سيناء 2018.. الرسائل والشظايا الحارقة!
في 24 يوليو 2013 طلب الرئيس عندما كان وزيرًا للدفاع تفويضًا من المصريين لمواجهة (الإرهاب المحتمل) الطلب لم يكن مجرد تفويض لمواجهة خطر جماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسي المتشدد التي ظهرت خطورتها ودمويتها أعقاب ثورة 30 يونيو العظيمة وبيان 3 يوليو الذي استرد الوطن من حالة الاختطاف القسري على أيدي مكتب إرشاد الجماعة الفاشية.
طلب التفويض في 2013 كان يتحدث عن الإرهاب المحتمل وكلمة (المحتمل) تعني الكثير والكثير، ولم نلتفت إليها في حينه، ومرت الكلمة مرور الكرام.. لكنها بالقطع كانت تحمل دلالات كبيرة في ذهن وزير الدفاع الذي جاء من أعماق حقول المعلومات في فترة من أصعب فترات الوطن في تاريخه المعاصر، ولعل ما حدث بعد ذلك من أحداث وتطورات في مصر والمنطقة العربية بفعل ثورات الربيع العبري أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن مصر كانت على موعد مع الخطر الجسيم، وكان يتم دفعها دفعًا للدخول في طوق النار الملتهبة، حيث تربصت بها الدوائر في الداخل والخارج، لكنها استطاعت بعون الله وقدرة وصمود شعبها وإرادة قيادتها السياسية اجتياز هذه الدوائر وكسر طوق النار بنجاح وما زالت تواصل الاجتياز لتحقيق النجاح.
ولم يكن تكليف الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة لرئيس أركان الجيش ووزير الداخلية في 28 نوفمبر 2017 مجرد تكليف بعملية تواجه الإرهاب وتقلص قدراته وتضع حدًا لخطورته وتحاصره في فترة لا تتجاوز 3 أشهر من بداية التكليف.
كان العنوان الأبرز في صورة التكليف هو مواجهة شاملة للإرهاب وتطهير سيناء منه باستخدام القوة الغاشمة.. لكن في عمق الصورة كانت تكمن الرسائل المهمة، وبين رسائل الأمان والاطمئنان، ورسائل الشظايا الحارقة يبدو واضحًا الاستراتيجية التي تتحرك بها مصر، وتبرز جليًا رؤية القيادة في التعامل مع الأخطار التي تحيط بالوطن في الداخل، والعدائيات التي تتربص بالوطن في الخارج، ومع القراءة الصحيحة نجد أن:
* سيناء 2018 رسالة.. قوة.. شاملة.. قادرة على أن تشيع الأمان والطمأنينة في نفوس المصريين الذين يدركون قيمة الجيش وأهميته كقلب صلب في هذا الوطن.
* سيناء 2018 إعلان واضح عن بدء عمليات التنمية المستدامة على أرض الفيروز بعد تطهيرها من بؤر الإرهاب ودوائر الخطر، حيث يبدأ تشغيل أنفاق الربط بينها وبين الوطن الأم في منتصف هذا العام لتنتهي عزلتها إلى الأبد.
* سيناء 2018 صفعة على وجوه المرجفين والمتشككين والمشككين في قدرة الجيش على السيطرة الكاملة على كامل تراب سيناء والوطن كله في ساعات قليلة.
* سيناء 2018 بصقه في وجوه من تطاولوا على الجيش ووصفوه بأوصاف لا تليق به أملا في إشاعة الإحباط بين أبطاله من القائد العام حتى أصغر جندي مجند به، في الوقت الذي يحقق فيه جيش الشعب العظيم المعادلة الصعبة بين الحفاظ على حدود الدولة وأمنها القومي وبين المشاركة الفعالة في التنمية ومساعدة الشعب في حل أزماته الناجمة عن فوضي الربيع العبري بنفس الكفاءة والقدرة والمسئولية الوطنية.
* سيناء 2018 رسالة فخر للمصريين الذين تحملوا وما زالوا يتحملون أعباء هذه المرحلة بكل تداعياتها للمساهمة في بناء الجيش وتسليحه بأحدث أنواع السلاح في العالم، وتطوير قدراته القتالية ورفع روح أفراده المعنوية.
* سيناء 2018 شظية حارقة دمرت مخطط الطمع في أرض سيناء، وقوضت حلم صفقة القرن التي يروج لها الأمريكان لحساب إسرائيل وتلوكها شفاه الكارهين والشامتين والمضحوك عليهم من أهل السذاجة والبلاهة الذين يقتاتون على كذب إعلام الجماعة الفاشية وضلال فيس بوك.
* سيناء 2018 قنبلة شديدة الانفجار غطت شظاياها الحارقة كل أرض الفيروز من خط القناة حتى آخر شبر على الحدود مع الكيان الصهيوني وقطاع غزة لتدفن للأبد مصطلح المنطقة ب محدودة التسليح والمنطقة ج منزوعة التسليح ليذهب الملف الأمني في اتفاقية كامب ديفيد إلى غير رجعة.
* سيناء 2018 بمفهوم القوة الغاشمة رسالة شديد الوضوح لكل من يفكر –مجرد التفكير– في الإضرار بمصالح مصر العليا وثرواتها الاقتصادية من الغاز والبترول على أي شبر من أرضها أو في مياهها الإقليمية أو الاقتصادية.
* سيناء 2018 رسالة استعراض حقيقي للقوة ولقدرات الجيش العسكرية في البر والبحر والجو، ورسالة تحذير واضحة تقول إن مجال مصر الحيوي آمن وعصي على كل من يفكر العبث فيه.
هذه هي مصر، وهذا قدرها وقدر شعبها.. أن تكون فجر الضمير ومنارة التنوير، وهناك دائمًا وعد الله لها في كتابه العزيز (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) صدق الله العظيم الآية 99 يوسف.
ودائما وأبدا.. تحيا مصر ويحيا جيش مصر..