ظاهرة التسمم تؤرق جهود وزيرة السياحة.. اللحوم المجمدة السبب الأساسي في انتشار الظاهرة.. والإهمال جزء أساسي من الصورة.. والفنادق الكبرى تتجه للخنازير.. وخبير سياحي: التفتيش على المراكب حبر على ور
آمال كبيرة يعلقها المستثمرون والعاملون بقطاع السياحة، مع تولي الدكتورة رانيا المشاط، حقيبة الوزارة خلفا للوزير السابق يحيى راشد، لحل المشكلات التي تواجه القطاع، وانتزاعه من الهاوية، وإعادة ترميم المنشأت السياحة التي أغلقت أبوابها، وحل المشاكل المتراكمة والبحث عن حلول غير تقليدية، وإعلان فتح باب العمرة أمام الشركات التي تحملت الكثير.
الوفود الروسية
مع بداية عودة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، واتخاذ عدد كبير من الدول قرارات باستئناف حركة الطيران إلى شرم الشيخ والغردقة، ظهرت أزمة كبيرة قد تقضي علي الجهود المبذولة من وزارتي الطيران والسياحة لعودة كافة خطوط الطيران لرحلاتها، وهي انتشار ظاهرة التسمم بين الوفود السياحية وخاصة علي المراكب العائمة في مدينتي الأقصر وأسوان.
ضعف أنواع الأطعمة
وقال ياسر شلقامي، أحد مالكي الفنادق العائمة، إن انتشار ظاهرة التسمم بين السائحين تعود إلى عدة أسباب منها سوء نوعية الأطعمة المقدمة للسائح، وضعف نوعية المياه، ورداءة وسائل التهوية وهلاك الثلاجات التي تحفظ بها الأطعمة في تلك الفنادق، وعدم نظافة أدوات الطعام "المعالق والشوك"، وكثرة استخدامها في عمليات الغرف، وعدم نظافة المطابخ وتآكلها، وإن السائح الموجود حاليا يعتمد في طعامه علي الوجبات التى يقدمها الفندق نظرنا لضعف إمكانياته المادية.
لحوم الجمعيات
وأضاف المصدر أن بعض الفنادق تعتمد في وجباتها على الأطعمة المجمدة والأرز، ويتم تخزينها في الثلاجات لفترات طويلة مما يؤدي إلي تلفها، فعلي سبيل المثال تقوم الفنادق بتخزين البيض لمدة تتعدى الــ 10 أيام والطبيعي له أنه يفسد بعد 3 أيام فقط، بالإضافة إلى اعتماد تلك الأماكن على عمالة غير مدربة بعد نزوح كافة الأطقم العاملة إلى دول الخليج نظرا لارتفاع الأجور هناك، والمنافسة الشرسة بين الفنادق لاستقطاب السائحين أدت إلي تدهور أسعار الفنادق، فأسعار الفنادق في السودان تتعدي الأسعار الموجودة حاليا في مصر.
لحوم الخنزير
وأوضح أن بعض الفنادق الكبيرة اتجهت إلي الاعتماد على لحوم الخنزير، خاصة أن سعرها مقارب للحوم المجمدة "65 جنيها للحوم المجمدة و80 جنيها للحوم الخنزير"، وهي مفضلة من جانب الوفود السياحية، ويمكن توزيع الكيلو الواحد علي ما يقرب من 5 إلى 8 أفراد، وأن انخفاض عدد السائحين أدي إلى ظهور أنواع جديدة من المشروبات الكحولية المصرية، موضحا أن متوسط إنفاق السائح الآن لا يتعدى الــ 22 يورو وهو لا يعادل ما كان ينفق في الثمانينيات والتسعينيات للقرن الماضي.
تأهيل المنشآت
وأوضح أن الفنادق في حاجة ماسة إلى إعادة تجديد شامل، وعمليات صيانة كاملة، وتحديث أسطول السيارات الخاصة بها، وإعادة تركيب أجهزة تهوية جديدة للفنادق، والاعتماد على أطقم عمالة مدربة وإنشاء إمكان لتدريب العمالة الحالية، والتفاوض مع البنوك لحصول أصحاب المنشآت على قروض لتجديد منشآتهم قبل وصول الوفود الروسية.
الرقابة على الفنادق
من جانبه، أكد سامح عبدالمنعم، عضو غرفة الفنادق، أن الــ 7 سنوات الماضية بعد ثورة الــ 25 من يناير، شهدت ضعف رقابة من جانب الوزارة أو غرفة الفنادق وخاصة بمنطقتي الأقصر وأسوان، وكان يتم ملء بيانات على الورق دون التفتيش الحقيقي على الفنادق، مرجحا أسباب ارتفاع حدوث حالات التسمم بمدينتي الأقصر وأسوان بسبب ضعف حركة الوفود السياحية القادمة من الخارج، وضعف الإمكانيات المادية لعدد كبير من الفنادق والمراكب بتلك المنطقة، والاحتفاظ بالأطعمة داخل المخازن لفترات طويلة مما يؤدي إلى تلفها، نظرا لضعف الإقبال على تلك المنشآت، وأن الرقابة على تلك الفنادق والمراكب تعتبر معدومة، وأن تدني الأخلاقيات، ونقص العمالة المدربة هو السبب الأساسي في حدوث تلك المشكلات، وأن تلك الفنادق شهدت العديد من حالات التسمم خلال العام الماضي.
يذكر أن وزارة السياحة شهدت وقوع 3 حالات لتسمم الوفود السياحية في الفنادق العائمة في مدينتي الأقصر وأسوان في أسبوع واحد، وقامت الوزارة بتشكيل لجنة بالتعاون مع وزارة الصحة للتفتيش على تلك الفنادق.