الوهابية ونبش قبور الصحابة
شكلت جريمة هدم الضريح الطاهر للصحابى الجليل حجر بن عدى الكندى وسرقة جسده الطاهر فى منطقة مرج عذراء بريف دمشق من قبل تنظيم القاعدة جريمة من العيار الثقيل تضاف إلى سلسلة الجرائم المعادية للدين والإنسانية التى اعتادت تلك العصابات القيام بها.
فى نفس الوقت الذى كان فيها التيار الوهابى يشن حملة تكفيرية ضارية ضد الشيعة لأنهم (يسبون الصحابة) حسب زعمهم كان بعض هؤلاء الأوباش يقوم بنبش قبر صحابى مجاهد من (السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار) وهى جريمة لا تقبل لو أنها ارتكبت فى حق شخص لا ينتمى لأى دين على الإطلاق.
سكت أصحاب الألسنة الطويلة الذين يرددون كل ما يسمعون من دون عقل ولا تبصر ولم نسمع لهم حسا ولا ركزا وهو ما يؤكد وجهة نظرنا تجاه أولئك الساكتين عن الحق أو الشياطين الخرس من أنهم ليسوا أصحاب ديانة ولا موقف مبدئى وأن الدين والتدين عند هؤلاء لا يعدو كونه لعقا على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون!!
كان من الممكن أن نفهم ما يدعيه هؤلاء من ادعاءات فارغة عن الدين والتوحيد والعقيدة الصحيحة لو أنهم اكتفوا بهدم القبة المقامة على الضريح ولكنهم ذهبوا بعيدا فى غيهم وفجورهم فكان أن قاموا بإخراج الجسد الطاهر لهذا الصحابى المجاهد الفذ وإخفائه فى مكان غير معلوم.
أما لماذا قام هؤلاء بتلك الفعلة النكراء تجاه حجر بن عدى فلا نرى تفسيرا سوى أن هؤلاء يمثلون النهج الأموى المعادى لأهل بيت النبوة الذى ضحى حجر بن عدى دفاعا عنه.
لقد ذهب حجر بن عدى شهيد وفائه للإمام على بن أبى طالب عندما اعترض على السب العلنى للإمام "على" على منابر المسلمين فكان أن أمر ابن أبى سفيان زبانيته بإلقاء القبض عليه وسوقه إلى القتل.
أما دليل الإدانة الذى قتل حجر رضوان الله عليه بموجبه فنصه (إن حجرا جمع إليه الجموع وأظهر شتم الخليفة ودعا إلى حرب أمير المؤمنين وزعم أن هذا الأمر لا يصلح إلا فى آل أبى طالب وأظهر عذر أبى تراب والترحم عليه والبراءة من عدوه وأهل حربه وأن هؤلاء الذين معه هم رؤوس أصحابه وعلى مثل رأيه)
هل حقا يمكننا أن نصدق ما يدعيه الوهابيون وجناحهم القاعدى من حب لرسول الله وأصحابه؟! أم أن الأمر هو بغض لأهل الطهر أيا كان عنوانهم، أصحاب للنبى أو أهل بيته وولاء للطغاة والجبابرة بدءا من ابن أبى سفيان وصولا لسيدهم باراك أوباما؟!