«صلاح قوش».. 10 معلومات عن رئيس المخابرات السوداني
بعد إقالته عام 2009، عقب خلاف مع الرئيس السوداني عمر البشير، واتهامه بمحاولة الانقلاب عليه، وسجنه بسبب محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك، عاد المهندس صلاح عبد الله قوش ليمسك بزمام الأمور من جديد، بتعيينه رئيسًا للمخابرات العامة مرة أخرى.
عرف عن قوش الذكاء والغموض وسمى بصاحب النظارات السميكة والثعلب والداهية، وكان ينظر إليه باعتباره الرجل القوى في النظام السوداني، لدرجة مكنته من إصدار الأوامر للسفراء والقادة بالدول.
قبيلة الشايقية
ينتمي صلاح قوش إلى قبيلة الشايقية التي تقطن شمال السودان، وكانت أسرته ضمن السودانيين الذين نزحوا من القرى الزراعية للمدينة وأقاموا بمدينة بورتسودان، وهو الميناء الرئيسي للبلاد على البحر الأحمر.
التعليم
دخل صلاح كلية الهندسة في جامعة الخرطوم وكانت جامعة النخبة في الخمسينات، وبعد تخرجه مهندسًا، عمل في مجموعة شركات إسلامية في مجال الهندسة، ومن إنجازاته في تلك الفترة تصميم برج التضامن وهي بناية ضخمة في وسط الخرطوم.
قصة الاسم
ولقبه زملاء له في الدراسة باسم (قوش) نسبة إلى (عالم رياضيات) (هندي) كان يتسم بالنبوغ، وقد أظهر منذ سنوات الدراسة ذكاءً شديدًا، وكان طموحًا للغاية.
ملامح القيادة
تولى قوش مسئولية الأمانة السياسية في تنظيم الإسلاميين داخل الجامعة، لكن كانت مهمته تقديم المعلومات لقيادة التنظيم حتى يتاح لهذه القيادة اتخاذ القرار على ضوء معلومات قوش، كما كان أحد المشرفين على برامج العمل الطلابي. خلال فترة دراسته الجامعية، ورافق معظم قيادات الصف الأول من الإسلاميين الذين تولوا بعد ذلك أهم المواقع التنفيذية عندما انقلب الإسلاميون على ما يعرف في السودان بالديمقراطية الثالثة.
العمل بالمخابرات
منذ أن تولت «الإنقاذ» الحكم، انتقل قوش إلى العمل المخابراتي، ومن العمل بتصميم الأبراج إلى تصميم السياسات الأمنية وتنفيذها، تقلد قوش عدة مناصب داخل جهاز المخابرات واعتمد عليه النظام الجديد اعتمادا كليا، لخوض الحرب في الجنوب والشرق والغرب، وكان أول منصب مهم يتولاه قوش داخل الجهاز، هو منصب نائب مدير العمليات، وكانت تلك فترة صعبة للنظام وللمعارضين على حد سواء.
محاولة اغتيال مبارك
وأقيل صلاح قوش من الجهاز بعد محاولة اغتيال فاشلة جرت في عام 1995، ضد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وانتقل من جهاز المخابرات إلى منصب مدير مصنع اليرموك للصناعات الحربية، وتولى هناك وضع انطلاقة للتصنيع العسكري في السودان، كما أسهم في تشييد عدة مصانع لإنتاج الأسلحة التقليدية.
العودة
وبعد سنوات عاد صلاح قوش من جديد إلى قيادة جهاز المخابرات بعد أن أدمج جهازي الأمن والمخابرات في جهاز واحد، وجاء تعيينه في منصب المدير العام بعد ما تردد عن وجود صراعات داخلية وتدخلات سياسية في عمل الجهاز، ويقول مقربون منه إنه اشترط أن تطلق يده في إدارة الجهاز دون أي تدخل من طرف القيادة السياسية، وهو ما سيقود أدى إلى توسع صلاحياته وتعدد مهامه.
علاقته بـ"سي آي إيه"
زادت العلاقات بين قوش وأمريكا عام 2005، بعد زيارة تعهد فيها بالتعاون مع الأمريكيين في العراق لرصد تنظيم القاعدة، كما وافق على تقديم المعلومات التي يطلبها الأمريكيون في الصومال، وساعد ذلك على فتح مكتب اتصال خارج السفارة السودانية في واشنطن، للتنسيق بين جهاز المخابرات السوداني والـ (سي.آي.إيه)، وقوبل الأمر باعتراض الوكالة بشدة على إدراج اسم قوش ضمن المتهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور بسبب تعاونه الأمني مع الأمريكين.
توسع نفوذه
طور قوش وحدث من عمل جهاز المخابرات وأساليب عمله والقيام بأدوار عسكرية إلى جانب دوره الأمني، وتم توفير مخصصات مالية ضخمة من أجل إنجاز مهامه المخابراتية والأمنية، وبموازاة ذلك أنشأ إمبراطورية مالية وتجارية توسعت وتمددت ليصبح لها وجود في أهم مفاصل الأنشطة الاقتصادية والتجارية في البلاد، كما عزز النفوذ السياسي للجهاز إلى حد أن معظم وزراء الدولة في مختلف الوزارات، كانوا في الأصل من العناصر القيادية داخل الجهاز، وأصبح رجال قوش عمليا يمسكون بزمام الأمور في العمل التنفيذي، وتم ذلك دون أن يصطدم الجهاز مع مراكز القوى الأخرى.
الإقالة
وشغل قوش منصب مدير المخابرات السودانية طوال عقد قبل إعفائه عام 2009، وذكرت تقارير أن سبب الإقالة هو صراع القوى في الداخل، خاصة بين مجموعة العسكريين أي ضباط الجيش الذين يلتفون حول البشير، ومجموعة الأمنيين بقيادة قوش، ليعود مديرًا مرة أخرى لجهاز المخابرات العامة السودانية، بقرار الرئيس السوداني عمر البشير.
وأصدر الرئيس السوداني عمر البشير، أمس الأحد، قرارًا جمهوريًا بتعيين الفريق أول مهندس صلاح عبد الله محمد صالح، الملقب بـ"قوش" مديرًا عامًا لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.