رئيس التحرير
عصام كامل

بكل صدق.. خالص التحية للإخوان!


كنا وكانت كل الأحزاب المدنية فى مصر طوال السنوات السابقة تحلم ببناء تنظيمى قوى.. يلتحم بالجماهير.. ينقل إليهم أفكاره ويقف إلى جوارهم فى مشاكلهم سعيا إلى استقطاب أعضاء جدد وإعداد كوادر أخرى تؤدى مهام جديدة..


لكن ولأننا تيار الزعماء والقادة.. ولأننا تيار الروافد المتعددة تحول التيار إلى ما تحول إليه من حلقات وشلل وأحزاب.. أسماها القطب الناصرى الراحل فريد عبدالكريم بـ"الدكاكين".. وبعيدا عن المصطلح الشهير..

خاضت الحلقات والشلل والأحزاب حروبا شرسة قوية وعنيفة للغاية.. لكنها كانت كلها - ولله الحمد- بينهم وبين بعض.. ولم يقاتل الناصريون حروبا أنجح من تلك التى خاضوها ضد بعضهم.. الكل يتهم الكل.. والكل يرى أنه الأفضل من الكل.. والكل يرى الكل أسوأ من الكل.. وهو وحده الملاك البرىء الشريف العفيف المناضل!

وسط كل ذلك.. انشغل الإخوان ببنائهم التنظيمى.. وهم الآن رغم الهجوم الكاسح ضدهم نراهم أيضا الأكثر تماسكا..لا ترى إخوانجيا يهاجم إخوانجيا.. ولا ترى إخوانجيا صغيرا أم كبيرا لا يلتزم بقرارات الجماعة حتى لو كانت ضد العقل وضد المنطق..لأنهم لا يتعاملون بالقطعة.. إنما يؤمنون بالحساب الختامى.. والحساب الختامى يسمح بالحلول الناعمة الهادئة لأى مشكلة.. خلاف التمرد والتشتت والانقلابات الداخلية!

لا يدهشنى موقف الإخوان رغم أنه مدهش.. يدهشنى بل ويرعبنى موقف كل من يتأثر بما يختلقه الإخوان ويخترعه الإخوان ويفتريه الإخوان.. ونراه يردده حتى يصدقه ثم يدافع عنه وكأنه يقين فى يقين..

وأعرف أن الإخوان يخدمون قضيتهم.. وأعرف أيضا أن غيرهم ومنهم خصومهم وبمنتهى البلاهة والغباء والجهل وقلة الخبرة وطول اللسان.. يخدم أيضا قضايا الإخوان.. حتى لو نفوا ذلك.. بل وحتى لو أقسموا لك ولنا ألف قسم.
الجريدة الرسمية