رئيس التحرير
عصام كامل

هل تغيرت قواعد الاشتباك الإسرائيلية بعد التصعيد الأخير مع سوريا ؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اعتبرت دولة الاحتلال أحداث التصعيد الأخيرة مع سوريا كما جاء على لسان مسئوليها، بمثابة محاولة إيرانية لتغيير قواعد اللعبة، وقال البعض إنها تجاوز للخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل، ووفقًا للتقديرات الإسرائيلية فإن من المتوقع أن يحدث تغيير لـ "قواعد الاشتباك".


جولة أخرى
وحسب تقديرات إسرائيلية فإن حادثة اختراق الطائرة الإيرانية المسيرة للأجواء الإسرائيلية يوم السبت الماضي، التي أدت إلى هجوم جوي إسرائيلي في سوريا ومن ثم إسقاط المقاتلة الإسرائيلية اف 16، انتهت، لكن التقديرات تشير إلى أن جولة أخرى لمثل هذه الأحداث ستحدث وباتت مسألة وقت.

قوة أكبر
ووفق ما قالته وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم فإن إسرائيل "سترد بقوة أكبر من الرد الأخير، فيما لو حاولت إيران مجددا انتهاك السيادة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن إيران، واعتمادا على التصريحات المستمرة،من المسؤولين الإيرانيين، فإن إيران ماضية في مشروعها التموضع العسكري في سوريا.

وتوالت التحليلات حول الوضع الجديد الذي طرأ نتيجة التصعيد الأخير، وهناك رأى في إسقاط المقاتلة الإسرائيلية بعد نحو 36 عاما على إسقاط آخر مقاتلة إسرائيلية بنيران مضادات أرضية، إنجازا كبيرا لسوريا وإيران، إلا أن هناك، وخاصة في إسرائيل، من يرى بهذه الواقعة مجرد خطأ ربما للطيار أو نتيجة إحصائية متوقعة نظرا لكثرة الطلعات الجوية الإسرائيلية، واستهدافها لمواقع في سوريا في سماء مزدحمة بمقاتلات من عشرات الدول من شتى أنحاء العالم.

درس لإيران
وهدد وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بتلقين إيران درسًا لن تنساه. والوزير كاتس هو عضو في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون الأمنية الذي يعرف بتسمية "الكابينيت الأمني"، ويطلع على تقارير سرية وخاصة من الأجهزة الأمنية المختلفة.

ونقل موقع "واللا" العبري، أن "التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يعلم مسبقا بالطائرة المسيرة الإيرانية التي خرقت الأجواء الإسرائيلية يوم أمس".

وأضاف الموقع: يبدو أيضا أنه ونظرا إلى القصف المتعدد الذي شنه الجيش الإسرائيلي على مواقع مختلفة للقوات الجوية السورية يوم أمس، فإن الأسد سيفكر مرتين في كيفية الرد على مثل هذه الأحداث.

ومن المتوقع أن تؤثر سياسة الرد الواسعة (من قبل إسرائيل)، مثل يوم الأمس، بشكل مباشر على عمليات تموضع إيران في المنطقة وستؤثر أيضا على مواقف دول داعمة للاستقرار في سوريا مثل روسيا أو حتى الحكومة السورية التي تريد الاستقرار الإقليمي واستعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية، فلذلك فإن أي تكرار لسيناريو أمس فإن الرد الإسرائيلي سيكون غير مسبوق وواسع وذات أهمية كبيرة".

تصعيد التهديدات
ومن جانبها صعدت إسرائيل تهديداتها ضد إيران غداة شن غارات جوية واسعة النطاق داخل الأراضي السورية إثر سقوط إحدى طائراتها المقاتلة، ما يعزز المخاوف من مزيد من التصعيد في هذا البلد الذي يشهد نزاعا مستمرا منذ سبع سنوات.

أول مواجهة عسكرية
وعنونت صحيفة معاريف الإسرائيلية عددها الأحد بعبارة "أول مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران"، بينما كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت "يوم قتال مع إيران".

وأكد خبراء عسكريون أن الطائرة بدون طيار التي تم اعتراضها في الأجواء الإسرائيلية، هي أول طائرة يتم تشغيلها بشكل مباشر من الإيرانيين الموجودين في سوريا.

وقال الجنرال أمنون عين دار من سلاح الجو الإسرائيلي لإذاعة الجيش إن الطائرة من طراز إف 16 الإسرائيلية التي سقطت السبت تم استهدافها من قبل صاروخ أطلق من سوريا، وقال "الصواريخ لا تعرف الحدود".

حافة منزلق
ويرى الإسرائيليون، إن المتوقع هو أن تهدأ الجبهة الآن، بعد هذه الضربات المتبادلة، ليترك المجال للعمل الدبلوماسي، لكن هناك قناعة أيضًا بأن الأمور باتت على حافة منزلق، أي شيء خفيف يمكن أن يتدهور أكثر.
الجريدة الرسمية