رئيس التحرير
عصام كامل

عميد كلية السياسة والاقتصاد: الخشت كان محقا في تحويل التعليم المفتوح إلى شهادة مهنية

فيتو

 

  •  سؤال حل المشكلات بالامتحانات سيكون عليه 5% فقط من مجمل الدرجة الامتحانية
  •  لدينا بروتوكولات تعاون مع البنك الخليجي لتدريب الطلاب
  •  نسعى للحصول على الاعتماد الدولي والتغلب على معارضين المشروع
  •  ليس لدينا أساتذة توجه الطلاب سياسيا ولن يكون لنا دور في الدعاية الانتخابية
  •  خروج مصر من التصنيف الدولي للتعليم ما هو إلا "شائعة" متداولة بين الطلاب


من حين لآخر، اعتادت جامعة القاهرة، على تغيير هيكلها الإداري، لتجديد القيادات، للاستفادة بأكبر قدر ممكن من الأفكار الجديدة، ونبذ روح التطور في نفس الطلاب، والعمل بجدية على خطة تحويل الجامعة، لجامعة من الجيل الثالث، قادر على مواكبة التطور التكنولوجي في العالم، وفي الإطار نفسه حاورت "فيتو" الدكتور محمود السعيد عميد كلية السياسة والاقتصاد الجديد، حول خطته في تنمية الكلية الفترة المقبلة، وأبرز الأزمات التي يواجهها إثر ذلك، وجاء نص الحوار كالتالي:

*بداية، كيف استعدت الكلية لاستقبال الفصل الدراسي الثاني في ظل القيادة الجديد؟ 
لقد طورنا مبنى الكلية ليكون لائقا بطلاب الكلية، وخصصنا أماكن لمذاكرة الطلاب داخل حرم الكلية، فأصبح مبنى سياسة واقتصاد يجمع بين تلقي المحاضرات ومذاكرة الطلاب معا، ونعمل الآن على أجندة الفصل الدراسي الثاني وفعالياته، بالإضافة إلى بعض الاستعدادات الروتينية التي تحدث كل عام.

*متى ستبدأ امتحانات الميد ترم ونهاية العام؟
ستنطلق اختبارات الميد ترم خلال أبريل المقبل حسب الترتيبات المطروحة حتى الآن، أما عن اختبارات نهاية هذا العام ستحددها أجندة الجامعة بعد الاجتماع مع الدكتور عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة.


*ما خططتكم لتطوير الكلية الفترة المقبلة؟
الكلية حاصلة على الجودة والاعتماد المحلي خلال عام 2011، وجددنا الاعتماد عام 2017، وقد حان وقت السعي للحصول على الاعتماد الدولي لبعض برامجنا المتميزة، وستكون رحلتنا جيدة للحصول عليها، ونعمل الآن على تطوير البنية التحتية للكلية لتكون مهيئة لتطبيق الساعات المعتمدة على كل الطلاب، وسيتم تطبيق الساعات المعتمدة على طلاب شعبة العربية بعد تطوير البينة التحتية، والآن يتم إنشاء دور جديد بمبنى الكلية الجديد مكون من 5 قاعات، لتطبيق نظام الساعات المعتمدة على جميع الطلاب، ونعمل على مشروع تطوير مجلة الكلية بعد أن أصبح لها ناشر دولي، وتطوير المراكز البحثية.

*ما العواقب التي ستواجه الكلية في طريقها للتطوير؟
التمويل هو أكبر أزمة ستواجهنا، لأن تطوير الكلية والحصول على الاعتماد الدولي يحتاج لتطوير كبير، وسيكون الحل التواصل مع الجهات المانحة ورجال الأعمال من خريجي الكلية ليساعدوا في عملية التطوير، وأيضا سيكون هناك مقاومة في مسألة التطوير من بعض أعضاء هيئة التدريس سنحاول التغلب عليها.

*لماذا يقاوم بعض أعضاء هيئة التدريس تطورات في صالح الكلية؟
هناك بعض أعضاء التدريس لديهم فكرة النشر الدولي ليست ذات أهمية قصوى، فقد يكون هناك بعض المقاومة، فهناك من هو ليس مقتنع بفكرة الإعتماد الدولي أيضا، لذا سيكون علينا مهمة إقناع البعض به لتكتمل دائرة التعاون داخل الكلية.

*ماذا عن دعم جامعة القاهرة لفكرة التطوير وتمويلها له؟
الجامعة مثقلة بأعباء مادية كبيرة جدا، لذلك نحاول تجنب إشراكها في التمويل المادي لعملية التطوير، وسنحاول أن نحصل على تمويل من مصادرنا الذاتية، من رجال الأعمال والبنوك، وشركات تمويل المشروعات.

