رئيس التحرير
عصام كامل

«قصة نساء حول البابا».. 4 سيدات تتمردن على تقاليد «الحرس القديم».. ويستعين بهن في «مهام خاصة».. إيريني وجدي مسئولة تنظيم مواعيد تواضروس الثاني وترافقه في رحلاته الخارجية

البابا تواضرس الثانى
البابا تواضرس الثانى

البابا تواضروس الثاني.. ابن الثورة التكنولوجية.. يدرك جيدًا أين يضع قدمه ومتى يضغط على “زر الأزمة”، ويمتلك معرفة كاملة بتبعات القرارات الجريئة التي يتخذها في كيان ظل حتى سنوات قليلة أسير أفكار أبناء الثورة الصناعية، الذين يتمهلون كثيرًا أمام أي إجراء، ويخشون “قلب الطاولة” في سبيل الإصلاح، ويكتفون دائمًا بملامسة سطح الأزمة دون الدخول في تفاصيلها.


“كسر حالة الجمود”.. السيناريو الوحيد الذي يطبقه البابا تواضروس الثاني، منذ جلوسه على عرش مارمرقس الرسول، وخلافته البابا الراحل شنودة الثالث، مقررًا في الوقت ذاته التمرد على التقاليد السائدة، وإصلاح ما يمكن إصلاحه وفقًا لما يتطلبه الأمر، وليس ما يرغبه القائمون على الأمر.

البابا تواضروس الثاني منذ أن وصل إلى كرسي مارمرقس، سعى جاهدًا لكسر التابوهات، سار ضد التيار، تحرك في خانة «الممكن»، بما لا يمس ثوابت الإيمان الأرثوذكسي، التغييرات التي سعى إليها بابا الكنيسة لم تكن تحتمل، لولا أنه حافظ على بعض من القديم، واستحدث ما يسمح له بالتغيير، فعمل على ترتيب البيت من الداخل والعمل وفق نظام مؤسسي، بما لا يسبب ضيقًا في نفوس المعارضين لسياسته، حيث عين أكثر من 42 سكرتيرا، واستحدث خدمات لم تكن موجودة في عهد البابا الراحل.

دخول «المرأة» في جملة مفيدة خاصة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لم يكن بالأمر السهل، وهو ما جعل البابا يواجه انتقادات شديدة، إلا أنه يعرف قيمة المرأة، أو بالأولى منحها حقها الطبيعي، حتى لو حلت في أماكن كان يرى البعض أنها من اختصاص الكهنة.

كما لم يجد البابا غضاضة في الاستعانة بعلمانيين، لإدارة الأنشطة والخدمات داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بل أسند مناصب قيادية لـ«الجنس الناعم»، وهو ما لم يكن معمولا به من قبل في عهد البطاركة السابقين، ويعتبر هذا النهج جديدًا في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

حين نتحدث عن وجود المرأة في الكاتدرائية المرقسية، ليس فقط كمقر رئيسي لبطريرك الأقباط، إنما كونها رمزًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يجب معرفة موقع المرأة عند البابا.

ويؤمن البابا أن المرأة أساس تقدم المجتمعات، والطريق الممهد إلى رقي الأمم، فمكانتهن في المجتمعات المختلفة مقياس تقدم الشعوب والأمم، ويعدد البابا تواضروس مهام المرأة في الكنيسة، التي كانت سابقا مهمشة، فيرى أنها تلعب العديد من الأدوار في الكنيسة، منها خادمات مدارس الأحد، وهذا كما يقول «دور كبير جدا»، المرأة أيضا تعتبر عضوًا أساسيًا في مجالس إدارة الكنائس المختلفة، بجانب ما تمارسه من أنشطة اجتماعية عديدة في الكنيسة.

دور المرأة في الكنيسة لا يختلف كثيرا في دورها داخل الدير، فيوجد العديد من السيدات الراهبات في الأديرة، وهن مكرسات في الكنيسة، يساعدن في العديد من الأنشطة الاجتماعية كالتمريض في المستشفيات والتعليم في المدارس وفى دور الأيتام، وخدمة الكورال الخاصة بالترتيل أو الترنيم في الكنيسة، حيث يعد «الجنس الناعم»، أحد الأركان الأساسية في هذه الفرق.

البابا تواضروس يؤمن أن المرأة تمتلك من الخبرات التي تؤهلها لحل العديد من القضايا العائلية، وهو ما جعله يستند إليهن في المجلس الخاص بشئون الأسرة، لحل المشكلات العائلية، وتنتشر هذه المجالس في أمريكا وأوروبا وأستراليا وآسيا وثلاثة في مصر (الصعيد- الإسكندرية- القاهرة)، جميعها تابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والـ6 مجالس يوجد في كل منهم امرأة واحدة، ويشترط أن تكون دكتورة أو محامية.

يعرف البابا أن يوظف المرأة، لذا فرضن سطوتهن بسرعة داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حتى إن البعض اتهمه باستبعاد الرهبان والأساقفة من السكرتارية، وإنشاء «سكرتارية نسائية»، ولعل أبرز عناصر «الجنس الناعم» في الكاتدرائية هي المهندسة «بربارة سليمان»، التي تشغل منصب مديرة المشروعات الباباوية بالكاتدرائية، كما أنها مسئولة برامج بأسقفية الخدمات، إضافة إلى أنها مهندسة علاقات الكاتدرائية المرقسية مع الهيئات المختلفة.

«إيريني وجدي».. هي الأخرى واحدة من اللاتي تشغلن مكانة كبيرة لدى بابا الكنيسة، فهي من مكتب سكرتارية قداسة البابا، وظهرت صورها خلال استقبل البابا تواضروس الثاني بالمقر الباباوي، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة.

ظهر لـ«إيريني» العديد من الصور بجوار البابا تواضروس الثاني، مما يشير إلى أنها من أهل الثقة ومن المقربين لبطريرك الكنيسة، وهو ما ظهر فيما أسند إليها، حيث إنها رافقت البابا في العديد من الجولات الخارجية، وكانت مسئولة عن تصويره بـ«فيديو وصور»، كما تظهر في المقابلات الرسمية، وتتولى أيضًا ترتيب مواعيد زيارات ورحلات البابا الخارجية.

وفي السياق ذاته تعتبر رانيا نعيم، المدير التنفيذي للمركز الإعلامي للكنيسة القبطية، إحدى المقربات أيضا من بابا الكنيسة، حيث كانت مسئولة عن محاورة البابا في برنامج أعده المركز الإعلامي للكنيسة حمل اسم «بابا الكنيسة»، وبثه على شبكة الإنترنت والقنوات الكنسية، بمناسبة الذكرى الرابعة لتجليسه.

كما يظهر أيضا اسم «رونزى حلمي»، خلال اجتماعات لجنة الإعلام بالكنيسة الروسية والقبطية، وتشغل «حلمي»، منصب مدير إدارة العلاقات العامة بالمركز الإعلامي.

تولى «الجنس الناعم» مثل هذه المناصب في الكاتدرائية المرقسية، يعتبر نهجا جديدا اتبعه البابا تواضروس الثاني، فلم يكن في السابق مكان للمرأة بمثل هذه الطريقة التي اتخذت فيها مواقع قيادية، وهو ما يترجم فكر البابا الباحث عن الإصلاح.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية