رئيس التحرير
عصام كامل

تفريغ مكالمات سجلتها المباحث لأمين الشرطة المتهم بالرشوة في إمبابة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

فرغت نيابة كرداسة ومركز إمبابة برئاسة المستشار أحمد عادل رئيس نيابة مركز إمبابة وكرداسة مكالمات هاتفية سجلتها مباحث مصلحة السجون بين أمين شرطة "بلوكمين" بسجن القطا بالجيزة، وبين نجل مسجون بعد إبلاغ الأخير بطلب أمين الشرطة رشوة منه مقابل نقل والده لعنبر مميز داخل السجن.


وتضمنت المكالمات عدة محادثات بين المبلغ وأمين الشرطة حول طلبه مبلغ 18 ألف جنيه كمقابل مادي، حتى يلقي والده معاملة حسنة، ويتم نقله إلى مكان مميز يطلق عليه "الفندق" داخل السجن.

كما تبين من خلال تفريغ المكالمات والتسجيلات حرص أمين الشرطة على التأكيد أنه يطلب تلك الأموال لغيره قائلا: "دول مش عشاني.. إحنا بنبني حتة أرض"، وواجهت النيابة المتهم بالمكالمات ومضمونها، فأشار إلى أنه صوته ولكنه يطلب الأموال لغيره، مؤكدا أنه مجرد وسيط ولم يطلب الأموال لنفسه.

وكشفت التحقيقات التي أجرتها النيابة برئاسة المستشار أحمد عادل رئيس نيابة كرداسة ومركز امبابة أن خريج كلية حقوق أبلغ إدارة التحري بمصلحة السجون بطلب أمين شرطة "بلوكمين" بسجن القطا رشوة مالية لتقديم خدمات مميزة لوالده "جواهرجي" محبوس على ذمة قضية إخفاء أشياء مسروقة ونقله إلى عنبر آخر بعد تعرضه لمضايقات داخل السجن.

وأضافت التحقيقات التي باشرها حسن عبد البصير وكيل نيابة كرداسة ومركز إمبابة، أنه أثناء زيارة المبلغ "خريج كلية حقوق" لوالده في السجن أخبره الأخير أنه تعرض لمضايقات كثيرة وأعطاه رقم هاتف أمين شرطة بالسجن، وطلب منه التحدث إليه وعندما تحدث الابن لأمين الشرطة طلب منه الأخير مبلغ 2000 جنيه مقابل تقديم الخدمات اللازمة لوالده مرددا : "هريحه واظبطه" وانقله "الفندق" ويقصد به مكان مميز داخل السجن.

واستمعت النيابة لأقوال نجل المسجون الذي قرر أن أمين الشرطة رفع المبلغ المطلوب من 2000 إلى 18 ألف جنيه، ما دفعه للتوجه إلى المباحث الجنائية إدارة التحري بمصلحة السجون والإبلاغ عنه، فاستصدرت مصلحة السجون إذنا من نيابة أمن الدولة العليا لتسجيل المكالمات بين الشاب وأمين الشرطة للتأكد من صحة البلاغ.

وأسفرت التحريات وتسجيل المكالمات عن إثبات طلب أمين الشرطة للرشوة بشكل واضح، قائلا للشاب : "عندي بيت عايز أبنيه وانا قعدتهولك في الفندق"، والتقي نجل المسجون عدة مرات لتسليم المبلغ المالي إلا أن حرص أمين الشرطة دفعه لتغيير الموعد عدة مرات.

وأضافت التحقيقات أن نجل المحبوس كان يذهب كل مرة لزيارة والده، بعد الاتفاق مع أمين الشرطة على تسليمه المبلغ المتفق عليه، وتجهزه مباحث مصلحة السجون بالمساعدات الفنية اللازمة لتسجيل وتصوير اللقاء وضبط أمين الشرطة متلبسا، إلا أنه كان يتوجه خارج أسوار السجن للتأكد من خلو الطريق فشاهد سيارتين تركنان بطريق السجن على غير المعتاد، فانتابه الشك في الأمر ولم يستلم المبلغ.

ونظرا لحرص أمين الشرطة وإلغائه مواعيد تسلم الرشوة استصدرت مباحث مصلحة السجون إذنا من نيابة كرداسة لإلقاء القبض عليه فأصدرت النيابة بناء على المكالمات الهاتفية مع المبلغ أمرا بضبطه وإحضاره وتم ضبطه من مقر عمله بالسجن، وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة الرشوة، وطلبت التحريات التكميلية لمباحث مصلحة السجون ومصلحة الأمن العام حول نشاط المتهم.
الجريدة الرسمية