مستشار «الحكومة الصينية»: الصينيون يقرأون رويات «الطوق والأسورة» و«واحة الغروب» و«فساد الأمكنة»
- القارئ في الصين يبحث عن قصص حقيقية من داخل المجتمع العربى
- بهاء طاهر وصبرى موسى نجحا في «ترويض التنين»
رفعت أجنحة الصين المشاركة في الدورة الـ49 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، الذي أسدل الستار على فعالياته مؤخرا شعار «التنين الرابح»، لما لاقته من إقبال كبير من جانب زوار المعرض.
“فيتو” حاورت أحمد السعيد، مدير مؤسسة بيت الحكمة للثقافة والإعلام الصيني، مستشار وخبير مشروع الحكومة الصينية لترويج الكتب الصينية في العالم، والذي أكد أن الدورة الحالية للمعرض تعد عام «التحقق الثقافى الصيني» في مصر، حيث سيتاح 5 آلاف عنوان بصيغة إلكترونية من «هيئة الكتاب» باللغة العربية للدارسين في 45 جامعة بالصين، مشيرا إلى أن القارئ الصينى متأثر بأعمال بهاء طاهر ويحيى الطاهر عبدالله وصبرى موسى بشكل كبير.. وإلى نص الحوار:
> وقعت دولة الصين بروتوكول تعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب على هامش افتتاح معرض الكتاب الـ49.. فما تفاصيل المشروع؟
دولة الصين بها 45 جامعة تدرس اللغة العربية، وفى نفس الوقت تحول مكتباتها من ورقية إلى رقمية، وبالتالى فإن الطلبة الدارسين للغة العربية يحتاجون إلى محتوى باللغة العربية يساعدهم في دراستهم وخاصة في الماجستير والدكتوراه، ووجدنا أن أنسب محتوى يمثل الثقافة العربية والمصرية تحديدًا لأنها الأقوى تأثيرًا لم نجد أنسب من إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب، وذلك لأنها دار النشر الرسمية للدولة، وجميع إصداراتها تخلو من المشكلات السياسية والدينية والمعضلات التي تقع فيها دور النشر الخاصة التي تنشر بهدف الربح، ووقعنا بروتوكول تعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب في شهر سبتمبر الماضى بالصين، وما وقعناه في أول يوم للمعرض كان تنفيذًا له بحيث سنأخذ 5 آلاف عنوان من الهيئة بصيغة إلكترونية وسيتم إتاحتها في بنك معرفى– للقراءة فقط- داخل الصين للجامعات التي تدرس باللغة العربية.
> وما طبيعة العناوين التي ستتاح إلكترونيًا للدارسين الصينيين؟
العناوين مقسمة إلى ثلاثة محاور رئيسية وفقًا لأسماء المؤلفين وسنوات النشر، أولها والأهم الدراسات في شتى المجالات “سياسية، ثقافية، اجتماعية، دينية فلسفية”، والشق الثانى الإبداعات الأدبية، والثالث الفنون، فالجانب الصينى لا يرغب في المحتوى السياسي أو الدينى بشكل مباشر، ونركز على الإصدارات التي تعكس صورة جيدة عن مصر.
> ترجم «بيت الحكمة» العديد من الأعمال لكبار الأدباء المصريين.. فعلى أي أساس يتم اختيار تلك العناوين؟
لدينا مشروع تم توقيعه عام 2012، بين جامعة الدول العربية وبين الحكومة الصينية اسمه «تبادل الترجمة والنشر بين الصين والدول العربية» وأحد بنود المشروع أن كل طرف يرشح 25 كتابا، يعتمدها الطرف الآخر من خلال لجنة من الخبراء ويتم ترجمتها ونشرها، وعندما بدأنا اخترنا 70 عملا لـ70 كاتبا من الدول العربية، وكان هدفنا الرئيسى أن يكون الكاتب متحققا أي حاصل على جوائز وأعماله مترجمة لأكثر من لغة، وأن يكون العمل بعيدا عن المشكلات السياسية والدينية التي قد تجعل المتلقى الصيني مشوشا، فاخترنا أسماء كبيرة من المؤلفين والأعمال التي تناسب الملتقى الصينى نفسه، وتكونت لجنة من 10 من أساتذة اللغة العربية في الصين، ووقع الاختيار على 25 عملا تمثل جميع الدول العربية، ومصر تحتل منها 80%.
> وعن ماذا يبحث القارئ الصينى في الأعمال المترجمة؟
يبحث عن قصص حقيقية من داخل المجتمع العربى والمصرى يمكن أن تتلامس مع حياته ويكون في نقاط مشتركة بينهم، وعلى سبيل المثال رواية «الطوق والأسورة» ليحيى الطاهر عبدالله والذي يلمس ثلاثة أجيال من حياة المرأة (الجدة والابنة والحفيدة)، أيضًا رواية «واحة الغروب» لبهاء طاهر، التي تتحدث عن علاقة الشرقى بالغربى، وفيها واحة سيوة إحدى الواحات المهمة لدى الشعب الصينى لأن فيها الأسكندر الأكبر، أيضا رواية «فساد الأمكنة» لصبرى موسى، التي تتناول الصحراء، والصين تملك كثيرا من الصحارى، ورواية «أيام الإنسان السبعة» لعبد الحكيم قاسم، والتي تتحدث بشكل فلسفى عن حياة البشر، ورواية «بيت الديب» لعزت القمحاوى، وتتناول تلخيصا لـ150 عاما من تاريخ مصر بداية من عهد محمد على وانتهاء بعصر السادات، ورواية «غرناطة» لرضوى عاشور، مهمة بالنسبة للصينيين كى يتعرفوا على التاريخ الإسلامى في الأندلس، وإقامة النهضة الغربية على ثروات الحضارة العربية الإسلامية والصينية، مثل أعمال ابن سينا في الطب وغيره، والصينيون لديهم نفس المشكلة فعن طريق الحرير كل العلوم الصينية صدرت للغرب وتم اعتمادها على أساس أنها منتج ثقافى غربى وهى في الأصل صينية.
> شهد الجناح الصينى هذا العام بمعرض الكتاب إقبالا كبيرا.. فما تفسيرك؟
الدورة الـ49 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، كانت دورة التحقق للثقافة الصينية، وكان لدينا أربعة أجنحة داخل المعرض (سراى العرض- قاعة الجناح الصينى- سراى إيطاليا – سراى الطفل) وهذا العام، اكتشفنا أن زوار المعرض يسألون بالاسم عن كتاب صينيين، وكتب في مجالات معينة مثل الثقافة الصينية، أيضا الأعمال المترجمة من الصينية للعربية عددها زاد، فلدينا 60 عنوانا جديدا خلال فترة المعرض، الإقبال على الأجنحة ضعف عدد العام الماضي، فنبيع يوما ما يقرب من 1500 كتاب بجناح بيت الحكمة فقط، والمصريون بينهم وبين الثقافة الصينية ود كبير بسبب الانتكاسات والأزمات المتكررة مع الثقافة الغربية بكونها ثقافة مهيمنة، زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين، ألقت الضوء بشكل كبير على ثقافة شعوب الشرق.
> وماذا يحتاج المصريون من الشريك الثقافى الجديد؟
التعرف على تجربته في النجاح دون أن نقلدها مع استعارة ما يناسبنا منها، ونخلق لأنفسنا طريقنا الخاص لتحقيق التنمية، عن طريق استغلال مواردنا وخاصة البشرية، بالإضافة إلى تمكين الشباب والاهتمام بالتعليم، فالنهضة الصينية الحديثة قامت بالتعليم.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..