الشعب فرحان بالحرب!!
هل رأيتم شعبًا يرى رئيسه يأمر جيشه بالحرب والقتال فيبتهج ويفرح؟! وهل رأيتم شعبًا يدرك أن هذا الجيش الذي أمره رئيسه بالقتال هو جيشه ومع ذلك يبتهج ويفرح؟ وهل رأيتم شعبًا يدرك أن هذا الجيش الذي يذهب للحرب والقتال مكون من أبنائه وإخوته وأبناء عمومته وأبناء أخواله وأقاربه ومع ذلك يبتهج ويفرح؟! نعم رأينا.. هنا في مصر من شعب مصر!
للأمانه تبدو المسألة محيرة.. فالشعب الذي تسلط عليه إعلام غبي أراد لمصلحة حكام سابقين ولإرضائهم أن ينتقم من زعيم كبير راحل، فظل يهاجم ليس الحروب التي فرضت علينا وإنما فكرة الحرب ذاتها! دون النظر إلى أدنى احتمال أن نخوض حربًا جديدة لا نريدها ولا نسعى إليها وإنما قد تفرض علينا في أي لحظة ولأي سبب وأننا بذلك نحتاج إلى شعب مقاتل شجاع جاهز للتضحية بأي شيء من أجل وطنه..
وهذا أدى للأسف إلى أجيال متعاقبة تراها تهاجم فكرة الحرب -وليس الحروب التي خضناها- حتى إنك تراهم يهاجمونها بلا أي سبب وبغير أي مناسبة! وهكذا فعل كتاب وصحفيون! وهكذا فعل ساسة سابقون وحاليون وقتها! بل هكذا فعل رئيس جمهورية تفضحه خطبه وفي بعضها يسخر من فكرة الحرب ذاتها بلحمها ودمها دون أن يتخيل.. مجرد يتخيل.. أن شعبه قد تفرض عليه الحرب في أي لحظة! ودون أن يسـأل نفسه أي قيم تلك التي يعلمها لمواطنيه؟!
ومع ذلك.. ورغم ذلك.. وقد تخيلنا بسوء ظن نستغفر الله عليه أن شعبنا لم يعد يصلح للقتال.. وأن شعبنا قد تفرغ للتقاليع وللموضة والبقاء على شبكات التواصل وكروت وفواتير المحمول وفي البحث عن أكل العيش وفرص العمل ومباريات كرة القدم.. إلا أن المذهل أن في أول إشارة للقتال سواء ضد الإرهاب أو ضد أردوغان أو غيرهم وتراه وقد انتفض.. كبار في السن يريدون التطوع وضباط لا يريدون العودة من سيناء وأمهات وأشقاء وآباء وأقارب المشاركين في حملة تأديب الإرهاب هم الأكثر فخرًا بأولادهم على شبكات التواصل وفي مداخلات الفضائيات ولسان حالهم يقول بفخر وكرامة: لي فلان يحارب هناك!!
ضاعت أموال وأكاذيب الإخوان وكتابات موسى صبري وأنيس منصور ومفيد فوزي وجلال كشك وسليمان جودة وعبد الرحمن فهمي وغيرهم وغيرهم في الهواء!! الشعب الأصيل الشجاع البطل.. فرحان بالحرب!