استقيموا يرحمكم الله!
ودين لا ينظر الله لعباده في صلاتهم إلا إذا انتظموا، ودين يوصي المؤمنين به بأن "النظافة من الإيمان" ويبشرهم بأن الله "يحب المتطهرين" ولا يتركها بلا تقييد فيقول لهم أن يقتصدوا في التطهر والوضوء حتى لو كانوا على نهر جار!
ودين لا يترك ثلاثة من أتباعه في مهمة إلا وأن يختاروا من بينهم أميرًا ينظم أمورهم ويرتب أحوالهم ويقرر خطواتهم بل لا يترك حتى الصلاة وقت الحروب فينظمها ويحدد إجراءاتها!
ودين ينفي نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام أن يكون المظهر الحسن والملبس الحسن والنعل الحسن من التكبر بل يحسمها ويقول إن "الكبر هو بطر الحق وغمط الناس" وأن "الله جميل يحب الجمال"!
تخيلوا دين كهذا يتهم أتباعه بالهمجية؟! ودين كهذا يشكو المؤمنين به من بيئة غير نظيفة؟! ويشكو أتباعه من تلوث شريان حياتهم بعد أن اعتدوا عليه بملوثات لا أول لها ولا آخر.. وألقوا فيه مخلفات مصانعهم السامة والقاتلة!
وأمس يشكو وزير البيئة من سلوكيات البعض ويقول إنها تعرقل نظافة البيئة بالشكل الأمثل.. وقد اشتكينا مثله بل اشتكينا قبله وبعده.. إلا أن الفرق أننا نكتب وننقل المشكلات لأصحاب القرار، أما سيادته فهو من أصحاب القرار أنفسهم.. ولا ينبغي أن يصمت وهو يرى ويعرف أن أغلب أصحاب السيارات الفارهة هم أكثر من يلقي فضلات طعامه وبقايا أوراقه وعلب سجائره ومعلبات مشروباته في عرض الشوارع وبالميادين العامة بلا مانع من رقيب أو من ضمير.. وتقدمه للحكومة بأفكار تشريعات بات أمرًا ضروريًا لا غنى عنه ولا مفر منه!
القاعدة الفقهية العظيمة تقول "ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب" وأيضًا القاعدة الفقهية التي تقول "دفع الضرر مقدم عن جلب المنفعة" وقاعدة الحكم المأثورة "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"! فامنعوهم بالتشريع.. فلا أخلاق الآن تمنعهم ولا تربية!