رئيس التحرير
عصام كامل

مقابر مجهولة.. «نفر - بتاح» تكشف حياة الزراعة عند الفراعنة.. والبئر الفارسية الأغرب.. تابوت «إمنتف» سبب الوصول لسوائل التحنيط.. وتمثيل الفلاسفة الإغريق ضمن القائمة

فيتو

تضم المناطق الأثرية العديد من المقابر الفرعونية المكتشفة منذ عشرات السنوات زينها الفراعنة بأبهى الألوان ونقشوها بأروع الرسومات، ولكنها مغلقة ولا يعرف عنها أحد أي شيء سوى المتخصصين في الآثار فقط، ولم تلق حظها من الترميم الدوري للحفاظ على نقوشها والأساطير التي تحكيها.


مقبرة نفر- بتاح
وعلى رأس تلك المقابر، مقبرة «نفر- بتاح»، الذي عاش في عصر الأسرة المصرية الخامسة، وكان لقبه الرئيسي هو«رئيس حلاقي البيت الكبير».

وتتكون المقبرة من غرفة واحدة فقط، بمناظر جذابة غير مكتملة، لكنها نفذت في دقة وجمال، وتختلف عن بقية المقابر، لأسباب عديدة: أولها أن اللوحات الفنية بها رسمت أولًا بالمغرة الحمراء، ثم صححت وأكملت بالفحم؛ ولم يبدأ المثالون في تنفيذ نقوشها المنحوتة.

وتمثل النقوش مناظر من حياة الزراعة، مثل الحليب وإعداد اللحوم وعصر النبيذ وجمع ثمار الجميز وزراعة البساتين ويظهر على القسم الأعلى للجدار الغربي منظر رائع لصيد الطيور؛ وهذا هو سبب تسمية المقبرة باسم "مقبرة الطيور".

مقبرة إيرو- كيه- بتاح
«إيرو- كيه- بتاح»، هو رئيس السلخانات الملكية، خلال عهد الأسرة الخامسة، وشغل منصبًا حيويًا في البلاط كرئيس جزاري البيت الكبير (القصر الملكي) وهي أحد مقابر النبلاء المكتشفة في الأقصر وله لقب آخر، هو "كاهن واب للملك".

وتعرف مقبرة «إيرو-كيه-بتاح» عند أهالي سقارة باسم مقبرة «الجزار»، ويتكون الجزء العلوي للمقبرة من قطعة واحدة مطولة نحتت في الصخرة الأم، وترجع شهرتها إلى الأعداد الكبيرة من التماثيل التي نحتت في الصخر، ولم يكن ذلك شائعًا؛ فهناك ثمانية تماثيل على الحائط الأيسر وأربعة على الحائط الأيمن، وتصور تماثيل الحائط الثمانية على اليسار صاحب المصطبة في مراحل عمره المختلفة؛ فأحيانًا يظهر كشاب بشارب، وأحيانًا أخرى يظهر كرجل عجوز بتجاعيد، ويصور أحد تماثيل الحائط الأيسر امرأة، ربما كانت زوجته؛ أو أنثى من أقربائه وهي أحد مقابر النبلاء المكتشفة في الأقصر.

مقبرة حسي رع
كانت المقابر في الدولة القديمة تنحت بشكل مستطيل فوق الأرض؛ مما جعل عمال الحفائر يطلقون على هذه المقابر لفظ «المصطبة»؛ نظرًا للتشابه الكبير بينها وبين المصاطب الموجودة ‏ أمام المنازل في القرى، وتعد مقبرة «حسي رع» من أهم مقابر الأفراد في سقارة، وهي مقبرة ذات طراز غريب فالجزء العلوي يتكون من دهليزين ضيقين طويلين الغربي، ويتكون من إحدى عشرة مشكاة والشرقي وهو عبارة عن مقصورة ذات ممر طويل يوجد في جدارة ‏الغربي مشكاة وصور وعلى الجدار الشرقي للمقصورة بعض قطع الأثاث و‏يقع مدخل المقبرة في أقصى الجنوب من الجهة الشرقية، ويوصل بدوره إلى حجرة السرداب التي كان بها تمثال المتوفى، أما حجرة ‏الدفن فنصل إليها عبر بؤر موجود في الجزء الغربي من المقبرة ‏ وقد تم الكشف عن هذه المقبرة سنة 1912‏.

البئر الفارسية

توجد بعض المقابر التي نحتت تحت سطح الأرض في صميم الصخر، وشُيِّدت في أيام الفرس حينما احتلوا مصر في الفترة من عام 525 قبل الميلاد إلى عام 404 ق.م، وبالتحديد في عهد الملك «دارا الأول» الذي عَيَّن الوالى الفارسى «خشاتر أبافان».

ويوجد بناء صغير عبارة عن حجرة صغيرة شيدتها مصلحة الآثار على مدخل إحدى هذه المقابر التي تتصل من أسفل بمقبرتين أخريين من هذا النوع، وقد فتحت جدرانها المتلاصقة بمعرفة مصلحة الآثار لتسهيل زيارة المقابر الثلاث دفعة واحدة.

أما الممر الذي يوصل إليها، والذي يبدأ من تحت هذه الحجرة، فهو بئر عميقة مربعة الشكل محفورة عموديًا في الصخر، وقد تم تركيب سلم حلزونى على هذا البئر، ويبلغ عمق البئر نحو 72 قدمًا، وتتصل من أسفلها بممر يبلغ طوله 16 قدمًا، يقود إلى حجرة الدفن ذات السقف المنحنى (يشبه القبو)، وهى للطبيب الخاص بالملك.

مقبرة ميحو

كان ميحو قاضيًا ووزيرا في بداية الأسرة السادسة، خلال حكم الملك «تتي» أو الملك «ببي الأول» وكان متزوجا من ثلاث زوجات، وتم اكتشاف تلك المقبرة عام 1940 م بواسطة الأثري عبد السلام حسين والأثري ذكي سعد، وتحتوي على 4 حجرات مزخرفة وفناء ضخم وتحتوي على العديد من المناظر التي تزين جدرانها من مناظر للحياة.

مقبرة نفر

كان «نفر» المشرف على الفنانين والمغنيين في الأسرة الخامسة في عهد الملك «ني وسر رع»، وتقع مقبرته جنوب الطريق الصاعد للملك أوناس بمنطقة سقارة، وتحتوي المقبرة على فناء يأخذ شكل حرف L، ويزخرف جدرانها العديد من المناظر المهمة وهي صراع البحارة والمغنيين والمغنيات وحاملي القرابين ومناظر الحصاد والزراعة والرعي وعصر النبيذ وصناعة الذهب.

دير الأنبا أرميا بسقارة

يوجد هذا الدير جنوب الطريق الصاعد للملك أوناس، ووجد بجوار هذا الدير بقايا أطلال كنائس ملحقة به يرجع تاريخها إلى نهاية القرن الخامس الميلادى ومنتصف القرن التاسع الميلادي، حيث إن العملة التي وجدت في مواقع متفرقة من أطلال الدير أثناء الحفائر كانت تبدأ من عصر الإمبراطور أنستاسيوس وتنتهي في العصر العباسي الأول.

ومن أهم العناصر المعمارية التي تم الكشف عنها هي بقايا 4 كنائس وقلايا كان يسكنها الرهبان وصالة الطعام ومكان للعلاج وقد غطيت كثير من حوائط هذه الأماكن بالرسوم والصور الدينية المأخوذة من قصص الإنجيل أو التوراة، ومن أهمها صورة التضحية التي تمثل قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل والكبش، الذي افتدى به ابنه، وعثر بالدير أيضا على أعمدة ذات زخارف نباتية وكذلك قطع من الأخشاب ومرابط الدواب التي كانت تحمل الزوار القادمين من أماكن بعيدة.

مقبرة إمنتف نخت
شرق هرم الملك أوناس يوجد بئر عميق يصل عمقه نحو 37 مترًا، وكشف هذا البئر الأثري ذكي سعد عام 1941، واتضح أنه ينتهي في قاعة بغرفة دفن تحوي تابوتا من الشست الأخضر بدون نقوش للقائد العظيم «إمنتف نخت» الذي عاش في عهد الأسرة السادسة والعشرين، وكان لهذا الكشف أهمية كبيرة جدًا فإلى جانب عمق البئر الشديد، واتساعه البالغ فقد عثر على جثة القائد المتوفى غارقة في مادة التحنيط السائلة التي وجدت في تابوته، وبفضل هذا الاكتشاف العظيم تم تحليل هذه المادة، وأمكن التعرف على المواد التي كانت تستخدم في التحنيط، وهي تتكون من الراتنج والقطران بنسب معينة.

مقبرة الطبيب عنخ ماحر
تعرف باسم مقبرة الطبيب وقد كشفها الأثري الفرنسي لوريه عام 1898، ولكنه لم ينظف البئر فقام عالم الآثار الإنجليزي مستر فيرث بتنظيف البئر الذي يبلغ عمقه نحو 11 مترًا، حيث ينتهي بغرفة الدفن المنحوتة في الصخر، وفي غرفة الدفن يوجد تابوت من الحجر الجيري، لا يزال عليه الغطاء وكذلك الملاط (طبقة من الجبس) الذي استخدم في لصق الغطاء بالتابوت.

وعثر بالمقبرة على لوحة للزيوت السبعة المقدسة، وأواني وأطباق من المرمر، وكذلك أدوات من النحاس كانت مغطاة في الأصل برقائق من الذهب وجزء من مسند الرأس من المرمر عليه اسم المتوفى عنخ ما حر، وزخرفت المقبرة بمناظر هامة والتي من أجلها سميت المقبرة باسم مقبرة الطبيب وهي مناظر عمليات جراحية كالطهارة، وكذلك جراحة لإصبع قدم أحد الأشخاص، وكذلك تحتوي المقبرة على مشهد للنحيب والعويل على المتوفى.

مجموعة تماثيل الفلاسفة الإغريق
هي مجموعة من تماثيل الفلاسفة الإغريق توجد أمام مقبرة العجل أبيس المقدس، والتي تعرف باسم مقبرة السرابيوم بسقارة ويعتقد المؤرخون أن بطلميوس الأول هو الذي أقام هذه التماثيل التي تمثل الفلاسفة أو الشعراء اليونانيين، ولعل ذلك يرجع إلى رغبة هذا الملك اليوناني وحماسه لربط المصريين واليونانيين دينيًا وجعلهم يتقاربون حتى تستتب له الأمور والسيادة في حكم مصر.
الجريدة الرسمية