رئيس التحرير
عصام كامل

مدير مركز تسجيل الآثار: حصر وتوثيق وتسجيل الآثار المنقولة بالمخازن المتحفية خلال عامين

فيتو

  • تكلفة تسجيل وتوثيق الآثار 8 مليون جنيه سنويا
  • الانتهاء من تسجيل وتوثيق 80% من آثار الأقصر
  • تدريب 272 موظفا على توثيق وتسجيل الآثار المنقولة
  • الانتهاء من جرد 15 مخزنا متحفيا.. وأغسطس المقبل يشهد نقلة نوعية لمخازن الآثار
  • الاستغناء عن المخازن الفرعية وتطوير المتحفية


شغلت قضايا تخزين الآثار وتوثيقها وتسجيلها وحصرها بقاعدة بيانات إلكترونية بال الكثير من المواطنين الفترة الأخيرة وخصوصا بعد ارتفاع عدد قضايا ضبط وتهريب الآثار ولذلك حرصت "فيتو" على استضافة الدكتور هشام الليثي، مدير مركز تسجيل الآثار، والأثري سعيد شبل رئيس الإدارة المركزية للمخازن المتحفية للتعرف على خطة وزارة الآثار لتطوير المخازن وعمليات جردها وتسجيل وتوثيق محتوياتها إلكترونيا، فكانت لنا هذه الندوة في صالون "فيتو".

ما أهم مشاريع التسجيل الأثري؟ وماذا عن قاعدة البيانات الخاصة بالآثار؟ ومتى نقول إن لدينا قاعدة بيانات كاملة؟
يعتبر مركز تسجيل الآثار المصرية المنوط به تسجيل الأبنية الأثرية، وقد أنشئ عام 1956م، وفقا لقانون 184 قبل بناء السد العالي، وأول ما تم تسجيله معابد النوبة، وأبو سمبل الكبير والصغير، ثم تسجيل المقابر الموجودة في الأقصر والجمهورية كافة حتى الآن، وفي عام 2016 أعلن الدكتور خالد العناني عن الآثار المنقولة والآثار الثابتة، وأكد الوزير أن المركز من أهم المراكز البحثية والأثرية على مستوى العالم، وإنه سوف يتحمل عبئا ثقيلا يتمثل في القراءة الأثرية الموجودة في المخازن المتحفية والفرعية والبعثات، وتم إسناد للمركز الإشراف على الإدارة المركزية للمخازن المتحفية، وقبل تولي سعيد شبل رئاسة الإدارة المركزية للمخازن المتحفية والنوعية كنت قد أعددت دراسة لتسجيل الآثار بها، وتم وضع هذا التصور ضمن بروتوكول بين وزارة الآثار ووزارة الاتصالات لتسجيل الآثار، ولأن المخازن تحتوى على الآثار المنقولة وليست المعابد، فقد تم عرض خطة زمنية لتسجيل الآثار بعد دراسة فنية ومالية على وزير الآثار وتم اعتمادها.

وكم تبلغ التكلفة المالية؟
بعد قرار تعويم الجنيه تبلغ التكلفة نحو 7 أو 8 ملايين جنيه سنويًّا، وتشمل تحديث أجهزة الحاسب الآلي بالمخازن المتحفية، وتدريب الأثريين على التوثيق والتسجيل للآثار المنقولة، وذلك من خلال فرق عمل من القائمين على المخازن بواقع عدد 8 أعضاء لكل فريق بكل مخزن هم مصوران وثلاثة أثريين وثلاثة مدخلى بيانات الأثر طبقا لما هو مثبت في سجلات قيد الآثار، وتم الانتهاء من الدورة الأولى في نهاية شهر يناير الماضى ونستعد حاليا للإعداد للدورة الثانية.

كم عدد المتدربين؟
272 مفتشا أثريا المستهدف تدريبهم في جميع المخازن سيتولون أعمال التصوير والتوثيق والتسجيل الأثري.

وماذا عن مدة تنفيذ خطة توثيق وتسجيل الآثار؟
طبقا للخطة الموضوعة والجدول الزمني المحدد لها (سنتان) ويتفاوت الجدول الزمني للعمل بكل مخزن طبقا لنوعية القطع الأثرية المخزنة بكل مخزن واعدادها وطرق تخزينها وهذا تم مراعاته عند وضع الجدول الزمني وخطة العمل لكل مخزن على حدة، وباذن الله تعالى خلال سنتين سيتم الانتهاء من تسجيل جميع الآثار المنقولة بالمخازن المتحفية.

ويتم مواصلة تسجيل باقي الآثار الثابتة، حيث تم ولأول مرة تسجيل 37 مقبرة من مقابر الإشراف في البر الغربي بالأقصر والمركز هو الوحيد المخول له العمل في جميع أنحاء الجمهورية، حيث عمل في المنيا في تل العمارنة، وكذلك قام بتوثيق وتسجيل آثار الأسرات 21 و22 في معبد تانيس بالشرقية وكوم الشقافة، وهذه الأعمال تتكلف الكثير من الأموال، وقد تم الانتهاء مؤخرًا من تسجيل 80% من الآثار الموجودة في الأقصر.

وما الذي تتضمنه قاعدة بيانات تسجيل الآثار؟
شركة مايكروسوفت بدأت تنفيذ البرنامج الخاص الذي سيتم العمل به لتسجيل الآثار وهي تتضمن كل ما يخص الآثار، وقد راعت الإدارة المركزية للمخازن المتحفية والنوعية أن تكون قاعدة البيانات متضمنة جميع البيانات الموثقة عن الآثار من (رقم التسجيل للأثر – وصف الأثر - عدة صور للأثر لا تقل عن أربعة - مقاسات الأثر من طول وعرض وارتفاع وسمك وقطر – وزن " بالنسبة للمعادن النفيسة" – صاحب العهدة من الأثريين المصدر "مكان اكتشاف الأثر – تقرير حالة عن الأثر – تقارير أعمال الترميم التي تمت للأثر – النشر العلمى للأثر - المكتشف " البعثة ورئيسها – أرقام وبيانات القضايا بالنسبة لناتج المضبوطات – أسماء الحائزين بالنسبة للقطع المهداه – أرقام التسجيل بالمتاحف للقطع التي أعيرت إليها لإثراء العرض المتحفي– العصر التاريخى للأثر وغيرها من البيانات التوثيقية للأثر.

ويعد لكل مخزن (رقم مسلسل مسبوق بأول حرفين من اسم المنطقة الواقع بها المخزن) لعدم تكرار الأرقام للآثار في المخازن، وتنظيما للعمل وضبطا لأعمال التسجيل والتوثيق الإلكتروني كان لزاما علينا البدء في المخازن التي تم الانتهاء من جردها وقامت اللجان القائمة على أعمال الجرد بتسليم التقرير النهائى لها وتم الاستقرار على البدء في ثمانية مخازن حيث عقدت دورة تدريبية للأثريين العاملين في هذه المخازن لتدريبهم على التصوير الاثرى وكيفية التوثيق والتسجيل بالنظام الجديد، وننتظر وزارة الاتصالات لإرسال الأجهزة الذي يعمل من خلالها الأثريين، كل مخزن يتم تسجيله منفردا ويتم ربط كل المخازن بشبكة واحدة ويتم الوضع في الاعتبار تحديد من له الحق في مشاهدة بيانات الشبكة ومن له الحق في الاطلاع والتعديل ومن له الحق في الاطلاع والتعديل والطباعة وهناك ضوابط صارمة وإجراءات احترازية تم اتخاذها لحماية الشبكة من أي أعطال وسيكون هناك العديد من النسخ منها، بالإضافة إلى حفظ هذه البيانات ورقيا، وكل مخزن سيكون له مستخدم واحد (محدد) هو من له الحق في تعديل البيانات سواء بالتعديل أو بالإضافة، وخلال عامين سيكون هناك حصر بعدد الآثار المحفوظة بالمخازن المتحفية.

وكم عدد المخازن المتحفية الجاري جردها؟
تم الانتهاء من جرد 15 مخزنا متحفيا من إجمالي 33 وجار العمل في جرد وتسجيل وتوثيق محتويات باقي المخازن المتحفية على مستوى الجمهورية، وهناك بعض القطع الموجودة في المخازن كانت في حيازة بعض الحائزين وهى ناتج فض مشمول الأحراز التي كانت مودعة على ذمة قضايا وصدر بشأنها أحكام نهائية وتم التقدم بمقترح تمت الموافقة عليه، وصدر به قرار من اللجنة الدائمة للآثار المصرية بجلستها في 14 ديسمبر 2016 بخصوص كيفية التصرف في القطع الذي ثبت عدم أثريتها، وذلك من خلال تشكيل لجنة عليا لإعادة المعاينة لهذه القطع وحال التأكد من عدم أثريتها، يعرض تقريرها على اللجنة الدائمة للاثار المصرية لاتخاذ القرار اللازم باستنزالها من السجلات وباستبعادها خارج المخزن وتسليمها كعهدة مخزنية لاقسام التربية المتحفية بالمتاحف المختلفة لتدريب الأطفال عليها والتعامل معها وكذلك استخدامها في الجانب التطبيقى للدراسين والباحثين من المرممين في تنفيذ الجانب التطبيقى.

هل هناك خطة لتطوير المخازن المتحفية والنوعية؟
نعمل حاليا على إنشاء 4 مخازن متحفية مركزية على مستوى الجمهورية وبالنسبة للوجه البحرى سيكون بكوم الحصن بالبحيرة وبالنسبة للقاهرة والجيزة سيكون بمنطقة دهشور وبالنسبة لمصر الوسطى سيكون بمنطقة منقباد بمدينة أسيوط اما مصر العليا سيكون بمدينة الأقصر، لنقل محتويات المخازن الفرعية إليها وذلك بعد جرد وتسجيل وتوثيق محتويات المخازن الفرعية، والأصل هو القضاء على مشكلات المخازن الفرعية.

