حاسبوا هذه المذيعة!
ليست هذه هي المرة الأولى، التي يحذر فيها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، المذيعة أماني الخياط من إقحام نفسها في موضوعات تمس الدولة، وإنما سبقتها مرات عديدة، حذر فيها المجلس المذيعة من تجاوزاتها التي تؤكد عدم كفاءتها المهنية.. وبعدها عن المصداقية.
ورغم تلك التحذيرات.. لم تتراجع المذيعة عن ارتكاب الأخطاء والخطايا، التي أشعلت الفتنة ذات يوم بين الدولة المصرية وشقيقتها المغربية، وكادت العلاقات بينهما أن تقطع بسبب إهانة المذيعة للشعب المغربي الشقيق، واحتاج الوقت لسنوات حتى تندمل الجراح، وتعود العلاقات إلى طبيعتها.
وها هي المذيعة تكرر نفس الأخطاء وتهاجم الشعب العماني الشقيق، بينما الرئيس المصري يستقبل في عمان استقبالا وصفته وكالات الأنباء بأنه غير مسبوق، ويعبر عن العلاقات الأخوية العميقة بين الشعبين الشقيقين، ثم تجيء نفس المذيعة لتهاجم الدولة العمانية.. سواء بوعي أو بدون وعي، فالنتيجة واحدة ولا يصلح معها الاعتذار لما سببته من جروح يصعب مداواتها.
وإذا كانت تحذيرات المجلس الأعلى للإعلام لم تردع المذيعة التي تصر على أن تواصل أسلوبها المستفز بكفاءة عالية يفقدها المصداقية لدى الرأي العام، فإن الإجراء الذي اتخذه المجلس هذه المرة بتفويض رئيس مجلس إدارة شركة إعلام المصريين أسامة الشيخ باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المذيعة وفق ما ارتكبته من هجوم على سلطنة عمان، قد يسفر عن إجراءات رادعة تدفع إلى الالتزام بالقواعد المهنية، وألا تتجاوز حدودها كمقدمة لأحد البرامج وليست زعيمة تحرك الجماهير، ولا تحترم ضيوفها بحرمانهم من التعبير عن وجهات نظرهم.. بينما تصر على الحديث الممل معظم وقت البرنامج.
ليس المطلوب وقف المذيعة إنما الحد من الكوارث التي ترتكبها وتعقد علاقة الدولة بالدول الأخرى، كما تحرج المصريين العاملين بالدول العربية الشقيقة الذين لا يستطيعون تبرير أخطاء وخطايا المذيعة لمواطني تلك الدول التي يعملون بها.
تلقيت رسالة من مهندس صديق يعمل في عمان منذ سنوات، تعبر عن مدى انزعاج المصريين العاملين هناك مما سببته حلقة المذيعة لهم من حرج أمام الأشقاء العمانيين الذين يعشقون مصر -حسب وصفه- ويتعاملون مع المصريين العاملين هناك بكل حب وتقدير، بحيث لا يشعر المصري بأنه غريب بينهم، ويشير إلى أن الاحتفاء بالرئيس عبدالفتاح السيسي لم يكن رسميًا فقط، إنما كان شعبيًا أيضًا، وحرص العمانيون على متابعة القنوات الفضائية المصرية لتصدمهم تلك المذيعة بحلقتها المفزعة.
والمشكلة أن ما تقوم به المذيعة لا يقتصر على توجيه إساءات بالغة للأشقاء العرب أو إفساد علاقة مصر معهم، وإحراج العمالة المصرية إنما تكمن أيضًا في الاعتقاد السائد بأنها تعبر عن آراء السلطة السياسية، وأنها قريبة من صناعة القرار، بدليل أنها تتجاهل كل التحذيرات التي توجه إليها من الجهات المختصة، وتكرر نفس الأخطاء بإصرار شديد ما يساعد على الاعتقاد بأنها قريبة من الحكم، وأن هناك جهة نافذة داخل الدولة توفر لها الحماية..
ربما تطلقها لتشويه كل صوت معارض بادعاء أنها تدافع عن النظام الذي لا يحتاج إلى دعمها بكل تأكيد، ما يستفز قطاعا واسعا من متابعي البرامج التليفزيونية، الذين لا يرغبون عودة الإعلام إلى مسيرته الماضية في «التطبيل والتزمير» ولا يجدون أي مبرر يدفع المذيعة التي اعتادت أن تغير مواقفها السياسية بنفس السرعة التي تغير بها ملابسها بالأمس كانت تهتف في الميادين «يسقط حكم العسكر» واليوم تحتفي بمن كانت تهاجمهم بالأمس القريب، اعتقادًا أن المصريين سرعان ما ينسوا ما جرى بالأمس.. ولكننا.. لا ننسى!