رئيس التحرير
عصام كامل

2018 صفحة إستراتيجية جديدة بين القاهرة وواشنطن.. السيسي يلتقي نائب ووزير خارجية ترامب.. يؤكد موقف مصر الثابت من قضية فلسطين..يستعرض الإصلاحات الاقتصادية وجهود مكافحة الإرهاب.. ويبحث أزمات الشرق الأوسط

فيتو

سعى الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال فترة حكمه، والتي تقترب من الأربع سنوات إلى عودة الدفء للعلاقات المصرية الأمريكية، التي بدأت مع استئناف الحوار الإستراتيجي المصري الأمريكي، على مستوى وزراء الخارجية بين مصر والولايات المتحدة لأول مرة منذ عام 2009، بالإضافة إلى زيارات وفود الكونجرس الأمريكي الأخير لمصر خلال العام الجاري.


حزمة إصلاحات
كما رحبت واشنطن بجهود مصر لتبني حزمة إصلاحات اقتصادية مهمة بدعم من صندوق النقد الدولي، فضلا عن الزيارة التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسي لواشنطن.

وترتكز السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية على عدد من الدول المحورية بمختلف أنحاء العالم، والتي تعد مصر واحدة منها فتحاول الولايات المتحدة الاستفادة من موقعها وتاريخ شعبها العريق الممتد لأكثر من سبعة آلاف سنة.

وفى إطار العلاقات الإستراتيجية، التقى الرئيس عبد الفتاح خلال 2018 مايك بنس نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية والوفد المرافق له في العشرين من يناير الماضي، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والإصلاح الإداري والمتابعة، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، والقائم بأعمال رئيس المخابرات العامة.

وأكد السيسي على العلاقات الإستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، والمستندة إلى تاريخ طويل من التعاون المشترك، مشيرًا إلى أهمية هذه العلاقات التي تعتبر إحدى ركائز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

من جانبه، أكد نائب الرئيس الأمريكي حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر على كافة الأصعدة في ظل أهمية ومحورية دورها في منطقة الشرق الأوسط، وأن الولايات المتحدة عازمة على دفع تلك العلاقات نحو آفاق أرحب خلال الفترة المقبلة في ضوء التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة.

مجمل العلاقات المصرية
وتناولت المباحثات مجمل العلاقات المصرية الأمريكية من مختلف جوانبها، حيث أكد الرئيس أن مصر تتطلع إلى تعزيز هذه العلاقات من خلال إجراءات ملموسة تعكس أولويات الجانبين ورؤية كل طرف لكيفية التعامل مع التحديات الراهنة، مستعرضًا جهود مصر لمُحاربة الإرهاب، والأعباء التي يتحملها الشعب المصري والتضحيات الغالية التي يقدمها، منوهًا إلى أن مصر تتطلع لمساندتها ودعمها في هذا الإطار.

وتناول الرئيس الجهود التي تبذلها مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي وتنفيذ خطط التنمية، مؤكدًا ترحيب مصر بمشاركة الشركات الأمريكية الكبرى في المشروعات الجاري تنفيذها والاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تتيحها هذه المشروعات.

وأكد نائب الرئيس الأمريكي على أن الولايات المتحدة تنظر إلى مصر باعتبارها شريكًا استراتيجيًا مهمًا لواشنطن، كما تعول عليها دومًا في الكثير من القضايا والأزمات التي تشهدها المنطقة، وأشار "بنس" إلى أن مصر تخوض حربًا شرسة ضد قوى الإرهاب، مؤكدًا مساندة بلاده لجهود مصر في تلك المواجهة، وكذلك في إطار الإصلاح الاقتصادي، مؤكدًا في هذا الصدد استمرار الولايات المتحدة في دعم جهود التنمية في مصر.

مسألة القدس
وتناولت المباحثات كذلك مسألة القدس في ضوء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، حيث أكد الرئيس في هذا الصدد موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار الرئيس إلى أن تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لن تتحقق سوى من خلال المفاوضات القائمة على أساس حل الدولتين، مؤكدًا أن مصر لن تدخر جهدًا لدعم هذه التسوية، وأن على كافة الأطراف الدولية الراغبة في المساهمة في تحقيق هذا الهدف اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمساعدة الطرفين على التوصل لحل يضمن العيش في سلام وأمن لكافة شعوب المنطقة.

ولفت السيسي إلى أن موقف مصر في هذا الصدد ينبع من حقائق التاريخ ومن التزامها بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أهمية استمرار الولايات المتحدة في القيام بدورها الحيوي في هذا الإطار.

