رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات متوقعة لتصعيد الأزمة بين الصهاينة وسوريا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في تصعيد خطير للمرة الأولى منذ عام 1982م شن سلاح الجو الإسرائيلي، غارات على مواقع سورية، اعتبر أن الهدف منها إلحاق ضرر شامل بالأهداف الإيرانية الإستراتيجية في سوريا من منطلق أن إيران تسعى لزعزعة الأمن في منطقة الشرق الأوسط وتحاول إثبات سيطرتها الكاملة على القرار في سوريا.


واقع إستراتيجي آخر
وقالت التقارير الإعلامية الإسرائيلية اليوم الأحد، أنه للمرة الأولى، إسرائيل وإيران تخوضان معركة في الأراضي السورية هذه هي الأهمية الرئيسية للمعركة التي دارت أمس في الشمال حتى وإن انتهت المعركة الحالية قريبا وساد الهدوء، فإن أبرز السيناريوهات هو تبلور واقع إستراتيجي آخر.

واعتبر نائب سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، أن الغارات التي شنتها إسرائيل على مواقع في سورية، هي الأهم والأكثر فاعلية منذ حرب لبنان الأولى عام 1982.

وقال بار إنه بعد إطلاق الصواريخ العنيفة باتجاه طائراتنا، قررنا شن غارات على 12 هدفًا في عمق سورية، لن يسمح سلاح الجو وإسرائيل بالتموضع الإيراني في سورية، سنقوم بكل ما يلزم لمنع ذلك".

وأكد بار أن الغارات الإسرائيلية استهدفت الدفاعات الجوية السورية وبطاريات صواريخ مضادة للطائرات من طراز SA-17 ו-DA-5 ومركز قيادة سورية، وقال: "أصبناهم بدقة كي نمتنع عن المس بالروس".

قلق إسرائيلي
ويوجد قلق لدى المحللين الإسرائيليين من أن الإيرانيين نجحوا في إيقاع سلاح الجو الإسرائيلي في مصيدة مخطط لها في الواقع لحقت خسائر كبيرة بالإيرانيين، ولكن تشكل صورة الطائرة الإسرائيلية وهي تسقط إنجازا هاما في الوعي، ويرى الاحتلال أن شكل الطائرة وهي ساقطة على الأرض له تداعيات أبرز كسر هزيمة الإسرائيليين.

ويعتبر الجانبان بحسب الإعلام الإسرائيلي حققا نجاحا هاما، فإيران اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي، وأسقطت طائرة إسرائيلية وكذلك شنت إسرائيل هجوما ضد أهداف إيرانية هامة.

فترة من الهدوء
ويشير المحلل الإسرائيلي، رون بن يشاي، إلى أبرز السيناريوهات المتوقعة وهو أنه من الواضح أن أيا من الأطراف –السوريين، الإيرانيين، الروس وإسرائيل– غير معني بالتصعيد، والجميع يحتاجون إلى فترة من الهدوء لتقييم الحالة الجديدة التي نشأت في الشمال، وللكل مصلحة قوية بعدم الخوض في حرب، ولا حتى تصعيد كبير، طريقة العودة إلى التهدئة تمر عبر سحب فتيل التوتر، لقد أبدت الحكومة الإسرائيلية كافة الاستعدادات اللازمة من أجل التعامل مع التصعيد العسكري في الشمال، ولكنها أرسلت إشارات -سواء ميدانيا أو من خلال القنوات الدبلوماسية- أنها ليست معنية بالتصعيد.

نتائج إيجابية
وأضاف بن يشاي أن المواجهة الجوية على الساحة السورية انتهت بنتائج إيجابية من وجهة النظر الإسرائيلية، مضيفًا أن صحيح أنه في صباح السبت فقدت إسرائيل مقاتلة، لكن الطيارين قفزا من الطائرة إلى الأراضي الإسرائيلية وهما على قيد الحياة، ولا يقل أهمية عن ذلك، أن سلاح الجو الإسرائيلي سيتمكن من استخلاص العبر التي ستساعده على مواصلة "الحرب بين الحروب" ومنع تمكين إيران من تعزيز موطئ قدمها في سوريا.

وأوضح أن النتيجة الإيجابية الإستراتيجية هي أن إسرائيل دعمت القرارات التي رسمت الخطوط الحمراء، التي وضعتها ليس فقط أمام إيران، وإنما أيضا أمام روسيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية والعالم بأسره.

فتيل التوتر
وأضاف أن طريقة العودة إلى التهدئة تمر عبر سحب فتيل التوتر، لقد أبدت الحكومة الإسرائيلية كافة الاستعدادات اللازمة من أجل التعامل مع التصعيد العسكري في الشمال، ولكنها أرسلت إشارات -سواء ميدانيا أو من خلال القنوات الدبلوماسية- أنها ليست معنية بالتصعيد، على العكس من ذلك، فقد طلبت من الروس منع التصعيد، ولكن الروس من جانبهم، ولأنهم يسعون إلى إرضاء الأسد لمنحهم شرعية البقاء في سوريا، أصدروا بيانا فاترا طالبوا فيه جميع الأطراف بضبط النفس، وهذا على الرغم من أن الإيرانيين، هم من قاموا بإرسال الطائرة بدون طيار نحو إسرائيل من موقع قريب من العسكريين الروس أحرجت كثيرا الكرملين وتعمقت الخلافات التي بزغت بالفعل بين موسكو وطهران فيما يتعلق بمستقبل سوريا.
الجريدة الرسمية