رئيس التحرير
عصام كامل

محاكمة واحد من البناة


جنايات القاهرة استأنفت محاكمة المهندس محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، في تهمة إهدار ٢٨ مليون جنيه في أرض الحزام الأخضر، وبعيدا عن تفاصيل المحاكمة التي نتركها لضمير القاضي، فإن محمد إبراهيم سليمان واحد من أهم البناة الذين فتحوا مجال التشييد بانطلاقة لا ينكرها إلا جاحد، ففى عهده كان الشاب يستطيع الحصول على شقة من مشروعات الشباب، ببضعة آلاف في مشروع مبارك لإسكان الشباب.


في عهد هذا «الفاسد» بنيت القاهرة الجديدة، التي تنافس كبريات المدن الأوروبية، وفى عهده العفن بنيت مدن كثيرة أخرى، وشيدت محطات مياه، وفى عهده أيضا كان الحصول على قطعة أرض لبناء بيت في متناول الكثيرين، وفى عصره الميمون كان الشاب يحصل على شقة ٧٠ مترا بخمسة وأربعين ألف جنيه، على عشرين عاما، يقدمها القطاع الخاص، وتقدم أفضل منها الدولة شقة شبابية في مشروع مبارك بأقل من ذلك وفى القاهرة الجديدة!! في عهده أيضا تم تعبيد الطريق الدائرى الأول، ووضع حجر أساس الثاني، وعبدنا طرقا كثيرة في بر مصر.

في عصر «الفاسد» محمد إبراهيم سليمان كان طرح الأرض على عشر سنوات، ومرفقة بسعر المتر ثلاثمائة جنيه، وفى عهد «الفاسد ابن الفاسد» ترامت مساحات البناء، وطالت كل مصر، وكان المواطن لا يجد مشقة في الحصول على نصيب محترم من الأرض، بعيدا عن التجارة!!

أما في عهد الشرفاء فقد وصل سعر متر الأرض إلى عشرة آلاف جنيه في صحراء جرداء، لا زرع فيها ولا ماء، وفى عهد غيره أصبح لدينا أراض تبيعها الدولة بالدولار، وأصبح سعر الشقة «اللقطة» يزيد على المليون ونصف المليون جنيه لا تجدها إلا مع السماسرة.

في عصر غير الفاسدين أصبح سعر شقة الشباب في مشروع الدولة يزيد على ستمائة ألف جنيه للوحدة مائة متر، وأصبح المحظوظ من يحصل على شقة غير خاضعة لتغييرات سعر العملة، وغير المحظوظين كلما قفز الدولار سقط على الأرض مغشيا عليه.

من فضلكم الشعب يريد فاسدين من هذا النوع، وخلوا عنا الشرفاء الذين جوعونا وشردونا، شكرا للفاسد مبارك، وتحية تقدير للفاسد الكبير محمد إبراهيم سليمان !!
الجريدة الرسمية