رئيس التحرير
عصام كامل

حفيد البنا «اغتصاب على شرع المرشد».. طارق رمضان بدأ حياته في «مدارس جنيف».. وفرنسية تكشف ميوله الجنسية.. التهم المُخلة بالشرف في «صحيفة سوابقه».. والجماعة تبرر الأفعال ال

طارق رمضان البنا
طارق رمضان البنا

داخل الإخوان، لا تستسهل رحلة البحث عن الحقائق ذات الألف وجه؛ عند جماعة تحترف إلقاء الشعارات النظرية للخداع والتسكين، ليس كل ما يلمع من أعضائها ذهبًا، وهو ما ينطبق على «الداعية» طارق رمضان، حفيد مؤسس الإخوان حسن البنا الذي وجهت إليه النيابة العامة في فرنسا الجمعة الماضية تهمة «الاغتصاب» رسميا، وهى الفضيحة التي قادت إلى حبسه، بعد يومين من توقيفه، لتتخذ «باريس» أولى خطوات توثيقها، لرجل دائما ما روج نفسه، على أنه مجدد ديني، وسط أدغال الغرب.


أستاذ ومفكر
كاتب وأستاذ ومفكر يجرى تشويهه عمدا، هكذا يدافع الإعلام الإخوانى حاليا، عن الأستاذ في جامعة أكسفورد السويسرية، وحفيد مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، رغم اتهامه بالاغتصاب؛ لا تمتلك الجماعة معلومات، أو إثباتات قانونية تبرئ ذمة «ابنها السويسري»، ولم تخجل من الدفاع الفارغ وتسييس التهمة، مع أن السيدة التي اتهمته بالاغتصاب هي هند عياري، ابنة التيار السلفى، التي كشفت زيفه، فتحولت إلى ناشطة علمانية في نظر الجماعة، بجانب سيدة أخرى في الأربعين من عمرها.

لا احترام للعقول
كعادة الجماعة، في هذه الأزمات، لا موضوعية، ولا احترام للعقول؛ تدافع فقط بحكم الانتماء على الطريقة القبلية، لذا لم توضح لماذا يتم تشويه «طارق» تحديدا، ولماذا جرى تلفيق هذه التهمة له، وما الذي يضير الغرب أصلا من رجل يتحدث في تجديد الدين، مثل آلاف غيره، يوفر لهم المجتمع الغربي، الوسائل والآليات والحرية، بل والجنسية إذا لزم الأمر، وطارق نفسه خير دليل على ذلك!

ولد حفيد مؤسس الإخوان، في 26 أغسطس من عام 1962 في جنيف بسويسرا؛ والدته هي وفاء البنا، ابنة حسن البنا، ووالده سعيد رمضان، الكادر الإخواني، التي ترك مصر بسبب الملاحقة الأمنية له، وهاجر بعائلته إلى سويسرا عام 1954، بعد عملية اغتيال البنا عام 1949، وتزوج «رمضان الابن»، وهو في سن الـ24 من فرنسية اعتنقت الإسلام، ولهما أربعة أبناء.

مدارس جنيف
تلقى رجل الإخوان المتهم بالاغتصاب تعليمه الأول في مدارس جنيف الفرنسية وجامعاتها، ونال درجة ماجستير الفلسفة والأدب الفرنسي، والدكتوراه في الدراسات العربية والإسلامية من جامعة جنيف وحاليا يشغل منصب أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة أكسفورد، وأستاذ الأديان في كلية الدراسات اللاهوتية بنفس الجامعة، ويعمل أستاذا زائرا بكلية الدراسات الإسلامية في قطر، وباحثا أول في جامعة دوشيشا باليابان.

لم يحصل حفيد البنا على الجنسية القطرية بجانب المصرية، على غير ما يشاع عنه، ولكنه حاصل على الجنسية السويسرية نظرا لطول إقامته هناك، بجانب عائلته، وهو ما كان ثغرة منعته من الحصول على القطرية، بلده المفضل كما كان يقول دائما.

الأكاديمي الإخوانى مثير للجدل حتى في نظر أصدقائه وداعميه؛ في وسائل الإعلام القطرية لن تجد إلا اسمه وقبله هذه الصفة، خصوصا فيما يطرحه من أفكار، يعتبرها رؤية تجديدية للإسلام، وعلى رأسها فتواه في عام 2005 بجنيف، والتي دعا فيها إلى تعليق العمل بالعقوبات الجسدية، وعقوبة الرجم والحكم بالإعدام في العالم الإسلامي، كما يدعو مسلمى أوروبا إلى العيش باستقلالية ماديا وفكريا عن مسلمى الشرق.

بداية الاغتصاب
كان عام 2017، بداية السقوط لحفيد البنا، وقتها اتهم من قبل ناشطة فرنسية بالاغتصاب، وهو ما نفاه محاميه في بيان رسمي، وهدد بإقامة دعوى قضائية على هذه الناشطة بتهمة «الافتراء» أمام مدعى عام الجمهورية بمدينة روان شمال غربي فرنسا، ولم يكد يخلص من هذا الاتهام، حتى اتهمته امرأة أخرى بنفس التهمة، ليتم القبض عليه، وتثبت الأزمة أن الإخوان لا تملك حتى المكسب في حرب الصورة؛ بل إن بطولات وملاسنات الإعلام التي تتصور إيجادها فيها، هي أفضل ما يضعها داخل المانيفستو إسلامي، الذي يضم أعاجيب من الغباء والجهل.

ليست أول حالة تحرش، يقول إبراهيم ربيع القيادى السابق بالإخوان، مؤكدا أن صهر البنا، عبد الحكيم عابدين، أول ما أصابته هذه الفضائح، ويوضح القيادى السابق بالجماعة، لـ«فيتو» أن فرنسا بلد الحريات، ولن تتبلى على أحد، مضيفا: لحساب من ستلفق له القضية؟!

ويشدد “ربيع” على أن القضية ليست سياسية على الإطلاق، مثلما تروج بعض الدوائر الإخوانية، تحت طائلة القانون، مضيفا: الجنس من بديهيات الحياة في الغرب، إلا لو كان متحرشا ويعتدى على الآخر دون وجه حق، وهو ما فعله رمضان، لذا كان القرار بحسبه وتوقيفه.

واختتم: حفيد البنا ليس مفكرا ولا مجددا لأسباب عدة على رأسها وجوده في تنظيم مغلق؛ وحده ينفى عنه هذه الصفة.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية