رئيس التحرير
عصام كامل

فتيات فنون جميلة تحولن حديقة الحيوان للوحات فنية «تسر الناظرين»

فيتو

في صباح آخر سبت من شهر أكتوبر العام الماضي، توجهت "إسراء" برفقة ثلاث عشرة فتاة من زميلات الشعبة الخامسة بمادة التثقيف بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، إلى بوابة 5 بحديقة الحيوان بالجيزة، أو ما تسمى بـ"بوابة الرحلات"، وتحديدا عند السور الملاصق لما يعرف بسور "المَدبح"، حيث تذبح الحمير والحيوانات الخاصة بإطعام الحيوانات آكلة اللحوم داخل الحديقة.


الرائحة المنبعثة من وراء السور كريهة، الجدران المهدمة التصقت بها الدماء الجافة وحولت لونها إلى الأسود، "الفكرة جت لنا من هنا قُولنا ليه مَنرسمش على السور ده رسمة عملاقة تجمل منظره، خاصة أنه بجانب أكثر بوابة عليها إقبال من طلاب المدارس والأسر، وكمان لو حد ماشي بالعربية من أمام باب الحديقة هو أول سور هيلمحه"، تتحدث إسراء التي كانت ضمن فريق من الفتيات اللاتي أثرن اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن حولت رِيشاتهن سور حديقة الحيوان إلى لوحة إبداعية عملاقة.

البداية كانت من خلال فكرة ألقت بذرتها جدة "هبة" إحدى عضوات الفريق، في عقول الفتيات في "ساعة صفا"، حينما كن تتناقشن في كيفية التعامل مع الجزء الميداني الخاص بمادة التثقيف، "المادة دي بتتطبق علينا في 4 و5، من بداية الترم بنبدأ ندور في مكان يناسبنا، ويكون آمن وناخد فيه حريتنا، كنا في سنة رابعة بنفضل الشغل في مستشفى 57357، لكن جدة هبة قالت لنا إيه رأيكم تغيروا المرة دي وتروحوا حديقة الحيوان"؟!

"ولأن ده نشاط متكررش من قبل بادرنا بزيارة قام بها اتنين مننا كجس نبض ومعرفة هو الأمن هيوافق أو لا، وإننا هنعرفهم أن ده مشروع إحنا مكلفات به"، وبالفعل تم عرض الفكرة على اللواء محمد رجائي، مدير الإدارة المركزية لحدائق الحيوان والأسماك بوزارة الزراعة، وتمت الموافقة، على أن يكون النشاط مساعدة أطفال الحديقة في الرسم والتلوين، "كل واحدة فينا كانت بتاخد نشاط وتروح على الحديقة ونرسم مع الأطفال، لحد نهاية شهر أكتوبر لما روحنا بوابة الرحلات، وفجأة لقينا نفسنا قررنا نعمل جداريات في الحديقة، ونترك بصمة فنية في مكان مميز ومعلم مصري مهم زي حديقة الحيوان"، تتحدث إسراء.

في نهاية شهر ديسمبر عام 2017، كان حائط بيت الشمبانزي مزينًا بجدارية، استوقفت القاصي والداني من زوار الحديقة، وبات الحاضر يعلم الغائب، "وإحنا بنشتغل سمعت رجل بيقول لبنته يارب لما تكبري أشوفك زيهم، وأصبحوا شايفين أن الفن بقى ليه دور حتى داخل حديقة الحيوان، حرصنا أننا كل سبت وهو يوم الشغل العملي نحضر ونرسم في الحديقة، كل سور كانت له جداريته الخاصة، وكل سور له رسمة عملاقة لحيوان من حيوانات الحديقة، تحفه الألوان الزاهية واللمسات التي لا يخطئها أحد، فلكل فتاة من فريق الـ14 بنتا كانت لها لمستها الخاصة"، وتضيف إسراء "بمجرد ما جت إجازة نصف السنة كثفنا أوقات العمل من أجل الانتهاء من كافة الجداريات اللي خططنا لرسمها، كنا بننزل كل يوم".
الجريدة الرسمية