مراقبون يؤكدون عودة تنظيم داعش الإرهابي
ذكر موقع خليجي مقرب من المخابرات القطرية، أن الحديث عن تنظيم "داعش" عاد يطفو على السطح وسط تحذيرات من مسؤولين دوليين من عودته بنسخة مطورة أكثر "إجرامًا" وعلى أكثر من بقعة في العالم.
وبحسب موقع الخليج أون لاين فإنه "منذ طرد داعش من الموصل عن طريق القوات العراقية، ومن الرقة بقتال قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المكون الكردي غالبيتها العظمى، انخفض ذكر التنظيم بشكل كبير، حتى إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال صراحة إنه انتهى، إلا أن مسئولين غربيين يخالفون الرئيس التركي ويؤكدون أن التنظيم ما زال نشطًا".
وأضاف أن "العامل الأهم الذي ينذر بعودة ظهور داعش هو تغيير قيادة التنظيم".
وما يؤكد هذه الفرضية، وفق مراقبين، ما أعلنه وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، أن التنظيم عاد للعمل "كمنظمة إرهابية عابرة للحدود"، موضحا أنه "بعد هزيمته العسكرية عاد تنظيم داعش الإرهابي إلى العمل كمنظمة إرهابية عابرة للحدود، ولهذا علينا العمل لوقف قدرات تمويلها الذاتي؛ لأن في ذلك خطرًا على أمننا".
كما أكّدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، استنادًا إلى تقارير استخباراتية، أن "كثيرًا من مقاتلي التنظيم فرّوا من سوريا باتجاه جبهات أخرى، على حدّ وصف تلك التقارير"، مشيرة إلى أن "بعضهم استقرّ قرب دمشق، بعد أن تسلّلوا من مواقع القتال، ما يعني أن الحديث عن هزيمة التنظيم ما زال أمرًا مبكّرًا".
وحسب تلك التقارير، فإن المقاتلين فرّوا من مواقع القتال إلى الجنوب والغرب من خلال خطوط جيش النظام، إذ تمكّنوا من التسلّل، مشيرةً إلى أن "الكثير منهم بانتظار الأوامر التي يمكن أن تأتيهم من قادتهم عبر رسائل مشفّرة".
وتؤكّد التقارير الاستخباريّة أن مقاتلي التنظيم دفعوا آلاف الدولارات للمهرّبين من أجل إجلائهم خارج الحدود إلى تركيا، ومن هناك انطلق الكثير منهم في رحلة العودة إلى أوطانهم، خاصة إلى أوروبا.
وسبب آخر قد يكون كفيلًا بظهور "داعش" من جديد هو جذوره الفكرية التي غرسها طيلة السنوات الـ3 الماضية، وتركت أثرًا سيئًا على نفوس أهالي تلك المناطق وعقولهم، ولا سيما الأطفال منهم.
كما أن السبب الثالث لعودة التنظيم يعزز مخاوف ظهوره من جديد على أراضٍ جديدة هو عودة مقاتلي "داعش" الذين يحملون جنسيات أوروبية إلى بلادهم، وبلغ عددهم- بحسب وكالة الأنباء الألمانية- نحو خمسة آلاف مقاتل.
وحذر خبراء في مركز "جينز" لأبحاث الإرهاب والتمرد البريطاني من أن التهديد الإرهابي لأوروبا سيزيد هذا العام مع عودة "إرهابيين" إلى بلدانهم، من دول تنتشر فيها تنظيمات إرهابية ولديهم خبرة في التعامل مع الأسلحة والتكنولوجيا.
ونقلت صحيفة ديلي تلجراف البريطانية عن الخبراء قولهم، في تقرير نشر الأربعاء 14 فبراير، أنه "من المتوقع أن تسجل زيادة في عدد الإرهابيين العائدين إلى بريطانيا وأوروبا وقد اكتسبوا مهارات في سوريا والعراق مثل تصنيع السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، وغيرها من الأمور المتعلقة بالأسلحة".
وأشار خبراء أمنيون إلى أن المقاتلين الأجانب العائدين إلى أوروبا سيقدمون مهارات حاسمة، تساعد عددًا متزايدًا من الشبكات "الإرهابية" على شن هجمات أكثر تعقيدًا، خصوصًا فيما يتعلق بتصنيع عبوات ناسفة، إضافة إلى الخبرة في الأسلحة الهجومية، واستخدام أنواع أسلحة جديدة أو تكنولوجيا مثل الطائرات دون طيار.