*ما نشاطات الكلية بعيدا عن المناهج الدراسية؟
لدينا نموذج محاكاة، وهو نموذج يحتذى به في الجامعات المصرية، وهو عبارة عن محاكاة للكيانات السياسية المختلفة، فلدينا نموذج محاكاة المؤسسات المحلية والدولية، البرلمان المصري، مجلس الوزراء، الرئاسة الأمريكية، الكونجرس الأمريكي، الأمم المتحدة، ويتعلم الطالب من خلالها كيفية القيادة المؤسسية، ولدينا مراكز بحثية تتعامل مع مراكز ومؤسسات الدولة في إنجاز بحوث مهمة في السياسات العامة.

*كيف تدعم الكلية الطلاب في إنشاء نموذج المحاكاة؟
بداية، نتواصل مع الجهة التي يرغب الطالب في محاكاتها، نجلب له دعما من الجهات التي يرغب في محاكاتها، وتدعم جميع الجهات هذه النماذج بصدر واسع، وتغطي جميع الأنشطة خلال السنة، بالإضافة إلى أن 15% من دعم النموذج يكون من صناديق الكلية نفسها.

*هل ترى أن هناك قصورا في طريقة قيادة كلية الجامعة؟
أعتقد أن جميع القيادات تبذل أقصى جهد في إطار الإمكانيات المادية والزمنية المتاحة لهم، وجميعهم يبذلون مجهودا جيدا وجميعا نسعى في النهاية لإبراز صورة جامعة القاهرة بين جامعات العالم، ولصالح ترتيب الجامعة ضمن التصنيفات الدولية.

*ما ردكم حول أزمة عدم وجود مصلى للسيدات بالكلية، وعدم وجود أماكن لشرب المياه للطالبات؟
وصلتنا هذه الشكوى من الطالبات، فبالنسبة لأماكن الصلاة للفتيات، سنحاول أن نوفر مكانا جيدا يليق بهم لأداء الصلاة، ويمكنهم الصلاة في أي مكان يريدون دون أن يسبب لهم أحد أي مشكلة، أما بالنسبة للمياه فسيتم استبدال كولديرات المياه الموجودة في حمامات الطلاب، بثلاجات صغير سنضعها في الممرات ليتمكن الطالبات والطلاب معا من استخدامها والاستفادة منها.


*يشتكي البعض من طول المناهج الدراسية وعدم تطابقها مع الزمن الموضوع للترم الواحد، ما ردكم على ذلك؟
هناك لجنة تشكل كل ثلاث سنوات، تقوم بمراجعة المقررات الدراسية، وترى إذا كان طوله مناسبا مع الوقت الزمني المخصص، وهذه اللجان هي التي تقرر إذا كان المنهج مناسبا أم لا، فالطالب مثقل بامتحانات وأعباء كثيرة، لذلك يشعر أن المقررات طويلة، لكنها قد رجعت من لجان مختصة، وفي حالة وجود شكوى من مقرر دراسي بعينه سيتم دراسة الأزمة فورا مع اللجنة المختصة


*هل سيكون للكلية أي دور في مشهد الانتخابات الرئاسية الفترة المقبلة؟
لا نحبذ أن يكون لنا نشاطات سياسية داخل الكلية، أو يكون لنا أي دور في الدعاية الانتخابية، يمكننا أن نحفز الطلاب على المشاركة في الانتخابات، لكن لن نتحدث عن المرشحين أول العملية الانتخابية، ولن نقحم أنفسنا في ذلك، لأنه ليس دور الأكاديميات التعليمية، إنما هو دور الأحزاب، والمؤسسات السياسية.

*كيف ترى البحث العلمي في مصر؟
البحث العلمي في مصر لا يليق بدولة رائدة في مجال التعليم، نحن متأخرون جدا في التعليم والبحث العلمي، لكن ليس بالشكل المبالغ فيه الذي يحاول البعض تهيئته، فنحن لسنا الدولة الأخير في التعليم أو البحث العلمي، ولم نخرج من التصنيف العالمي، فكل هذه شائعات ليس لها أساس من الصحة، فنحن الدولة رقم 35 في أحد المواقع التي تصنف الدول من حيث نسبة التقدم في البحث العلمي، ونعمل دائما على تحفيز الطلاب لزيادة أبحاثهم العلمية.

