«مطروح» تخرج من عباءة البساطة

حسنًا فعلت الحكومة عندما طرحت على القطاع الخاص مشروعات مغرية أدت إلى الإعلان الأخير باستثمارات تزيد على المليارات الثلاثة من الدولارات، في مشروع سياحى كبير، ومنتجعات وفنادق وقرى على الساحل الشمالي، بمنطقة العلمين، ذلك الساحل الذي ابتليت به مصر، حيث أصبح البحر الأبيض المتوسط أحد ممالك بعض المصريين القادرين، أما البسطاء فإن عليهم أن يشاهدوه فيديو.

المشروع الجديد لا شك هو مشروع واعد، وسيقلب الدنيا في مطروح رأسا على عقب، ربما يتم تخصيص صخرة عجيبة، ولن ترى بعد ذلك شاطئ روميل، ولن يكون من السهل أن تمضى إجازتك مع أسرتك كما كنت تفعل على شواطئها الخلابة، لا تندهش ولا تبك على اللبن المسكوب، بعد أن وصلت عجلة الرأسمالية المتوحشة بقيادة الحكومة إلى أحلامك وذكرياتك، القطار قادم وهو من النوع السريع، لا يتوقف في محطات الغلابة، وليس للطبقة المتوسطة إن وجدت موضع قدم.

بحر مطروح دخل المزاد كما دخل من قبله ساحل مصر الشمالي، وأصبح حكرا دون أن يمتد هذا الاحتكار إلى التنمية، أو وضع الشعب في الاعتبار، بالمناسبة أنا لست ضد الاستثمار، بل أدعو له ولكن لا بد وأن يعود على الناس بالخير، ويكفى أننا بعد أن أنشأنا مشروعا عملاقا للاستزراع السمكى وصل سعر كيلو البلطى إلى ٣٦ جنيها، بعد أن كان سعره تسعة جنيهات، هذا النوع من المشروعات أتمنى ألا يصل إلى أرض مطروح البكر!!