من جانبه، ثمن نائب الرئيس الأمريكي دور مصر التاريخي في عملية السلام، وكذا مساهماتها الممتدة في الحفاظ على أمن واستقرار الشرق الأوسط، مُشيرًا إلى أن مصر طيلة السنوات الماضية لم تتخل عن دورها الداعي إلى تحقيق السلام في المنطقة، وأعرب "بنس" عن تقديره لجهود مصر والرئيس لتحقيق المصالحة الفلسطينية.

وأعرب الرئيس في ختام المباحثات عن تطلع مصر لاستمرار الحوار والنقاش مع الولايات المتحدة حول مختلف القضايا المطروحة على المستويين الثنائي والإقليمي، بما يسمح بالتعامل الفعال مع التحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة ويساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

كما عقد الرئيس السيسي، الإثنين الماضي، بقصر الاتحادية جلسة مباحثات مع ركس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والقائم بأعمال رئيس المخابرات العامة.

علاقات قوية
ونقل وزير الخارجية الأمريكي، في زيارته الأولى الرسمية للقاهرة، للرئيس عبد الفتاح السيسي تحيات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا ما تمثله مصر من شريك هام للولايات المتحدة وما يجمعهما من علاقات ممتدة تحرص الولايات المتحدة على تعزيزها وتطويرها، ومؤكدًا وقوف بلاده إلى جانب مصر والتزامها بدعمها في حربها ضد الإرهاب.

وأكد الرئيس السيسي ما يربط بين البلدين من علاقات إستراتيجية راسخة، مشيرًا إلى أهمية الاستمرار في العمل على الارتقاء بها في مختلف المجالات بما يمكن البلدين من التصدي للتحديات المشتركة التي تواجههما.

مكافحة الإرهاب
واستعرض الرئيس السيسي الجهود التي تقوم بها مصر حاليًا لمكافحة الإرهاب بشكل شامل والقضاء عليه، وذلك بالتوازي مع مساعي تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، منوهًا إلى تطلع مصر لتطوير التعاون الاقتصادي بين الدولتين وزيادة الاستثمارات الأمريكية في مصر.

وتم خلال اللقاء التباحث حول سبل تطوير مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين.

كما تناول اللقاء الملفات الإقليمية المختلفة، ومن بينها الأوضاع في ليبيا وسوريا، حيث تم استعراض تطورات الجهود المبذولة للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة.

القضية الفلسطينية
وفيما يتعلق بتطورات القضية الفلسطينية، أكد الرئيس السيسي موقف مصر الواضح والثابت بشأن التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على أساس حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وأن على الولايات المتحدة باعتبارها الراعي الرئيسي لعملية السلام في الشرق الأوسط أن تعيد إحياء ودفع عملية المفاوضات من جديد وفق مقررات الشرعية الدولية.

وأوضح وزير الخارجية الأمريكي من جانبه أن هدف الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس "ترامب" هو حل القضية بشكل عادل، وأنها ستواصل جهودها لتحقيق هذا الهدف.

وفي السياق أكدت نائبة المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية إريكا تشوسانو أن الولايات المتحدة تربطها علاقات قوية مع مصر التي تلعب دورًا مهمًا في مجال مكافحة الإرهاب بالمنطقة.

واشنطن
وقالت تشوسانو، في تصريحات تليفزيونية اليوم الأربعاء، من الكويت "إن لدى واشنطن علاقات قوية مع مصر في عدة مجالات سواء الاقتصادية أو الأمنية أو مجال مكافحة الإرهاب، وتسعى لزيادة التعاون معها في هذا المجال، وذلك لأنه يمثل تهديدًا للعالم أجمع".

وأضافت: "إن جولة وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون للمنطقة تهدف إلى بحث العديد من القضايا المهمة، وعلى رأسها الملف السوري وإعادة الاستقرار وإعمار المناطق المحررة في سوريا والعراق".

الخارجية
من جانبه، قال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن وزير الخارجية الأمريكي "تيلرسون" أكد التزام واشنطن بدعم مصر بالمساعدات السنوية كاملة وقيمتها مليار و300 مليون دولار، لافتًا إلى أن مصر حصلت خلال العام الماضي على مساعدات أمريكية وصلت إلى مليار و100 مليون دولار.

وأضاف "أبو زيد"، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "كل يوم"، أن زيارة تيلرسون تعكس اهتمام أمريكا بالتواصل مع مصر على مستوى القيادة السياسية للتأكيد على العلاقة الإستراتيجية التي تجمع البلدين، لافتًا إلى أن "تيلرسون" أشاد بجهود مصر في ملف مكافحة الإرهاب، وتم الاتفاق على عقد حوار إستراتيجي في النصف الثاني من العام الجاري.
الجريدة الرسمية