هل سيتم الاستغناء عن كل المخازن الفرعية والاعتماد على 4 مخازن مركزية فقط؟
المخازن المتحفية الذي يبلغ عددها 34 مخزنا على مستوى الجمهورية يتم رفع كفاءتها وتطويرها ونقل محتويات المخازن الفرعية للأربعة مخازن المركزية والتي تم البدء في الرسومات الهندسية لها والإعداد لإنشائها بميزانية مفتوحة.

وما الذي ستتضمنه المخازن المركزية؟
ستكون مخازن ضخمة على طراز عالمي مقسمة لصالات أو مخازن داخل المخزن المركزي تحتوي على قاعات للآثار العضوية مثل النسيج والمومياوات والأخشاب والأحجار وتكون على مساحات شاسعة، وهناك خطة محددة لنقل محتويات المخازن الفرعية إلى المخازن المتحفية المركزية وعلى الأكثر خلال شهر أغسطس المقبل ستكون هناك نقلة نوعية في مخازن الآثار، وهذا الملف من أهم أولويات وزير الآثار الدكتور خالد العناني.

كيف ترى هذا المشروع؟
مشروع تسجيل وتوثيق محتويات المخازن ونقل محتويات المخازن الفرعية إلى المخازن المركزية وتسجيل الآثار المنقولة بالمخازن مشروع قومي ويعتبر أهم من مشروع تسجيل معابد النوبة وأبو سمبل لأن هذه الآثار المنقوله مهددة بالضياع والسرقة أما الآثار الثابته فهي عبارة عن مبانٍ قائمة.

هل هناك غنى عن السجلات الورقية بعد الاتجاه إلى التسجيل الإلكتروني؟
بالطبع لا لأنه لا غنى عن السجلات الورقية لأنها تعبر وثيقة الملكية وشهادة الميلاد للأثر، ونعمل حاليا على إعداد سجلات قيد الآثار الثابتة والمنقولة والآثار الناتجة عن الأحراز والسجلات المجنبة بالدراسة ووافقت عليهما اللجنة الدائمة وجار طباعتهما بمطبعه المجلس الأعلى للآثار لتعميمهم على جميع المخازن، وتم تحديد معايير وضوابط موحدة للقطع المجنبة للدراسة، وقد نصت المادة الثانية من هذه الضوابط على أنه يعمل بها كلائحة من ضمن لوائح العمل بقطاع الآثار المصرية.

وما هو تعريف المخازن الفرعية؟
المخازن الفرعية كانت عبارة عن مجموعة من المقابر الصخرية الخالية من النقوش قبل إنشاء المخازن المتحفية، بالإضافة إلى المخازن التي تم إنشاؤها لحفظ الآثار وكان الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق أصدر قرارين برقم 707 و708 في 2009 وكان القراران مضمونهم نقل كل الآثار المحفوظة بالمخازن الفرعية ومخازن البعثات إلى المخازن المتحفية ولكن بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية بعد ثورة 25 يناير وخصوصا أن هذه الأعمال تتطلب وقت وتكاليف مادية كبير وتأمين من الشرطة فقد توقفت هذه الأعمال والآن يتم استكمال العمل بها ولكن مع التسجيل والتوثيق.

وهل هناك معايير لنقل الآثار بعد عملية التوثيق والتسجيل؟
لابد من نقل الآثار من المخازن الفرعية إلى المخازن المتحفية والمخازن المركزية المزمع إنشاؤها وستتم بمعرفة العاملين بوزارة الآثار ولن يتم الاستعانة بأي شركات خاصة في هذا الغرض وخصوصا أن جميع عمليات النقل ستتم إلى مسافات قريبة جدا، حيث يتم نقل الآثار من المخازن الفرعية والبعثات إلى المخازن المتحفية بنفس المنطقة.

وما هي أهم مشاريع مركز التسجيل الفترة المقبلة؟
من أهم المشاريع الفترة المقبلة تسجيل معبد إسنا والمعبد البطلمي بدير المدينة وبعد المقابر بدير المدينة وتسجيل معبد تانيس واستكمال تسجيل مقابر الإشراف وتسجيل مقابر وادي الملوك وتم الانتهاء من تسجيل 21 مقبرة في وادي الملكات وصدر كتاب بها مؤخرا، بالإضافة إلى 34 مقبرة للنبلاء، "خا عم حات" رقم 75 بالقرنة وسيتم إصدار كتاب مهم جدًا تحت الطبع الآن المقصورة الأخيرة من معبد لوحة الحفيط والمركز الوحيد الذي يمتلك صورة تحت المياه وكانت محفوظة في نوتة منذ الخمسينيات وسيصدر خلال شهر على الأكثر، المقابر الملكية بأسوان وسيتم إعداد 19 مقبرة رسوماتها وسماتها مقابر الأشراف كتالوج لمقابر البر الغربي بالكامل.
الجريدة الرسمية