رئيس التحرير
عصام كامل

بعد تجربة أكشاك الفتوى.. «الأوقاف» تتجه للمساجد و5 عوائق للتنفيذ.. «مرزوق»: يجب صرف بدلات مالية وإصدار موسوعات شهرية لأهم الفتاوى.. ونقيب الدعاة يؤكد ضرورة تأهيل الإمام 100% للرد ع

وزارة الأوقاف
وزارة الأوقاف

تجربة جديدة بصدد الانطلاق بعد تعاون آخر بين الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، في تدشين مجالس للإفتاء بالمساجد الكبرى على مستوى الجمهورية، بالتنسيق بين الجانبين، بعد لقاء الطرفين؛ لبحث تعزيز جميع جوانب التعاون بين الوزارة ودار الإفتاء المصرية وخاصة في مجال الدورات التدريبية.


ورحب المفتي بالفكرة وبالمشاركة في تقديم بعض المحاضرات العلمية الفقهية في الدورات التدريبية التي تقدم للأئمة، والتي تعتزم الأوقاف عقد ثلاث دورات للأئمة المتميزين في إطار برنامج "المستوى الخاص المتميز"، الذي يمنح من يجتازه بنجاح زمالة الأوقاف المصرية.

أما ما يخص جانب "مجالس الفتوى"، وهو المقترح تدشينه في المساجد الكبرى؛ لم يكن الأول فقد سبق ذلك تجربة أكشاك الفتوى داخل بعض محطات المترو، إلا أن التجربة باءت بالفشل؛ لعدم استمرارها، وإزالتها من محطات المترو، على الرغم من الإقبال عليها وتفاعل المواطنين معها؛ بينما تأتي التجربة الجديد في تدشين مجالس للإفتاء بالمساجد الكبرى وأمامها العديد من العقبات التي لابد من دراستها جيدا قبل التنفيذ حتى لا تقع في شباك الفشل.

ويرى الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، أن أي تعاون بين المؤسسات الثلاثة الدينية الأزهر والإفتاء والأوقاف للارتقاء بالأئمة في مجال الفتوى، سيعود بالخير للمؤسسات الثلاثة.

بدلات مالية

وشدد "مرزوق" في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، على ضرورة تلافي بعض العقبات وأهمها صرف بدلات مالية ووضع نظم وقوانين يتم تفعيلها لتلك المراكز الإفتائية، وأن يكون ذلك عملا رسميا له بداية وله نهاية، وإصدار الفتاوى بخاتم شعار الجمهورية لحل المنازعات والمواريث وغيرها؛ مؤكدا إصدار موسوعات شهرية أو نصف شهرية لأهم الفتاوى، إما على نفقة الأوقاف أو مجلة الأزهر أو منبر الإسلام، ولو اتبعنا تلك الخطوة سيجد الوعاظ والأئمة فتاوى موثقة وحديثة ومستمرة، وبذلك نقضي على مظاهر التطرف والفتاوى التي تكفر بعض جوانب المجتمع.

وأوضح قائلا: "يجب أن يكون هناك مكان محترم لإدارة الفتوى، وهو ما يتوجب إيجاده في مرحلة التنفيذ القادمة، وأن يعمل عليها علماء أجلاء يعملون على حل المشكلات، خاصة وأن أكشاك فتاوى المترو كانت جيدة، ولم يكن متوافر لها المكان المناسب أو اللائق، ولو فعلنا ذلك سنكون قد أشركنا التفعيل من جانب الجهات الثلاثة؛ الأزهر والأوقاف وإدارة الفتوى في خدمة المجتمع.. واقترحت على الهيئات وبعض المسئولين إعادة طباعة بعض الفتاوى المصرية في عهد الشيخ على جمعة للاستفادة منها".

تلافي العقبات

وعن حصر الفتوى داخل المساجد الكبرى بعد التعاون الأخير بين الأوقاف والإفتاء فقط، قال: "هذا ليس انغلاقا أو حصرا، وإنما هو وجود إدارة في مكان معين يسهل على الناس أن يذهبوا إليهم ليأخذوا الفتاوى موثقة"؛ مشددا على ضرورة تلافي العقبات أولا بأول؛ لأن ذلك من الأمور الجديدة التي تحتاج إلى تطور حسب طبيعة العمل.

من جانبه، يرى الشيخ محمد البسطويسي، نقيب الدعاة، أن التعاون بين الأوقاف ودار الإفتاء يأتي في إطار التعاون بين مؤسسات الدولة في العمل الواحد ومن الممكن أن تُمد دار فتوى الأئمة بالمادة العلمية اللازمة للتدريب على الفتوى، وبالتالي سيكون هناك 110 ألف مسجد معدين جيدا صباحا ومساء لتلقي شكاوى المواطنين، أو أي سؤال يوجه إلى إمام المسجد ليكون ملما بالإجابة الصحيحة.

وأكد «البسطويسي»، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن تلك المساجد الكبرى التي سيكون فيها مجالس للفتاوى، أتمنى أن يكون فيها خط ساخن لتلقي الفتاوى والأسئلة لمنع الاحراج، ولابد أن ينضم الأزهر الشريف لتلك المنظومة حتى نغلق الباب على المتطرفين، والجماعات المتأسلمة التي تطلق الفتاوى صباحا ومساء.

وعن العقبات التي تواجه تطبيق الفكرة في المساجد الكبرى، أردف "البسطويسي": الاستمرارية هي التي تضمن بقاء الفكرة والعمل، بالإضافة إلى ضرورة تأهيل الإمام بنسبة 100% للإجابة على القضايا الملحة المستحدثة مثل التبرع لبنك الدم والاستنساخ، والحاكمية وغيرها من القضايا التي يجب أن يلم بها الإمام في العصر الحديث وفي نفس الوقت أكون قد حصن بها الإمام".
الجريدة الرسمية