«رئيس جنوب أفريقيا لزق في الكرسي».. جاكوب زوما يرفض التنحي عن السلطة.. يتجاهل مظاهرات شعبية ضد فساده واستبداده.. يتحدى الحزب الحاكم ويعتبر مطلب تركه للحكم ضغوطا.. ويطلب مهلة حتى يلقي خطابا ل
احتشد مواطنو جنوب أفريقيا، في أبريل الماضي، احتجاجًا على الرئيس جاكوب زوما بسبب تعديلات حكومية قوبلت بانتقادات كثيرة بعد أيام من دعوة المعارضة الرئيس بالتنحي عن السلطة.
مظاهرات شعبية
وتظاهر حينها أكثر من 60 ألف شخص في ملعب خارج مقر الرئاسة يعرف باسم "يونيون بلدينجر"، لحث زوما على التنحي، والذي دفع الرئيس حينها إلى الخروج بأول تصريح يفيد بأن دوافع المحتجين عنصرية، لكن لم يتوقف حزب التحالف الديمقراطي "حزب المعارضة الرئاسي" وأحزابًا أخرى عن قرارهم في إخراج زوما من السلطة بعدما أقال وزير المالية "برافين جوردان" من منصبه في إطار التعديل الحكومي، والذي كان يحظى باحترام واسع النطاق.
كما شارك حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية وأحزاب أخرى صغيرة في الاحتجاجات التي أطلق عليها مسمى "اليوم الوطني للتحرك"، للتصويت على سحب الثقة من زوما في برلمان 18 أبريل، بينما رفض حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم دعوة زوما للتنحي وقال إنه سيصوت على سحب الثقة منه.
اتهامات الفساد
ونفى زوما مرارًا مزاعم الفساد منذ توليه السلطة في 2009، واجتاز أربعة اقتراعات بسحب الثقة في البرلمان، مما أجبر يوليوس ماليما، زعيم حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية أمام الحشد المتواجد على قول "لتكن الرسالة واضحة اليوم، لم يعد زوما رئيسًا جديرًا بالثقة لجنوب أفريقيا".
وفي منتصف ديسمبر الماضي، أعرب حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا عن نيته بالإعلان عمن سيخلف الرئيس جاكوب زوما في زعامته، بعد انتهاء مندوبو الحزب من اختيار رئيس جديد للحركة التي تحكم البلاد منذ نهاية الفصل العنصرين، مشيرًا إلى أن الزعيم الجديد لحركة التحرير التي يبلغ عمرها 105 أعوام سيكون على الأرجح الرئيس المقبل لجنوب أفريقيا بعد الانتخابات التي ستقام في2019.
وربما تكون هذه الانتخابات أهم لحظة بالنسبة لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي خلال 23 عاما قضاها في السلطة، بعدما لطخت الفضائح واتهامات الفساد رئاسة زوما وتدهورت سمعته في الداخل والخارج.
دعوة للتنحى
وفي 12 فبراير الجاري، أعلنت هيئة الإذاعة بجنوب أفريقيا أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أمهل الرئيس زوما 48 ساعة للاستقالة، بعد اجتماع الحزب الذي دام لمدة 8 ساعات، كما أن زعيم الحزب "سيرسل رامافوسا" توجه بنفسه إلى مقر الرئيس جاكوب زوما ليسلمه الرسالة شخصيًا بعدما رفض زوما الاستقالة في الرابع من فبراير.
وأمس الثلاثاء قررت اللجنة التنفيذية بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في جنوب أفريقيا بعزل جاكوب زوما من رئاسة البلاد، وذلك بعد اجتماع دام 13 ساعة بقيادة الحزب، أصدر خلاله أمرًا لزوما بالتنحي عن رئاسته للبلاد، بينما جاء بعد ذلك في تقارير إعلامية محلية تشير إلى أنه قد رفض هذا القرار.
كما أعلن حزب المؤتمر الحاكم في جنوب أفريقيا رغبته في ترشيح الأمين العام لحزب "سيرسل رامافوسا" لمنصب رئيس البلاد بعدما قضى زوما تسع سنوات في رئاسة البلاد.
واستنكر زوما قرار الحزب بإقالته لكنه في الوقت نفسه أعلن أنه لن يتحداه، مرددًا "الأمر متعلق بالجدول الزمني، وطلبت تأجيل الموعد لكي نهيئ الظروف".
وأضاف "ثمة ضغوطات وضعت على الحكومة لإقالتي ومنعتني من إلقاء خطابا للأمة" مشيرا إلى أنه سيلقي خطابا في وقت لاحق.