آباء شنقوا أبناءهم لأتفه الأسباب.. ميكانيكي يخنق نجله لسرقته مفك.. أب يعلق ابنته بسلاسل بسبب مشاكلها الزوجية.. آخر يقتل طفله لبكائه المستمر.. وخبير نفسي: الظروف الاقتصادية السبب

«الضنا غالي» جملة لم يعد لها محل من الإعراب في بعض البيوت المصرية، فبدون أن يأتي الطوفان وضعوا أبناءهم أسفل أقدامهم، وسمحوا لأنفسهم أن يكتبوا نهاية حياة أبنائهم بأيديهم، سالكين أقصر الطرق لتحقيق ذلك، وهو "الشنق والخنق".

مفك
هل يعقل أن يشنق أب ابنه لسرقته "مفك" من ورشته؟! حدث ذلك بالفعل في الخانكة بالقليوبية، وتجرد أب من مشاعر الإنسانية وكبل نجله وخنقه بحبل حتى سقط مغشيا عليه، وتوفي فور وصوله للمستشفى، لسرقته "مفك" كهربائي، و"دينامو" من ورشته بدائرة مركز الخانكة، تم ضبط المتهم وتولت النيابة التحقيق.

ومن خلال استكمال الفحص وجمع المعلومات وإجراء التحريات، أمكن التوصل إلى معلومات، مفادها أن الأب اختلف مع نجله أثناء معاتبته ترك الابن المنزل ولم يعد، فبحث خال المتوفى "أحمد. م" عن المتوفى، حتى عثر عليه وقام باصطحابه وتسليمه لوالده بالورشة خاصته.

وبتطور مناقشة والد المتوفى ومواجهته بما أسفرت عنه التحريات، وما قرره خال المتوفى، اعترف تفصيليًا بارتكاب الواقعة، مضيفًا أنه أمس وعقب عودة نجله قام باصطحابه للمنزل وتوثيقه من كلتا يديه وقدميه بحبل، ومحاولة خنقه حتى خارت قواه.

مشكلات زوجية
وفي قرية قصر الباسل بمركز إطسا بالفيوم، طاوع أب نفسه وقتل ابنته شنقا للتخلص من مشاكلها المتكررة مع زوجها وترك منزله والذهاب لمنزل والدها، حيث علقها من رقبتها بسلاسل حديدية في سقف منزل شقة نجله، حتى الصباح؛ لتلفظ أنفاسها الأخيرة.

وتبين من التحريات التي أجريت في أغسطس 2013، أن ابنته كانت تعانى من مشكلات متكررة مع زوجها؛ بسبب تركها منزل الزوجية متوجهة إلى منزل والدها وشقيقها، عدة مرات دون إذن زوجها، ما دفع زوجها في المرة الأخيرة إلى الغضب من تصرفاتها، وعندما عادت إلى منزله، اتصل زوجها بوالدها، وأخبره أنه لا يرغب في بقائها بمنزله.

وبالفعل اصطحبها والدها إلى منزل شقيقها بالقرية ليلا، وربط رقبتها في سلسلة حديدية، وعلقها في سقف المنزل حتى صباح اليوم التالي؛ لتلفظ أنفاسها الأخيرة، للتخلص من مشاكلها مع زوجها.

تغيبها عن المنزل
وفي واقعة شبيهة بذلك، شهدتها قرية كفر هلال بمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية في أبريل 2013، تجرد أب من كل المشاعر الإنسانية وقام بتوثيق نجلته التي لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها بالجنازير، ولفها حول رقبتها، وأغلقها بقفل، حتى لقيت مصرعها في الحال، وذلك لكثرة تغيبها عن المنزل.

الجريمة كشفتها التحريات التي أكدت أن جثة عثر عليها لفتاة، قام والدها بتوثيقها بسلاسل حديدية بالرقبة واليدين داخل حظيرة الماشية، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

البكاء المستمر
وفي مأساة إنسانية شهدتها محافظة الجيزة في 2011، خنق أب طفله الرضيع؛ بسبب بكائه المستمر، وعدم استطاعته النوم‏!!‏

البداية كانت بنقل طفل لمستشفى الهرم، تظهر عليه علامات الإعياء واحمرار بالوجه، وبه آثار خنق، وطلبت الأم من الأطباء إنقاذ طفلها، إلا أنه توفي.

خلال التحريات التي أجريت وبمناقشة والدة الطفل التي انهارت، واعترفت بأن والده هو الذي قام بقتله عن طريق خنقه بحبل، وتعليقه بسقف الشقة، وذلك بسبب بكائه المستمر، وقد أرشدت عن مكان اختفاء زوجها (28 سنة) الذي تزوجته منذ عامين.

الرأي النفسي
ومن جانبه، أرجع ماهر الصبغ أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية، أسباب هذا النوع من الجريمة إلى الضغوط الاقتصادية التي يمر بها المجتمع المصري، بعد أن تأثرت أرزاق المصريين وارتفعت الأسعار، ومازالوا لم يستطيعوا التأقلم على الوضع الحالي، وسيأخذ الشعب المصري فترة من الوقت للتأقلم على الوضع الجديد.

وتابع «الصبغ» أن غياب قدرة المصريين على «التفريغ والتنفيس» زاد من صعوبة الأمر مرة أخرى، فأي ضيق داخلي بحاجة للتفريغ عنه، وإلا سيتسبب ذلك في اضطراب داخلي، وضغط نفسي يزيد من معدلات الجريمة، قائلا: «لا يمكن معاقبة المجتمع على زيادة معدلات الجريمة، طالما وضعنا العراقيل أمامه عند تنظيم مظاهرة، يعبر فيها عن نفسه».