*كيف تواجه الكلية الأساتذة الذين يوجهون الطلاب سياسيا في محاضراتهم؟
ليس لدينا أساتذة توجه الطلاب أبدا سياسيا، فلدينا أرقى طلاب الجامعة، فهم أوائل الثانوية العامة، ولديهم فكر ووعي يصعب توجيهه، والأساتذة تتحدث في إطار مقررها الدراسي، لكننا كلية تدرس مناهج سياسية فمن الطبيعي أن يكون هناك مناقشة سياسية في إطار المقرر الدراسي، وهذا لا يعني أن الكلية توجه الطالب، إنما هي مجرد مناقشة في مجال الدراسة، فالمؤسسات الأكاديمية ليست مسرحا للتوجيه السياسي.

*هل تطبق الكلية نظام البابل شيت؟ وكيف سيكون شكل سؤال حل المشكلات في الامتحانات؟
طبقنا البابل شيت في بعض المقررات، وهناك مقررات لم يطبق بها نظرا لعدم إمكانية تطبيقه بها، ونسبة كبيرة من الأسئلة أصبحت بابل شيت، أما عن سؤال حل المشكلات سيكون عن حل مشكلة محددة متعلقة بمحتوى المقرر، لقياس مهارات التحليل وحل المشكلات لدى الطالب، ودرجة هذا السؤال لن تزيد على 5% من درجة الامتحان، لأن أسئلة البابل شيت لا تقيس كل المهارات المطلوبة للطالب، لأننا نحاول أن يكون الطالب قادرا على مواكبة سوق العمل بشكل جيد.

*كم عدد الطلاب الذين استقبلتهم الكلية هذا العام؟ وهل توفر الكلية تدريبا للطلاب؟
استقبلنا 700 طالب، ونوفر للطلاب تدريبا بالبنوك، وبعض الجهات الحكومية، مثل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والبرلمان، وجهات أخرى.

*ما أبرز بروتوكولات التعاون مع القطاعات الأخرى؟
لدينا اتفاقات مع جهات عديدة، أبرزها اتفاقية مع جامعة شيكاغو، ليسافر طلابنا لمدة عام دراسي لدراسة مقررات شيكاغو الدراسية، في مجال السياسة والاقتصاد والإحصاء، ويوجد اتفاقية مع البنك المصري الخليجي، لتدريب 25 طالبا، في المعهد المصرفي، ولدينا موسم ثقافي نحضر له أيضا الفترة المقبلة.


*على أي أساس تختار الكلية قياداتها؟
الإنجاز الأكاديمي، سمعته الجيدة في التدريس والإدارة، إنجازه الإداري في الكلية، محمود السيرة والسمعة، له علاقة بأنشطة الطلاب، ويكون الاختيار بناء على ترشيح من شخصي، وموافقة إدارة الجامعة بعد ذلك.

*كيف تتواصل الإدارة مع الطلاب لحل مشاكلهم؟
لدينا وحدة الاستشارات ودعم الطلاب، وهي وحدة فريدة على مستوى الجامعات، تتواصل مع الطلاب عبر الإيميل، وفي حالة أي مشكلة لأي طالب يرسلها للوحدة مباشرة، وكذلك الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، يتواصلون مع الوحدة المذكورة لتوفير جميع احتياجاتهم، خلال الامتحانات والمحاضرات.

*ما رأيك في تحويل التعليم المفتوح لشهادة مهنية؟
نحن ككلية ليس لنا علاقة بالتعليم المفتوح، لكن في المطلق، أعتقد أن ما فعله الدكتور الخشت كان في صالح الطلاب والتعليم، لأن هناك أزمات واجهت التعليم المفتوح خلال الأعوام السابقة، نعمل على حلها، فلم يلغِ التعليم المفتوح إنما تم تطويره.

*كيف يصبح التعليم المصري الأول عالميا؟
نأمل في الوصول لـ100 دولة الأوائل، ولكي ليحدث ذلك يجب أن يكون هناك ميزانية أكبر للتعليم، ويجب أن يكون المعلمون مؤهلين ماديا ونفسيا، حتى يسخرون أوقاتهم للتدريس، ويجب تغيير مفهوم التعليم نفسه، فنحن لا نتعلم من أجل الشهادة، إنما للعمل في أرض الواقع، ففي الخارج لا يخدعون أنفسهم لأنهم على دراية كاملة أن الغش في الامتحانات لن يفيده في عمله بعد ذلك، لذا يجب تغيير فكر الناس تجاه التعليم، والإدراك أن هدف العلم هو تخريج شخص قادر على المنافسة في سوق العمل بشكل قوي، الامتحانات لا بد أن تتغير، فوضعنا للامتحانات لقياس قدر حفظ الطالب، هو من جعل هناك مراكز تعمل على تحفيظ الطلاب بالأغاني والمزامير، لذا يجب تغييرها إلى امتحانات تقيس قدرات الطالب، وتغيير أسلوب تفكير الطلاب، ويجب إقامة مدارس أكبر لتواكب الزيادة السكانية.
 

الجريدة الرسمية