رئيس التحرير
عصام كامل

الحٌب على تذكرة المترو.. «خذني أبعد شوي» (صور)

فيتو

داخل محطة مترو السادات المعروفة بالازدحام الشديد، وطوابير الركاب، شاب وفتاة يتبادلان النظرات فيما بينهما على خجل، لم يكملا بعد العام الستة عشر من عمرهما، يحمل كل منهما حقيبة المدرسة فوق ظهره.


يحاول الصبي الذي يقف على أعتاب الشباب أن يبدو وسيمًا ويرتب ملابسه، بينما الفتاة تعلو وجهها ابتسامة، يطلق هو تنهيدة مصحوبة بفرحة ارتسمت على شفتيه، يلوح بتذكرة في يديه، يضع حقيبة المدرسة على الأرض، يبحث عن شيء بداخلها يخرج قلم رصاص فينظر لها، ويهز رأسه رفضا للفكرة، ثم يبحث عن قلم جاف يصعب إزالة كلماته.

يمسك الشاب التذكرة بيد والقلم باليد الأخرى ويخط كلماته ويضع رقم هاتفه، ويذهب تجاه اللوحة الاسترشادية ويسقطها خلف اللوح الزجاجي.



إن كنت أحد مرتادي مترو الأنفاق بشكل يومي، سواء في طريقك للعمل أو خلال عودتك للمنزل، ستجد خريطة استرشادية داخل المحطات للتعرف على طريقك وعدد المحطات المفترض أن تجتازها للوصول إلى وجهتك، سجل عشاق عبر تذاكر المترو قصة حبهم ووضعوها خلف اللوحة الزجاجية.

يٌعرف سن المراهقة أنه المرحلة الأكثر تناقضا وشغفا في حياة الشباب، فلا يمكن أن تكون شابا ولم تمر بقصة حب فاشلة، أو تعيش حالة من الهيام مع حبيبة في الأغلب لم تفصح عن حبك لها بعد، تكتفي أن تلتقي بها في السابعة صباحا على أحد أرصفة محطات المترو وتتبادلا النظرات ومن الممكن أن تحظى ببسمة بين حين وآخر، ولقاء يتكرر دون حديث.

لم يملك أحدهم شجاعة كافية أن يعترف بحبه لفتاته، ويبحث كثيرا ليجد طريقة يعبر من خلالها عن حبه لرفيقة رحلة المترو، فكر كثيرا قبل أن يقبل على خطوته التالية، أراد أن يسجل أمام العالم أجمع وجميع ركاب المترو قصة حب على تذكرة.

لجأ عدد من طلاب المدارس الذين ولدت قصة حب بينهما داخل محطات المترو، إلى تسجيل تلك اللحظات التاريخية في حياتهم بالتدوين، ولأن القواعد الصارمة تمنع الاقتراب من الجدار خوفا من أن يقع تحت طائلة القانون، ابتكر هؤلاء حيلة جديدة تمنع وقوعهم في المحظور وإتلاف الممتلكات العامة، وفي الوقت ذاته يسجلون قصة حبهم دون خوف من الحشود.

تمثلت الحيلة في كتابة رسالة إلى المحبوبة توضع خلف زجاج اللوحة الاسترشادية التي بدورها تحفظها من التلف والضياع، أحدهم أراد أن يعبر عن حالة العشق التي نالت منها فكتب: "خذني أبعد شوي"، وهي أغنية لفريق المربع، فيما عبر آخر عن حبه بالطريقة المباشرة فكانت الرسالة: "بحبك يا آية"، وآخر فضل أن يضع اسم حبيبته "سمر" وبجانبها رقم هاتفه.



اختلفت الطرق والغاية واحدة إعلان الحب ورفع راية العشق وتمديد حالة الطوارئ داخل القلوب لحين إشعار آخر.
الجريدة الرسمية