رئيس التحرير
عصام كامل

عودة العملاق.. خطة بوتين لإحياء هيبة السوفييت وإنهاء نفوذ أمريكا

فيتو

تحديا كبيرا بات يواجه الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحالي، ويهدد نفوذها في المرحلة المقبلة؛ بسبب خطط روسيا الرامية لإعادة إحياء الاتحاد السوفييتي سياسيا واقتصاديا، في مؤشر واضح على انتهاء زمن القطب الأوحد.


خطة روسية
منذ عام 2012، تقوم روسيا بحملة متطورة يرعاها الرئيس فلاديمير بوتين شخصيا، بمساعدة موارد جيدة وناجحة لإعادة بسط نفوذها عالميا على حساب الغرب، ووفق افتراض البيت الأبيض ووكالات الأمن القومي، فإنها ينبغي للولايات المتحدة أن تتعامل مع التحدي الذي يشكله النشاط العالمي الروسي، من خلال فهم مصادر السلوك الروسي والتحدي الذي يمثله وتحديد متى، وكيف وكيفية الاستجابة لأنشطة روسيا العالمية.

تقويض أمريكا
يعتبر تدخل روسيا في النظام السياسي الأمريكي هو جزء من حملة عالمية أوسع نطاقا؛ لتقويض ما يعتبره الكرملين نظاما دوليا يهيمن عليه الغربيون.

توجد أدلة على محاولات روسية للتأثير على التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي منذ عام 2016، والترويج لمرشحي اليمين المتطرف الذين لهم علاقات بالكرملين في الانتخابات في فرنسا وألمانيا وإيطاليا.

تسعى موسكو أيضا إلى استقطاب الانفصاليين الكاتالونيين بل استفتاء الاستقلال في أكتوبر 2017، ودعمت انقلابا في الجبل الأسود لمنعها من الانضمام إلى الناتو.

الشرق الأوسط
في الشرق الأوسط وأفريقيا، أصبحت موسكو الآن في مقعد السائق في محاولة لبسط نفوذها واحتلال مكان أمريكا كوسيط بالمنطقة.

وتعمل موسكو على تحقيق نظام سياسي لمرحلة ما بعد الأسد في سوريا، كما أنها أبرمت مؤخرا صفقة أسلحة كبيرة مع حليف الناتو تركيا وتتعاون مع أنقرة لمنع التوسع الكردي في سوريا، بالإضافة لاتفاقاتها مع مصر والتعاون المشترك بينهما، ودعمها للمشير خليفة حفتر في ليبيا، وتمددها إلى السودان.

عالم متعدد الأقطاب
الكثير من هذه الأنشطة التي تبدو متباينة تعكس سعي روسيا إلى عالم متعدد الأقطاب، انطلاقا من محاولاتهم إعادة إحياء الاتحاد السوفييتي، والذي يعتبرون تفككه كان أكبر مأساة جيوسياسية في القرن العشرين.

ويعد النشاط العالمي لروسيا متأصلا بعمق في رؤية بوتين لما يريد أن يحققه في العالم، ودور روسيا وموقفها العالمي في هذا العالم.

تحاول موسكو أن تستعيد قوتها ضد الغرب، وتحقق رغبتها في المزيد من الأعمال الخارجية لمقارعة الولايات المتحدة التي تعتبرها عدوها اللدود حاليا.
الجريدة الرسمية