رئيس التحرير
عصام كامل

صفقة «بوابات المترو القديمة».. الهيئة تستعد للتخلي عن 850 بوابة إلكترونية.. والمعلم «قشطة» صاحب النصيب.. 160 مليون جنيه قيمة الصفقة.. ومصادر تكشف حقيقة اختراع «سماحة»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

خلال الأشهر القليلة الماضية، طفت على سطح الأحداث أزمة “تطوير المترو”، وزارة النقل من جانبها أكدت أنه لا بديل عن التطوير، الحكومة بدورها باركت خطوة التطوير، والتزمت – حرفيًا – بالدراسات التي أجريت حول الأمر، وقررت الاستجابة لمطلب رفع سعر التذكرة الصفراء من جنيه واحد إلى جنيهين، غير أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فلا تزال هناك تصريحات تشير إلى أن زيادة ثانية في الطريق، تحت بند “التطوير ووقف نزيف الخسائر”.


متابعة ما يجرى في محطات المترو، تكشف – بما لا يدع مجالا للشك- أن الخدمة لم تشهد أي تحسن يذكر، سوى البوابات الجديدة التي بدأت شركة المترو في إحلالها مكان البوابات القديمة التي ظلت في الخدمة قرابة الربع قرن، وآن أوان تكهينها وبيعها خردة، وهنا تكمن الصفقة.

850 بوابة جديدة
بالأرقام هناك 850 بوابة تسعى وزارة النقل، وهيئة المترو إلى استبدالها ببوابات إلكترونية جديدة، ومن المتوقع أن تذهب البوابات القديمة تلك إلى مخزن أشهر تاجر خردة متخصص في “خردة النقل”، معروف في السوق باسم “قشطة”، وهو تاجر يستحوذ على خردة الهيئة القومية للسكك الحديدية، ومترو الأنفاق، وسبق له أن اشترى القطار الملكى، وعشرات الآلاف من أطنان الحديد من المترو والسكك الحديدية.

160 مليون جنيه
ووفقا لمعلومات مؤكدة، حصلت عليها “فيتو”، فإن “قشطة” بدأ يستعد لشراء ما يقرب من ٨٥٠ بوابة إلكترونية للتذاكر، تعمل على الخطين الأول والثانى لمترو الأنفاق، والتي يبلغ ثمنها ١٦٠ مليون جنيه، ومن المتوقع أنه حال بيعها خردة فسعرها لن يتجاوز حاجز المليون جنيه، في حين أن فاتورة البوابات الجديدة، التي تعمل بنظام التذكرة والكارت الذكى، تبلغ نحو 340 مليون جنيه.

الإحياء
وتعقيبا على “صفقة البوابات القديمة” قال الدكتور حسن مهدى، أستاذ النقل بهندسة عين شمس: بوابات المترو القديمة يمكن إحياؤها من خلال التعاون بين كليات الهندسة وإدارة مترو الأنفاق بدلا من بيعها خردة، ومن الممكن أن يتم تأهيلها مرة أخرى، وتعمل بشكل طبيعى سواء بالمترو أو غيرها من وسائل النقل الأخرى أو القطار المكهرب، وكليات الهندسة الإلكترونية تمتلك القدرة على تطوير وإنتاج بوابات تذاكر المترو وبنفس كفاءة المنتج الأجنبى، وذلك بالتعاون مع الشركات المحلية.

وأوضح أن تكلفة إنشاء خط إنتاج لبوابات التذاكر لن يكون أغلى بكثير من استيراد البوابات من الخارج، في ظل التوجه الحكومى للاعتماد على المنتجات المحلية بدلا من الاستيراد من الخارج لدعم الاقتصاد القومى.

على الجانب الآخر كشف حسنى سماحة، أحد الفنيين بالمترو، أنه سبق وتمكن من اختراع بوابة إلكترونية للمترو بنفس إمكانيات البوابة الحالية، وتم عرض الأمر على هيئة الأنفاق وإدارة المترو وبالفعل تشكلت لجنة لفحص الاختراع، وتبين أنها قادرة فعليا على تنفيذ نفس المهام التي تقوم بها البوابات الجديدة، لكن إدارة مترو الأنفاق لم توافق على إنشاء خط إنتاج لتصنيع البوابات الإلكترونية بدلا من شرائها، وتعرض “سماحة” للعديد من المضايقات، بسبب محاولة تنفيذ اختراع البوابات الإلكترونية للتذاكر.

في السياق نفى مصدر مسئول بالشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، اكتمال “اختراع سماحة”، مؤكدا أن الاختراع عبارة عن إعادة تشغيل البوابات القديمة بنظام يقص التذكرة فقط وليس بوابة إلكترونية يمكنها قراءة الكارت الممغنط أو التعامل مع التذاكر الذكية.

وأوضح المصدر، أن إدارة المترو تراعى في اتفاقيات البوابات الإلكترونية الخطط المستقبلية للربط بين المترو وبين وسائل النقل الأخرى، مثل السكك الحديدية، والأتوبيسات في نظام نقل موحد بالتذاكر الإلكترونية.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية